الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حضارة الكفرة والزنادقة لا حضارة العرب و المستعربة

المستنير الحازمي

2018 / 6 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



لا يوجد ما هو أكثر استبدادا من الماضي ..وأكثر تحكما بحياة الأحياء من الأموات ..فبالرغم من أننا نعيش حياة مدنية معاصرة ونعيش عصر التقنية والتكنلوجيا المتقدمة !!
إلا أن الماضي يحكم قبضته ويكاد يكون هو الحاكم الفعلي والآمر والناهي ..ومدبر الأمر من قبل ومن بعد, فالحاكم الحقيقي ليس في القصر بل في القبر .فالموتى هم من يديرون الحياة ..هم من يديرون حياتنا
هذا الماضي الذي يفرض علينا بالقوة جعل شعوب هذه المنطقة في حالة استلاب كامل, للعقل والتصرفات والأفعال !!
فهي لا تتحرك بحركة حتى تعرف ماذا قال الأولون وفعل السابقون .. لتعرف ماذا تفعل و ماذا تقول !!
ماضي مستبد بحياتنا وواقعنا.. ماضي يحاول الكثيرون استعادته واسترجاعه وجرة بكل ما فيه من إشكاليات الي حاضرنا .. بزعم أنه ماضي الزمن الجميل ..زمن الكمال والجمال والخيرية والفضل المطلق . وأن تلك العصور التي عاشها الأجداد .. هي أفضل العصور وأجمل ما كان من حياة البشر .. فعلي الآباء أن يلدوا الأجداد لا الأحفاد
ومن جملة ما يتم استعادته استعادة فكرة أنه كانت للمسلمين والعرب حضارة عظيمة وثقافة عريقة ..وكنا الرقم الأصعب في تلك الأزمنة الغابرة !! التي كان يهابنا ويحترمنا فيها الجميع !!
ومن يفتش في حقيقة الأمر يجد أن الأمر ليس كما يقال .. وأنه في الحقيقة لم تكن لنا حضارة ولا ثقافة إنسانية يعتز بها .. وكل ما قيل فهو على سبيل التمجيد الذاتي وصناعة الأوهام والفخر والخيلاء . حتى لا تنكشف سوءتنا أمام أنفسنا وتظهر عورتنا أمام امتحان المصير و الوجود !
فلم تكن لنا من الحضارة نصيب ..ولا من الثقافة أرث عريق ..وإن كانت هناك حضارة فهي حضارة الكفرة والزنادقة ..حضارة من قتلناهم وكفرانهم وسلبنا حياتهم وأحرقنا كتبهم ومؤلفاتهم !!
وصادرنا تراثهم حتى وصل بنا الأمر إلي مصادرة الشوارع والمدارس والتماثيل التي تحمل أسمائهم, وهدم النصب التذكارية بحجة أنهم كفرة وزنادقة !!
إنها حضارة من لم يكونوا عربا ولا مسلمين .فلماذا نتسب لهم ونفخر بإنجازات أفراد, وتيارات فكرية قمنا في يوم ما بمصادرة أفكارهم وتدمير أرثهم الفكري والحضاري !!
فلا يمكن أن نذكر اسم لامعا في حضارة الكفرة والزنادقة هذه .. إلا وجدنا نهايته نهاية مأساوية وحزينة .. وكانت حياته حياة معذبة ومؤلمة وتعيسة..
فظهروا فجأة واختفوا فجأة حين عرفوا أن مصير العقل والفكر مصير أسود وطريق مشؤوم .وأنك ما دمت تفكر إذا أنت مقتول
فقتلوا وسجنوا وعذبوا من قبل أن يخلق الموساد والكي بي جي ..والسي أي أيه وفرسان مالطا والماسونية وغيرها من المنظمات التي نزعم أنهم من وراء استهداف عقولنا ومفكرينا وعلمائنا ..الذين لا وجود لهم أصلا في زمننا هذا وفي كل الأزمنة !!
لقد نال علماءنا الأقدمون الجزاء الأوفى وسقوا كأس المرارة والعلقم .. بسبب أنهم كانوا عباقرة ومختلفين في تلك الأزمنة الغابرة ..ومن يقرأ تلك الكتب التي أؤلفت في سياق معرفة نهاية حياة ومحنة العلماء والشعراء والأدباء يعرف ذلك جيدا .ويعرف كيف قابلت الشعوب المسلمة هؤلاء بالجحود والنكران !!
بل الأمر أسوء من ذلك.. أن من أكتشف منجزات هؤلاء الكفرة من المبدعين هم كفرة أيضا .. من أكتشف فضل العلماء المسلمين والعرب هم الأوربيين والغربين ..هم من قال أنه كانت لنا منجزات حضارية في ركب حضارة الإنسان .وأن في تاريخنا كانت لنا أسماء لامعة وذائعة الصيت ..!!
هم الكفرة ذاتهم فهل هناك ما هو أسوء من ذلك أن يكتشف فضل عباقرة الإسلام .. من لا يؤمنون بها من ملحدين وكفرة !!
وكما أنه لم تكن لدينا حضارة فكذلك ليس لنا ثقافة !!
ثقافة حقيقة وتقاليد حية وفلكورية تعني بالإنسان والانسانية وترتبط مع الوجود الأعظم للإنسان على هذا الكوكب ..!!
فثقافتنا هي مجرد ثقافة نصوص وحواشي ..ثقافة فارغة تقدس فرضية النقل على العقل والتفكير.. وتكاد تجعل من الحجارة والأسماء والشخصيات رموز مقدسة هم كل شيء وهم ملئ السمع والبصر !!
ثقافة لا تنتج ولا تعبر ولا تملك أي قيمة معرفية ذات جدوي ومعني ..
فبماذا نعتز وبماذا نفتخر .بحضارة ليست حضارتنا وثقافة ليست لها قيمة أو وجود أو معني .
وحتي المدن والعواصم الحضارية التي كانت شاهدة يوما ما على تلك الحضارة المزعومة للعرب والمسلمين ..فهي على أرض لم تعد اليوم إسلامية بل ثارت على الحكم الإسلامي ,, وبقيت تلك القصور والمعابد. شاهدة على ما يمكن أن يقال: أنها شواهد شبه حضارة مرت من هنا .. كما هو الحال في الأندلس والهندوتركيا
والمدينتين التي كانت من المفترض أنها تحمل شمعة وأسم هذه الحضارة .لا توجد بين أزقتها وشوارعها ومدنها أي شواهد حضارية وثقافية .. فأين شواهد هذه الحضارة.. من العاصمة الإسلامية الأولي لهذه الحضارة !!
مثلها مثل شواهد الحضارة الفرعونية والبابلية والأشورية والمايا والأنكا وغيرها من الحضارات التي قامت في جغرافيتها ومنطقتها وحدودها لا على أرض ليست لها ..ومنطقة لا تملكها ..وبعرق ومجهود أبناء تلك الأرض المحتلة .
وحتى تلك المنجزات التي بناها وصنعها أهل تلك المناطق الحضرية لا تخلو من المنغصات !!
فهي حضارة أبنية القبور والمعابد والقصور .. فماذا تستفيد الشعوب والطبقات الفقيرة والمعدمة والمهمشة من هيك نوع من الأبنية عندما تكون محصورة في هذا النوع من الشواهد الحضارية ..ومحصورة بطبقة واحدة من طبقات المجتمع !
والأمر لا ينتهي إلي هنا فذلك المنجز العسكري الذي نزهو به.. بالفتوحات غربا شرقا !!
ظهر في التاريخ من هو صاحب الرقم القياسي والمعجزة العسكرية التي فتحت العالم القديم بأسره .. أنه جنكيز خان صاحب أكبر إمبراطورية عرفها التاريخ .. والإسكندر المقدوني ..لا نحن ..وأن الأمر لا يحتاج الي كبير معجزة لكي تفتح العالم في العصر القديم فبجيش صغير ومدرب يمكن أن تفتح العالم كله
أنه علينا أن نستفيق من هذا الوهم المسيطر .. الوهم الخرافي و المجنون كما تقول به النظرية النسيبة ..
فمن الجنون أن تقوم بنفس الفعل مرتين ثم تنتظر منه نتيجة مختلفة في كل مرة !!
أننا في الحقيقة عارون من كل مجد وفضيلة ومن كل ذكر وفضل على الإنسانية والإنسان . أننا مجرد وعاء فارغ قد استهلك وشبع موتا ونفوقا !!

* كاتب من السعودية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج