الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في اربعينية الرفيق جبار فرج(ابوسعيد)

جاسم العايف

2006 / 3 / 21
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


أيتها الروح المنذورة بالرحيل
اطلي على مشارف تستحق الخلود
لك قدرة البرق على العشب البري
اخلدي.. بجوار الظل المتواري فيك
ايتها الروح العظيمة
قليلة الادعاء كنت
كثيرة الخيال..
( الشاعر/ سلام الناصر/ تباعا / بتصرف)
نلتقي في هذه الجلسة المكرسة لأربعينية الراحل العزيز الشيوعي الرفيق عبد الجبارفرج اللامي..(ابو سعيد).. وما رفيقنا و صاحبنا بالمغادر روحا وان اختفى او غاب عنا عيانا.. فهو معنا في هذه الظروف التي نمر بها, وتشد روحه القوية على ايدينا لأن نتشبث بالفرصة السانحة من اجل ان لا يُمزق هذا الوطن الذي غادره مُكرها تحت جنح الليل (العفلقي) وعصفه الوحشي الدموي في آواخر السبعينيات خلاصا من فكيّ الذئب البعثي المفترس اللذ ين لم يشبعا من نهش الاجساد العراقية طوال ثلاثة عقود واكثر.. فطمرتها في مقابر جماعية لازال اغلبها مجهول الهوية وسجلها سيظل مفتوحا الى الابد.. رغم كل المحاولات المشينة لأغلاقه وهذه المقابر وآثارها وتلك وغيرها التي لم تكتشف بعد.. يجب ان تكون حافزا لتوحيد العراقيين بكل اطيافهم وقناعاتهم من اجل ان لايسمحوا لعودة الدكتاتورية ثانية على ارضهم مهما كان مصدرها او الرداء الذي خلفها او الخطاب الذي يتلبسها. غادر (ابو سعيد) في السبعينيات ولم يكُ سائحا او متنزها.. غادر وهو ينطوي على بركان روحه التي لم تننكر لوطنه ولقضيته الاساسية في ان الحياة يجب ان تتغير على هذه الارض وان تسود قيم العدالة- الاجتماعية -الانسانية و يختفي القهر الطبقي والتمييز بكل انواعه بين بني البشر.. وبقي يحمل معه اينما حل او ترحل شهادة المواطنة العراقية وهمومها اليومية وعذاباتها التاريخية التي لا يُقصيها بعد المسافة او يفرحها المنفى ورخاؤه وحريته وأمنه.. فكان ان جاء بعد السقوط المهين لنظام القتلة الاوغاد وانطفاء رماد الدكتاتورية البعثية-الصدامية وانطوائها على عارها الابدي. جاء(ابوسعيد) مزهوا ليشم رائحة العراق رغم الدخان والحرائق والخراب والالتباسات المحيطة بالمشهد الاجتماعي- العراقي حاملا معه امانيه الكبيرة و جسده الضعيف مُتئكا على روحه القوية واحلامه التي ارتوت من نبع الحزب منذ الصبا..
ايها العزيز(ابو سعيد) بذكراك الاربعينية نجلس هنا..
وفي قاعة رفيقك العامل النقابي الشهيد (هندال جادر)
وأنت بيننا آلآن.. تؤوب من ارتحالك الأبدي..
غائراً في تراب العراق-الوطن الذي سموت به منذ انبثاق البدايات الاولى للوعي الوطني- الاجتماعي في(الفيصلية-الخمسينية) مندرجا من أول (لاين) فيها, سائرا خلف خطى عائلة, انشدد نا اليها جيرة ومعاشرة.. وفخرت بأبنائها.. ها انت آلآن في هذه القاعة.. وكأنك قطعا لمّا تغادرنا..
ايها المحلق روحا بيننا..
ــــــــــــــــــــــــ
*كلمة الختام في الحفل التأبيني الذي اقامته بتاريخ 17 /3 /2006لجنة الحزب الشيوعي العراقي في البصرة للمناضل الشيوعي الراحل في الدنمارك (ابوسعيد) على قاعة الشهيد الشيوعي (هندال جادر) وقد بدأ الحفل بالوقوف حدادا اكراما للراحل والقى الرفيق (مأمون الحجاج) كلمة لجنة الحزب في البصرة و المحامي (طارق البريسم) كلمة اصدقاء الفقيد والكاتب ( عبد القادر العيداني) كلمة استذكارية وساهم في الحفل الشاعر (عبد الكريم كاصد) من لندن بقصيدته ( ولائم الحداد) في وداع الفقيد قرأها نيابة عنه الشاعر (خضر حسن خلف) وكذلك قرأ الشعراء (كريم جخيور) قصيدة(جنوب يبتكر المطر)والشاعر (صبيح عمر/ شقيق لثلاثة شهداء شيوعين/ اعدمهم النظام البعثي المنهار ولم يعثر على جثثهم حتى آلآن) قصيدة(العشاق الشعراء) والشاعر(سلام الناصر) قصيدة (البواسل) وقصيدة(الجمال النائم) لشقيق الفقيد الشاعر( عبد الباقي فرج) الذي قدم من الدنمارك للمناسبة والشاعر(عبد السادة البصري) قصيدة (نهار المرايا) واستذكر الناقد (مقداد مسعود) الذي ادار الحفل رحيل الروائي والقاص المبدع (مهدي عيسى الصقر) وعلاقته بالحزب الشيوعي العراقي وانجازاته االروائية- القصصية وانحيازه للأنسان في كل اعماله الأبداعية داعيا الحضور الوقوف في منتصف الحفل اكراما وحدادا على رحيله الذي افجع ادباء وكتاب العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استطلاعات رأي ترجّح فوز حزب العمال وخسارة المحافظين في بريطا


.. المحافظين: حزب العمال في طريقه لتحقيق فوز لم يسبق له مثيل




.. نحن والغرب تأصيل مفهوم الغرب سياق تطوري مقارن - أ. شوكت سعدو


.. تصريح الرفيقة زهرة أزلاف: حول انعقاد المؤتمر الوطني الثالث




.. كلمة فتيحة حدادوش عن عاملات سيكوميك في إفتتاح المؤتمر الوطن