الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام كما أراه

مصطفى انصالي
(Inssali Mustapha)

2018 / 6 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أن تكون مسلما اليوم عند عامة الناس يعني أن تلتزم بفروع الفقه من صلاة وزكاة وصوم وحج... فكلما اجتهدت في تأدية هذه الفروع إلا وارتفع سقف إيمانك وأصبحت في عيونهم مسلما صالحا، فالدين في تمثلهم محصور في طقوس تقدم كقرابين هدفا في نيل رضا الله طمعا في جنته وخوفا من ناره ناسين أو متناسين قول علي كرم الله وجهه " إلهي ما عبدتك طمعا في جنتك ولا خوفا من نارك ولكني وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك" معنى ذلك أنني لو لم أجدك من أهل الحق والعدل لكنت ضدك حتى ولو ألقيت بي في النار.
إله العدل والحق.ا هذا هو بالضبط ما أحاول الدفاع عنه من خلال هذه السطور . إلهي هذا هو إله لا حاجة له إلى عبيد يسخرهم لأجل خدمته كما يسخر الاقطاعي عبيده في أرضه، إنه إله الانسان لا سيده، إنه من يمنحنا الوجود بينما السيد يحرمنا من هذا الوجود، علاقتنا به علاقة حب وقلب بينما علاقتنا بالسيد هي علاقة سوط وجلد، دينه الذي ارتضاه لنا هو دين الحياة/الأرض، في جوهره حلول لمشاكل إنسانية لا لمشاكل إلهية، ألم يقل نبي الاسلام بأن منزلتك عند الله منزلتك عند الناس... ولنتأمل في إجابته عندما سئل : ما الله ؟ فأجاب : تفكر في مخلوقاته ولا تتفكر في ذاته . كما سئل أيضا عن امرأة متعبدة لكنها تؤذي جيرانها وأهلها فأجاب : مآلها النار . فالكفر بالله إذن ليس هو عدم الاعتراف به بل هو عدم الاعتراف بإنسانه الذي كرمه وجعله خليفة له في الأرض، فمن يخدم الخلق يخدم الحق بالضرورة.
إلهي هذا هو إله كلما رأى بأن إنسانه قد طاله الظلم وأصبح مستعبدا أرسل لنصرته أنبياء ورسل هدفا في تحريره، فقد أرسل موسى عندما بلغ طغيان الفراعنة حدا لا يطاق... كما بعث عيسى لما اشتد عود الرومان وصاروا يستعبدون وينهبون ثروات البلاد والعباد... والأمر نفسه ينطبق على نبي الاسلام الذي شكلت رسالته ثورة على استبداد قريش، لقد بعث هذا الأخير نصرة لبلال لا لنصرة الله. فبلال العبد لم يكن يعبد الله أيام الجاهلية فقط لأنه كان وثنيا؛ بل لم يعبده لأنه أصلا كان عبدا. عبوديته كانت تمنعه لأنه من العبث أن نطلب منه عبادة السماء وهو لا زال لم يتحرر من عبودية الأرض. كان على رسول الاسلام أن يجلب له حرية أولا لا إلها، اعترف له محمد بحريته فاعترف بلال بالله. كل ما كان يحتاجه هذا الأخير هو ثورة تخلصه من العبودية، لقد فضل دين الاسلام لأنه قد وجد فيه استنكارا لعبوديته ومناداة بالعدالة والمساواة التامة هنا على الأرض" لا فرق بين عربي وأعجمي ولا أسود ولا أبيض إلا بالتقوى" "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا" ...ولو أتاهم محمد بعكس ذلك لما آمن به بلال ومثله كثير.
لا مشاكل في السماء إذن كل مشاكلنا توجد على الأرض وكل من يحاول أن يقنعنا بدين جل اهتمامه ينصب على طقوس من أجل الفوز بالسماء فهو إما دجال أو كذاب أو كاهن معبد يسرق منا ديننا ليصبح دينا مقلوبا عوض أن يقف في صف الجياع والمحتاجين والفقراء نجده يصطف جنبا لجنب مع العبودية والاقطاعية.
نحن في حاجة إلى إعادة التفكير في جوهر الدين عامة والدين الاسلامي خاصة لا نريد له أن يكون أفيونا يوظف لجعل عقول الناس غائبة عن حياتهم. نريد دينا ينظر هنا يتأمل هنا ويحاول أن يحل مشاكلنا هنا... نريده بكل بساطة أن يصل بنا إلى جنة هنا لا هناك .
في انتظار تحقق ذلك لا أجد قولا أصدق تعبيرا من قوله جل وعلا : لكم دينكم ولي دين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال