الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من سرق صلاة الجمعة

مصطفى انصالي
(Inssali Mustapha)

2018 / 5 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من سرق صلاة الجمعة ؟
يجتمع المسلمون مرة كل أسبوع يوم الجمعة داخل مكان اسمه الجامع والذي أراده رسول الأمة عليه السلام أن لا يكون مجرد مسجد تقام فيه الصلوات الخمس، بل أراده جامعا يجتمع فيه المسلمون قصد تدارس مشاكلهم اليومية لقد جعل من الجامع ولأول مرة في التاريخ مؤتمرا أسبوعيا مفتوح رسميا لعموم المواطنين. مؤتمر الجمعة هذا هو الذي صنع مواطنا قادرا على النقد والحساب... أصبح صوته مسموعا وهو نفس الصوت الذي وقف في وجه أبا بكر قائلا له : والله لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناه بسيوفنا ...وهو الصوت الذي ثار في وجه عمر محاسبا إياه على متر من قماش الصدقة وفرض الزكاة على الأثرياء وأقر قانون الضمان الاجتماعي....
ما الذي حصل إذن لكي يتنازل المواطن المسلم عن صوته في لقاء الجمعة مفضلا أن يجلس صامتا مطأطىء الرأس في حضرة واعظ يقرعه على ذنوبه من على منبر يرتفع بالإمام لكي يجعله من سكان السماء، وعندما يتكلم فسكان الأرض ما عليهم سوى السمع والطاعة .
في هذا المشهد وأمام خطيب كهذا خسر يوم الجمعة نصف معناه فالشعيرة أو الطقس لا زال هو هو. يرتفع الأذان في موعده يترك المواطنون تجارتهم وأعمالهم ملبين النداء، يغتسلون ويلبسون أحسن ثيابهم يجتنبون أكل الثوم لكي لا يزعجوا أحدا خلال الكلام ... لكن الكلام نفسه ممنوع غير ممكن . أصبحنا نجتمع لكي لا نقول شيئا في مشهد مسحور ، كل مواطن في هذا المشهد يحمل في صدره أكثر من مأساة بعضهم دون عمل... بعضهم دون دواء... أغلبهم يعيشون في فقر تطاردهم همومه حتى في ركوعهم وسجودهم... يجلسون صامتين وكأن على رؤوسهم الطير ينصتون في صبر لامام أمي مثلهم فقير مثلهم مظلوم مثلهم يحدثهم عن قواعد الاسلام الخمس من صلاة وزكاة وصوم وحج متعمدا بوعي أو بدون وعي أن لا يضيف لتلك القواعد قواعد أخرى تم تهميشها في تاريخ الاسلام السياسي من قبيل قاعدة الأمر بالمعروف وقاعدة النهي عن المنكر وقاعدة العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروات ووو...
إحياء الدين هو إحياء للحوار السياسي في الجامع عبر جعله فرصة لمناقشة هموم الناس الملحة والحقيقية من قبيل رفع مستوى التعليم وخفض أسعار المواد الاستهلاكية ونوع الخدمة الصحية وحالة الطرق وضبط الميزانية وتحرير المنبر من سلطة الامام وفسح المجال للمواطن الحاضر لكي يتحدث عن عالمه الحاضر ويناقش مشاكله الحاضرة ويبحث عن حلولها مع مواطنين حاضرين .
أيها الامام عد إلى الأرض أرجوك فالسماء كما يقال : لا تمطر ذهبا ولا فضة .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال