الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-تأثير الفاعل الاقتصادي فى بناء العقيدة الاسلامية -

ماجد أمين

2018 / 5 / 25
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تأثير الفاعل الاقتصادي في بناء العقيدة ..
#ماجد_أمين_العراقي ..
غالبا ماتكون نهاية الفلاسفة مؤلمة ..ومثيرة للحزن ..فالفلسفة تعد مقبرة الفلاسفة ...
صحيح ان مبتنيات أي عقيدة تنطلق من احكام وحكمة الفلسفة ..ولكن لايكتب لها الدوام دون التشابك و التلامس مع المحرك الاقتصادي ..بإمكان الفلسفة ان تطلق افكارا مجسمة تمثل جميع أحلام البشر ..ولكن ستبقى حبيسة العقل ..او تحلق في فضاء الوجود ولكن سرعان ما تنكفيء وتخبو لأنها تفتقد الى جناحين : هما ايجاد معطيات الرفاهية وسد الجوع ..وتامين السلم والامن ..والجناح الاخر بناء اللبنات الاجتماعية وتوطيد اواصر المجتمع ايا كان ..وكلا المتطلبان لايتم تحقيقهما بدون الفعل والمحرك الاقتصادي ...
**لماذا نجح محمد بن عبدالله فيما فشل مسيلمة مثلا .... او غيره من الدعاة ...
في مجتمع لايمتلك مقدرات كافية لاشباع غريزة الجوع من المؤكد ان يلجأ للبحث في إيجاد منافذ للحصول على حاجاته ..لاسيما ان ثقافة ذلك المجتمع هي ثقافة البداوة والتي تعتمد على فوارق جينية مكتسبة ومطورة لإداء وظيفة واحدة وهي مهنة القتال ..فالغزو كان طوطما مهما لقوة القبيلة ...ويتطلب ذلك مؤثرا آخر مواكب لمهنة السيف ويعمل كمحفز للحوليات الا وهو الشعر ..وغالبا ما يرتبط الشعر مع نوع وصفة ثقافة المجتمع ..في الإمبراطوريات الفارسبة والرومانية واليونانية ..تمثل بوضوح اهمية الشعر كمؤثر حماسي ..فكانت الالياذة ..والشهنامة ..وغيرها من الملاحم الحولياتية المثيرة للعزائم وشحذ همم المقاتلين ..
وكذلك في الحزيرة العربية . يكاد المشهد بتجلى في اشعار عروة بن الورد ..وغيره في التفاخر بالغزوات وسبي نساء القبائل التي تهزم ...
وما يرد من غنائم وسبايا وعبيد تعد مصدرا اقتصاديا مهما في ظل ثقافة تعتبر العمل في الزراعة او الشؤون الاخرى معببا ..ويرمى بالعار من بكون اجيرا ..
كذلك قلة الموارد التي تعتمد على العامل الطبيعي والمناخي ..
ولكن في مركز تجاري مثل مكة يختلف الامر ..فالتجارة هي تمازج للثقافات المختلفة ..كما انها فاعل اقتصادي يساهم في خلق طبقة برجوازية ...
كون محمد بن عبدالله اشتغل بالتجارة ..فقد سهل عليه ان يكون منتجا لعقيدة الإسلام ..بل كان يمثل كاريزما مميزة .. لو لاحظنا حركة النبي محمد ..ان مبتنياتها الفلسفية تبلورت في مكة ..حيث تمثل القرآن المكي بمباديء ثورة الجياع او ثورة العبيد ..وقد تم العزف على وتر اجتماعي غاية في الأهمية .. بل واطلق جذوة الثورة في نفوس العبيد وفقراء مكة ...فكانت المباديء الاولى للسور المكية ..توضح صوت آلام العبيد والسعي للحرية ..والثورة على ارستقراطيي مكة .. كذلك لم تكن بذات العنف الذي ترسخ في المدينة ...بشكل اكثر قوة وصرامة ..
عقلية النبي محمد التجارية ساهمت بشكل كبير في بناء مرتكزات عقيدة الإسلام بحيث لاتقضي نهائيا على حقوق الطبقة البرجوازية في مكة وبذات الوقت توفر الطعام للجياع وتعطي لبعض العبيد ولاسيما اتباع الدين الجديد قدرا من الحرية وشبه عدالة اجتماعية وانسانية ..ان اوضح بروز لمباديء ومبتنيات الاسلام قد تم بلورتها ووضعت موضع التطبيق هي في المدينة ..لقد توجه نظر محمد واتباعه الى محورين مهمين ..
**اولهما تجارة قريش وهو الاكثر معرفة واطلاعا بها وبطرقها واتجاهاتها وتاثيراتها ..لكون قد عمل بها واكتسب خبرة جيدة ...
وقد ادرك من خلال هذا المحور ... أهمية البعد الأقتصادي في تقوية شوكة اتباعة واضعاف قدرات عدوه ولكن بطريقة براغماتية ذكية جدا لايقطع بها كل خطوط التلاقي . فكان سلوكه تارة بعنف وقوة شديدين وتارة اخرى بالمهادنة والصلح ..لادراكه بان تلك المقدرات ستعود في نهاية المطاف لتشكل عامل قوة لنجاح عقيدته
وقد توفرت ادوات تحقيق هذا الهدف فالامر ليس عسيرا بل هو من السهولة واليسر .. بحيث يتطلب ايات تحث على الجهاد والمثابة هي اما الغنائم والسبايا في الدنيا واما النعيم في الآخرة ..وان الملائكة ستنصر هؤلاء وتحارب معهم ...وهذا العامل له تاثير كبير في شحذهمم اتباعه في ان تستثير غرائز الجياع والعبيد ....وقد نجح نجاحا كبيرا ..رغم مأزق معركة أحد ..لكنه تجاوزها
***المحور الثاني وهو اليهود ومايشكلون من ثقل اقتصادي . لكن المشكلة هنا في التعامل الديني والايماني لكونهم اهل كتاب .. ولكن تعامل هنا بقسوة وبطش مع اليهود ..رغم انهم اقل ايذاءا ..لاتباعه ..بيد ان اللعاب يسيل لكثرة مواردهم ..وضعفهم في القتال ...
كان القرآن المدني ..اكثر صرامة في بناء النظرية الإسلامية .. لاسيما بعد تحقق الفعل الاقتصادي ..وقد امتلك حنكة في فض النزاعات عند اقتسام الغنائم ...
هذا السرد الموجز ..يبين لماذا نجح محمد وفشل غيره لقد وظف الفاعل الاقتصادي بمثالية عالية في قواعد مبتنيات الدعوة الاسلامية ..
لذلك لاتعد المباديء الفلسفية او حتى العقائدية عنصرا في نجاح واستمرار اي دعوة دون الارتكاز على الفاعل الأقتصادي والذي يعاضد الفاعل الاجتماعي. بل غالبا مانجد هذين الفاعلين مترابطان ..وان اختل احدهما انهار الثاني ...
وحتى الماركسية او الراسمالية لو وضعتا محل البحث فاننا سنلحظ بروز العوامل الاقتصادية في سر دوامها او فشلها ..وتبقى المباديء الفلسفية محض تأملات او احكام لاتبصر النور دون التشابك مع الفعل المؤثر وهو الاقتصاد ...
#ماجد_أمين_العراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتماع مصري إسرائيلي أميركي مرتقب بشأن إعادة فتح معبر رفح| #


.. المتحدث باسم الخارجية الأميركية لسكاي نيوز عربية: الكرة الآن




.. رئيس مجلس النواب الأميركي يعلن أن نتنياهو سيلقي كلمة أمام ال


.. أربعة عشر متنافسا للوصرل إلى كرسي الرئاسة الإيرانية| #غرفة_ا




.. روسيا تواصل تقدمها على جبهة خاركيف وقد فقدت أوكرانيا أكثر من