الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قبطيات أرثوذكسية

كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)

2018 / 5 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يعتبرها من قبيل التواضع والتقوى والروحانية، أن يبدأ الواعظ كلامه بأن يطلب من الرب أن يضع على لسانه كلمة، لأنه كما يقول ضعيف وخاطىء وغير مستحق. ثم يثني بالطلب من أجل المستمعين، أن يعطيهم الرب فهما مقدسا في اسمه. . كلام ولا أروع.
لكن النتيجة أن يأخذ الناس ما يقال، ليس باعتباره كلام المتحدث أيا كانت شخصيته، وإنما هو كلام الرب، الذي لا يفكر أحد طبعا في نقده أو معارضته. أيضا لأنه سبق وطلب من الرب والروح القدس أن يعطيهم فهما، فأي شك أو عدم فهم معناه الوحيد أن المستمع إما جاهل وغبي، أو أن إيمانه ضعيف، بحيث لم ينصت للروح القدس الذي يعمل داخله.
هكذا يغيب العقل في مستنقع مسيج بسياج فولاذي من شروط الإيمان والتقوى.
الأرثوذكسية القبطية من حيث محور وهيكلية الفكر دين قائم بذاته، وإن اتفق مع سائر الطوائف أو الأديان المسيحية في قليل أو كثير من الملامح.
تقوم الأرثوذكسية القبطية على عبادة إله متعال في السماء، بجانب عبادة أعداد مفتوحة من القديسين، بعضهم مات أو انتقل للسماء،
والبعض الآخر مازال يقود الكنيسة على الأرض. . عبادة الكهنة إذن بمسماهم وهم أحياء، وعبادة القديسين بمسماهم بعد موتهم،
هي جزء لا يتجزأ من العبادة القبطية الأرثوذكسية، التي هي هكذا كما لو عبادة لعملة واحدة ذات وجهين:
الله
والقديسون (أحياء أو أموات).
نقول هذا ليس من قبيل الاستنكار، ولكن فقط للتحليل والرؤية الواضحة.فمن أراد أن يعبد إلها متعاليا وحده فليعبد، ومن أراد أن يعبد بجانبه قديسين فله هذا، ومن أراد ألا يعبد أو يتعبد على الإطلاق فهذه حريته وقراره.
الخرافة لم تتسلل خلسة لفكر وممارسات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. هي لحاء العمود الفقري لأفكارها. فتجسيد الروحيات في ماديات عن طريق أسرار الكنيسة السبعة، نتج عنه توجه مادي لنوال البركات الإلهية. فكانت تلاوة الصلوات من الكتب بطريقة التعاويذ،
وليس الابتهال الروحي بمعانيها تواصلا مع الإله مانح البركات.
تحولت الكلمات المنطوقة أو التي يجري التمتمة بها هكذا إلى مادة لها القدرة على تحويل المادة الجاري الصلاة عليها إلى مستودع للبركة، سواء كانت المادة ماء أو زيتا أو خبزا وخمرا.
ويعضد هذا النحو ما أشاعته الكنيسة بين الناس، أن استحقاق الكاهن لا دخل له بالتحول الذي يتم بصلوات القداس وسائر الطقوس،
فلا يتبقى والأمر هكذا غير فاعلية الكلمات المنطوقة ذاتها، لتقوم هي باستحضار الروح القدس، ليحل في الماء والزيت والخبز والأيقونات.
على ذات النحو المادي أيضا، يصبح القديسون مجرد رفات نتمسح بها، وليسوا سيرة مقدسة نقتفي أثرها ونقتدي بها. بل ويصبح القديس في شرعنا هو فاعل الخوارق، وليس صاحب السيرة العطرة المقدسة. من نسميهم قديسين وننسب لهم بعد وفاتهم معجزات، هم أبرياء من أكاذيبنا، وان لم يكونوا أبرياء من جريمة نشأة كنيستنا الأرثوذكسية على الأكاذيب والخرافات، بترويجهم لأكاذيب معجزات لمن سبقوهم، ممن تحولوا بعد موتهم لأصنام معبودة.
يأتي على ذات الخط المفهوم الكتابي: "الكلمة صار جسدا وحل بيننا" الأمر ذو وجهين، تشريف وسمو للجسدانيات بحلول الروح الأعظم، وانكفاء للجسدانيات على نفسها، كما هو حادث للأقباط الآن.
الفجوة أو الهوة بين الأفكار البالية الموروثة وبين ما تفرضه حقائق الحياة، تدفع قلة لأن تطور أو تغير أفكارها لتناسب واقع الحياة،
وتحاول قلة قسر الحياة والعودة بها لتناسب أفكارها، وهؤلاء من نقيمهم كمتعصبين ومتخلفين وربما إرهابيين. أما أغلبية المؤمنين فيعيشون وفق ما تقتضيه حقائق الواقع، ويلجأون لتجسير هذه الفجوة سيكولوجيا، بالإقرار الداخلي السري وأيضا العلني إذا ما لزم الأمر، بأنهم آثمون خطاة وسيتوبون يوما ما.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقالة ثورية
ابو محمد ( 2018 / 5 / 26 - 02:28 )
رائع استاذ كمال على هذه الجراة والشجاعة في تعرية الكهنوت الديني الكذاب سوبر ماركت الكلمة التي تحول الحجارة الى قطع مكسوة بالذهب ولكن على حساب من وعدهم الكهنة بان يمطروا عليهم الذهب ان هم جمعوا حليهم لصنع تمثال الاله الاكبر
كداب البوذيين فقراء جنوب اسيا الذين يطلقون اولادهم الصغار للعمل باي كار حتى ولو بالدعارة والسياحة الجنسية لجمع الذهب لطلاء تماثبل بوذا فمن غير اللائق ان يكون بوذا العظيم من الطين الجاف فسكبوا عليه 10 اطنان من الذهب ليليق بجلاله من عرق صائدو الافاعي واماء الليل ومن عرق العجائز العاملات في مستنقعات الارز حيث تفتك بهم الامراض
مسيرة تبكي الحجارة والكاهن جاهز يقولك المسيح سار في طريق الالام
حدوته مقنعة هو الدين ما يصحش غير بالبهدلة والالم للعامة والذهب والظلظة للقديسن والمعصومين
الغريب يا استاذ كمال انه الشعوب بتصحى على الدجل وبنقول خلصنا وما يلبث يطلع لنا كاهن
عرص جديد تجري الناس خلفه ممجدا الاموات وقدراتهم العامة وخاصة الجنسية وكل ذلك يقولونه بسهوله لانه ما فيش دليل نفي فقد ماتوا
مقالتك وافكارها تصلح وثيقة ثورية
احييك

اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah