الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الملاكون العقاريون الكبار بتارودانت و الإستغلال المزدوج للمرأة.

امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)

2006 / 3 / 22
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


بمناسبة 8 مارس 2006 أجرت الأستاذة : كربوب خديجة حوارا مع تلميذة ضحية اغتصاب من طرف أحد الملاكين العقاريين الكبار، الذين لم يقتصروا على استغلال العاملات الشابات بالضيعات و المعامل المنتشرة بضواحي تارودانت ، بل يدفعهم جشعهم و بطشهم إلى اقتناص الفتيات في شوارع تارودانت و خاصة التلميذات الفقيرات ، و هتك أعراضهن من أجل ترشيحهن إلى عاملات يتم تبضيعهن و تسويقهن و استغلالهن بضيعاتهم و معاملهم ، و ص. تلميذة من مواليد 1986 بالسنة الثانية باكلوريا يتيمة سقطت في فخ عرك الوحش ، الذي حكت عند والدتها بمرارة وهي صارعت من أجل حقوق ابنتها و تصارع اليوم من أجل حق حفيدها في نسب أبيه الذي يتنكر له ، و تدعو جميع المنظمات الحقوقية و جمعيات حقوق الطفل وطنيا و دوليا بالوقوف إلى جانبها بمحكمة الإستئناف بأكادير.

وتنطفيء الزنابق في الخدود

التلميذة طموحاتها وأحلامها أكبر من فضاءات تارودانت ، تعيش في بيت يسكنه العبق الإنساني و روحانيات الجنوب ، لكن بعد رحيل الأب يتحول الأفق إلى أطياف من الحزن و الخوف و الحرمان ، و تستمر والدتها في مسيرتها النضالية ، و تفتح دكانا من داخل بيتها لتبيع المواد الغذائية البسيطة ، و لتكون على مقربة من عشها .
و لم تتوقف عن الدراسة ـ و هي أكبر أخواتها البالغة من العمر اليوم 19 سنة ـ بالرغم من الصعوبات الإقتصادية ، و كانت تقطع مسافات طويلة للوصول إلى الثانوية لأن مدينة تارودانت ليست بها مواصلات كما هو الشأن في كبريات المدن المغربية ، باستثناء سيارات أجرة لا يركبها إلا السائحون أو بعض الموظفين الذين ضاقوا ذرعا من تقارير رؤسائهم السخيفة حول التأخر.
و في المساء تعود كعادتها و هي محملة بالتعب الجميل و البسمة إلى البيت الذي تفوح منه رائحة الشاي و البيض المقلي الذي أعدته الأم البائعة .
و في يوم تتعرض إلى معاكسات رجل يدعى عرك ، البالغ من العمر اليوم 31 سنة ، و القادم من الدار البيضاء ، يملك ضيعات خصبة بتارودانت يصدر ثمارها إلى إسبانيا التي لم تنكر جميله بل منحت له جنسية إسبانية ، يتسلط على و يوسوس بكلماته في قلبها الذي لا يعرف معنى الكذب . و يلعب دور العاشق الأصيل الذي لا يمكن أن يعيش بدونها ، فتصدق كلامه خاصة و أن الأم تقضي بياضات يومها في الدكان و الأب متوفي . فهي في حاجة إلى لمسة حب ، و يستغل هذا الرجل كما ألف استغلال العاملات و العمال في ضيعاته الكبيرة ، و يصطحبها إلى أحد المقاهي البعيدة عن تارودانت بسيارته الفخمة المليئة بالمشروبات الكحولية ، و يبدأ في عملية التلاعب بمشاعر التلميذة و زجها في لعبة الحب . و تتوطد العلاقة بين الطرفين ، و في المرة الثانية يقدمها إلى عائلته بأكادير ، ليتبين أنها عائلة مزيفة في آخر المطاف ، و لعل الرجل له خبرة في مجال المكر و التحايل و طول النفس ، عمل على طمأنتها و لم يمسها و وعدها بالزواج ، و ازدادت تعلقا و ثقة به لأنها رأت بعيونها البريئة أسرته المزيفة .
و في المرة الثالثة ترافقه و هي تشعر و أن الحياة جميلة تبتسم أيضا للفقراء . و يقدم لها عرك عصيرا به مخدر ، و تنطفيء الزنابق في الخدود ، و يمسح دماء العذرية " بكلينيكس" و يعيدها إلى طريق المدرسة.
تخفي الأمر عن الأم التي تعود جثة هامدة من كثرة التنقل بين المطبخ و الدكان ، و يبدو أن الرجل مصر على استغلال جسدها أحسن استغلال ، و هي بدافع الخوف و الرغبة في ستر العرض تستمر معه لإقناعه بالزواج .
و في كل مرة يقدم لها عذرا بحكم طبيعة عمله و تنقله بين المغرب و إسبانيا . لم يقطع صلته بها إلا بعد أن أصبحت حاملا منه ، تنكر لها ، و عطل رقم هاتفه النقال ، و تكتشف الأم علامات الحمل على ابنتها من خلال شحوبها و التقيء المستمر ، و لم يكن أمام الأم إلا رفع دعوة إلى المحكمة بتارودانت للعلاقة غير الشرعية القائمة بين ابنتها و عر ك و النتيجة هي مجيء طفل في 27 يناير 2006 ضمته الأرملة إلى أبنائها الستة . و هي مطالبة بتوفير الحليب له و الدواء لابنتها التي تضررت كثيرا من الولادة القيصرية و الخبر الذي شاع في تارودانت المحافظة .
و تتقدم المحامية المحترمة لترافع بدافع إنساني عن التلميذة اليتيمة ، لكن عر ك كان له نفوذ ، فالقضاء لم يعمل على الإمساك به بحجة أنه غير موجود في تارودانت ، و كانت الأم هي التي تقوم بدور البحث عنه في تارودانت و أولاد برحيل ، فتراه بأم عينيها و عندما تخبر الدرك لا تجد الإستجابة ، و لم يتم القبض عليه إلا بعد تهديد الأم للسلطات القضائية باستعدادها لقتله إذا لم يمسك به ما دام أنه غير موجود في تارودانت و النواحي ، عندئد تم القبض عليه يوم 27 دجنبر 2005 بعد شهرين من المطاردة ، و أنكر جريمته و أعترف أمام هيئة المحكمة أنه أشفق على حال و كان يصاحبها و أراد مساعدتها ماديا و ليست له نوايا أخرى ، ربما يمكن تصديقه لأن التلميذة كانت تمد يديها و هي في طريقها إلى الثانوية ، خاصة وهو الرجل الكريم النبيل ـ Papa. Noêl ـ الذي يقدم الهدايا المسمومة للتلميذات الفقيرات بتارودانت.
و يزج به داخل السجن ، و يطرق باب أم ص. رجال الأعمال/ الملاكين العقاريين الكبار خاصة الحاج ق لتصفية الأجواء بين صديقهم و بين الأرملة ، و يقدمون لها وعودا و يحلفون بأيمانهم الغليظة عدم تضييع حق و الطفل شريطة تقديم تنازل للإفراج عن الرجل المهم ، و تعبيرا عن حسن النوايا يسلمون وديعةإلى المحامية المحترمة لتحتفظ بها كأمانة تسلم لها بعد خروج عرك من السجن و الذي تم بالفعل الإفراج الفوري عليه.
لكن المحامية حنت على النقود و احتفظت بها لنفسها رغم أنها طريحة الفراش في المستشفى و بحاجة إلى وديعتها ، هذا علما أن السيدة الأستاذة المحترمة لم تبذل جهدا و لم يسمع صوتها للدفاع عنها و هي التي تدافع عن الأطفال المتخلى عنهم ، بل أسمعت كلمات موجعة إلى بعد خروجها من المستشفى و معها والدتها عند مطالبتهما بالنقود التي سيسددون بها ديونهم " الدواء، مصاريف العملية ، حليب الرضيع ، و كل مستلزماته ".
و تصبح الأرملة تصارع جبهات متعددة : جبهة عرك. و حلفاؤه ، جبهة الدرك الذي عمل على تزوير أقوال ابنتها، جبهة المحامية التي طالها هي الأخرى كرم عرك ، و النتيجة هي ضياع حقوقها و مولودها الجديد الذي لا يحمل نسبا ، و تراكم العبء على الأم البائعة و أيضا التبعات النفسية على الأسرة بكاملها .
و أخيرا تناشد الأم العدالة بإنصاف ملف ابنتها و عرضه من جديد مع تشكيل لجنة طبية للتحقيق في أمر المولود و تتمنى أن لا تصاب هي الأخرى بفلونزا عرك.
كما تناشد جميع المنظمات الحقوقية و الجمعيات التي تهتم بحقوق الطفل بالوقوف إلى جانبها من أجل تحديد نسب الطفل بواسطةالطب الشرعي ، علما أن النيابة العامة بتارودانت قد استأنفت الحكم إلى محكمة الإستئناف بأكادير.
ماذا يمكن أن نقول للمرأة المغربية و الرودانية في عيدها 8 مارس 2006 ...؟
نقول لها كل عام و أنت ألف خير ..
من إنجاز الأستاذة : خديجة كربوب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ذكرى المؤامرة الدولية... المطالبات بالإفراج عن القائد أوجلان


.. -القائد أوجلان يُعتبر رمزاً للحرية والمقاومة-




.. الناشطة الحقوقية والنسوية ضحى قلال


.. الناشطة ناجية العجمي




.. رئيسة منظمة مساواة دليلة محفوظ