الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشباب قائمٌ بدوره أم مستبعدٌ بدوره؟

إسلام نصر

2018 / 6 / 5
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الشباب: هم عمد الحضارة، وقوتها، مجد الأمة وعزها، وهم القادرين على تحقيق الأحلام، وهم الذين بأيديهم اشتعلت ثورتنا الفلسطينية، وكانوا مصادر الهبة الوطنية والشعبية وأصحاب المبادرات الهادفة والمفعمة بالعطاء، وهم الذين تمثلت بين أيديهم الحياة.
الشباب الفلسطيني هناك المثقفون والرياديون الذين على أكتافهم نكفل حسن الدولة والحضارة، وبأيديهم يستطيعون خلق المستحيل ودحر الصعاب، ومنهم الطامحين للمجد والحرية، والعميقين في الفكر الجيدين في الاختيار، وعلى عاتقهم المسؤولية وجديرون بها. وبعض الشباب كذلك ينجر وراء الكثير من المعوقات التي تواجهه وتصليه في الخطيئة وتدمي أنامله.
ويتميز الشباب بعاطفته الجامحة، والأمثلة تظهر في الهبات المناصرة للقدس والأقصى، وأقرب مثالٍ مسيرات العودة العظيمة التي تبناها الشباب بأجسادهم بصوتهم بعملهم وكانوا خير جندٍ فيها، يطالبون بسلمٍ حقهم، وليس ببعيد الشهيدة رزان النجار التي ترصعت الأرض بدمها وما هي إلا إحدى الشباب الطامح المناضل.
بنظرتي أنا مازال يرقد الشباب في ظل هزيمة معنوية أوسع منها مادية، والجميع يدرك صعوبة الحرب النفسية والمعنوية وقدرتها على الإطاحة بجموع الشباب وما أسوأها من هجمة تغرق الجيل الصاعد في ترهات الأمور وأحقرها، ما زال الشباب يبحث عن معونة ترد فقره وبطالته، ما زال يبحث حثياً بأمور يدفن فيها ألمه يحقن فيها غضبه، تأتيه المشاكل من كل حدبٍ وصوب، تارة يهاجمه أهله، ومرةً يغدره مجتمعه، وكثيراً يدمره أولو أمره، وتجد مراتٍ تبدع فيه المسلسلات الفارغة والبرامج اللاذعة من ما تحويه على فكاهة فارغة يصر فيها الشباب على اكتساب ما يمليه عليه الواقع منها ويجره هذا لاستعمالها كثيراً في شتى لقاءاته ظناً منه بتلطيفه للجو وسحقه للملل، وهي أكثر تدمي فكره في أتفه الأمور وأرذلها وتعمل حاجزاً عن الكثير مما يجب عليه أن يكون. وهناك نقطة مهمة الإنترنت وما يمثله من وسائل تواصل اجتماعي، وآثارها على الشباب وما تمليه عليهم، فقد تعمل على نقلهم نقلة قوية للضفة الآمنة، وقد تغرقه في بحر التيه والضياع، ويجد الشباب تلك المواقع منبراً مناسباً لتفريغ ما تحويه أفئدتهم، والجدير أن تستغل في المنفعة لا في كثرة النكات ونشرٍ للأمورٍ فارغة.

الأهل: كم من ترهات وعادات فارغة أبدع الأهل في إكسابها للشباب وكم من الباطل الذي ما زال يدمن عليه الأهل مصرين على لصقه لأبنائهم، كذلك كم من طموحٍ قتله الأهل بأبنائهم في الصغر، وكم من أمورٍ كان على الأهل أن يغيروا أسلوبهم في فيها ليحسنوا تدارك الأمور وارجاعها لمرماها السليم، وما زال بعض الأهل يصر على خنق أبناءهم إيماناً منهم أنها الطريقة الأفضل في جمح مشكلاتهم، وفي لحظة ما يخرج الشاب للواقع منصدماً، فيجر وراء أي أطماع ومشكلات ترهقه طيلة العمر وترهق المجتمع بأسره.
المجتمع: تقاليده البالية، ترهل أمنه، بشاعة ما فيه، أبناء القرى، أبناء المخيمات، أبناء المدن، أبناء البدو، مع اختلاف نطاق عيشهم وتقاليد مجتمعاتهم يعيشون في حضن دولة واحدة، وكثيراً ما نجد كماً هائلاً من العنصرية تفرق بين ابن القرية والمدينة، وتقصي ابن المخيم، غير هذا في البعض من المناطق الفلسطينية مستنقعات بشرية تتمثل في تجار المخدرات ومروجيها، وأصحاب بيوت الدعارة ومالكيها، هذه تضرب الشباب الفلسطيني في عمقه وترديه في الحضيض، لا إنكار لفضل الشرطة في حقن الكثير من الظواهر المشابهة وازالتها ولكن موجودة وبكثرة ويجب أن يكون اهتمام وتلفت أكبر من الأسرة والأهل والمجتمع. غير هذا الصحبة السيئة التي تجر وراءها العديد من المشكلات تتمثل في الإدمان، واكتساب الأخلاق السيئة فتطيح بالشباب والمجتمع للتهلكة.
أولي الأمر: تتمثل في السلطة أولاً، والأحزاب السياسية ثانياً.
قبل مدة من الزمن انعقد المجلس الوطني الفلسطيني لمنظمة التحرير الذي يمثل المجلس الأعلى للشعب الفلسطيني في الداخل والشتات، كم شاباً قل عمره عن الثلاثين أو الخامسة والثلاثين وجد فيه؟ نقطة مهمة أقدر أن يكونوا ما بين خمسة لخمسة عشر، كيف يتم ذلك؟ والشباب داخل المجتمع الفلسطيني هم القوة والبناء، هذا دليل كبير على إقصاء الشباب من دور القيادة، وإهمال لدوره الرئيس في خلق حضارة، وتقييداً لقدرته المؤكدة في إدارة عجلة التقدم، لا أظن أن هذا يشير لقيادة ديمقراطية ويوجه السواعد تجاه القبلة الرئيسة وهي التحرر وصناعة دولة حضارية ديمقراطية تكفل جميع الحقوق مستندة لوثيقة الاستقلال، الأمر يحتاج للفت نظر أدق وأعمق، وكم من المناصب القيادية تمثلت للشباب؟ وكم من مراكز صنع القرار ظهر دور الشباب فيها؟ هذا لا يقصي الشباب من ذنبهم كذلك، لأنه يجب عليهم عدم السكوت عن هذا الأمر والمناداة بكافة السبل لإعطائهم الحق في مراكز صنع القرار.
ولا نقصي الأحزاب السياسية من الذنب فهي حليف رئيسي في هذه العملية لدينا في فلسطين العديد من الأحزاب يظهر على الساحة ثمانية منها كم شاب في قيادات تلك الأحزاب؟ وما دور الشباب في صنع القرار فيها؟ مع العلم هم قوتها وأكبر نسبة من أفرادها، هذا يدل على مشكلة كبيرة ألا وهي ترهل القيادة وخنق لأقوى القدرات الموجودة ولا إنكار لفضلهم وتاريخهم المشرف العظيم، ولكن من الأجدر البقاء خلف الستارة يقدمون النصائح للشباب في دور صناع القرار ويقدمون خبراتهم وتجاربهم واضعين أياديهم بأيدي الشباب؛ لخلق المجتمع الديمقراطي الحضاري والمتقدم.
الشباب النقطة المفصلية في نقل الدولة من ركامها لمجدها، ومن حضيضها لسمائها، وهم المثال العميق على السواعد العاملة والجبارة في إيداع الحق وحمل المسؤولية وبناء الأمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تظاهرات في إسرائيل تطالب نتنياهو بقبول صفقة تبادل مع حماس |


.. مكتب نتنياهو: سنرسل وفدا للوسطاء لوضع اتفاق مناسب لنا




.. تقارير: السعودية قد تلجأ لتطبيع تدريجي مع إسرائيل بسبب استمر


.. واشنطن تقول إنها تقيم رد حماس على مقترح الهدنة | #أميركا_الي




.. جابر الحرمي: الوسطاء سيكونون طرفا في إيجاد ضمانات لتنفيذ اتف