الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيوعيون..صدريون ........كل يبحث عن ناقصه!

ثامر قلو

2018 / 6 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تفاجأ الوسط السياسي العراقي والعالمي قبل الانتخابات العراقية التي جرت في الثاني عشر من أيار 2018 بتشكيل تحالف انتخابي غريب يجمع بين نقيضين يختلفان مع بعضهما البعض في الرؤى حول مجمل القضايا التي تهم المجتمع العراقي فالحزب الشيوعي العراقي الذي تأسس قبل اكثر من ثمانين عاما معروف للجميع أنه حزب يناضل من أجل بناء الدولة العراقية على اسس حضارية عصرية بعيدا عن سطوة الدين على مقدراتها وقد دفع من أجل الدفاع عن هذا الطريق الالوف من الشهداء منذ التأسيس حتى يومنا هذا.
أما الطرف الاخر في هذا التحالف فقد مثله التيار الصدري , وهو تيار يقوده رجل دين متقلب الاهواه لايرسي على حال , يبسط نفوذه على مئات الآلاف من الاتباع المخلصين خصوصا من الفئات الاجتماعية الكادحة في الوسط الشيعي العراقي .
ساحة التحرير كانت الانطلاقة لميلاد هذا التحالف الغريب ,فقد أستغل الشيوعيون والمدنيون العراقيون كما هو معروف ساحة التحرير منذ بضعة سنوات لحشد تجمعات اسبوعية سياسية بهدف التأثير في الساحة السياسية العراقية بقيادة العضو القيادي في الحزب جاسم الحلفي الذي يبدوا حسب الرفيق حسان عاكف القيادي الاخر في الحزب الشيوعي العراقي انه صار العراب لتأسيس تحالف انتخابي مع التيار الصدري فقد شكل حضوره الاسبوعي مع المتظاهرين في ساحة التحرير جنبا الى جنب مع قادة للتيار الصدري, شكل تسهيلا لهذا التقارب فضلا عن الاهداف الانية الاخرى التي يجيد قادة التيار الصدري الغناء بها من قبيل بناء الدولة المدنية ومحاربة الفساد وغيره الكثير من هذه المتحولات التي لايمكن الثبوت عليها من قبل قادة التيار الصدري وخصوصا قائدهم الاوحد السيد مقتدى الصدر .
كل يبحث عن ناقصه .... حال تحققتا للطرفين بعد تشكيل هذا التحالف الانتخابي ومن ثم الحصول على نتائج كبيرة في الانتخابات البرلمانية, كل حقق بعض ناقصه دون ان يدري فما هي نواقص الحزب الحزب الشيوعي العراقي , وما هي نواقص التيار الصدري ؟!
التيار الصدري , تيار كبير يختلف عن القوى السياسية الاخرى بالقدرة على جمع وتحشيد الاتباع بعشرات الالاف عند الضرورات وهي ميزة لاتمتلكها الاحزاب الاسلامية العاملة في الساحة السياسية العراقية , وحضوره طاغي في الوسط الشيعي العراقي ورغم كل هذه المزايا يبقى للتيار الصدري نواقص عديدة أهمها افتقاره للمقبولية في الاوساط الغربية وخصوصا الولايات المتحدة الامريكية الذي يعتبر الللاعب الاساسي الى جانب ايران في تشكيل الحكومات العراقية المتعاقبة , فبتحالفه مع الحزب الشيوعي أزال التيار الصدري الكثير من عقده الدينية والسياسية والاجتماعية لدى الاوساط العالمية وخصوصا الغربية , الامر الذي شكل نجاحا ساحقا للتيار الصدري أو بالاحرى نجاحا قل نظيره لقائد وراعي هذا التيار السيد مقتدى الصدر بتحالفه مع القوى العلمانية العراقية ولاسيما الحزب الشيوعي العراقي.
وماذا عن الطرف الاخر في هذا التحالف الانتخابي , ماذا عن الحزب الشيوعي العراقي؟ هذا الحزب الذي يثقله ارثه الكبير على امتداد عشرات السنين ... الحق أن الحزب الشيوعي العراقي هو الاخر جنى ثمارا غير منتظرة , فقد سلطت الاضواء عليه من جديد وبات الاخرون وخصوصا من القوى الدينية الاخرى أو من الاوساط الشعبية الوضيعة التي كانت توصم جماهير الحزب بالالحاد وغيره من هذه الشكليات بات عليهم بعد التحالف مع التيار الديني الصدري الحذر , وكل الحذر من الاسقاط والتشويه التي اصابت مناصري الحزب الشيوعي على امتداد عشرات السنين .
اذا..بعد أن كان الحزب الشيوعي العراقي حبيس بعض النشاطات هنا أو هناك صار اليوم طرف مهم في المعادلة السياسية العراقية , ينبغي على قيادات الحزب استثمار هذا النجاح والاستعداد للدخول في معارك سياسية جديدة بعيدا عن القوى الدينية التي يستحيل الركون لمقاصدهم بسبب خضوعهم اولا لاجندات خارجية يستحيل الفكاك منها ثم ثانيا استحاله توقع حدوث تغيير نوعي في سياسة الاحزاب أو التيارات الدينة لصالح بناء الدولة المدنية في العراق في المستقبل المنظور.
انتخابيا .. حصل الحزب الشيوعي على مقعدين انتخابيين لاتليق ابدا بتاريخ ودور الحزب الشيوعي في الساحة العراقية , وكان بمقدور الحزب الحصول على مقاعد اخرى تقارب خمسة عشر مقعدا لو دخل الانتخابات بالاشتراك مع القوى العلمانية والمدنية وما اكثرهم في الساحة السياسية العراقية لذلك يمكن اعتبار ان التيار الصدري استثمر اشتراك الحزب الشيوعي معهم بالحصول على اكثر من سبعين الف صوت انتخابي شيوعي لصالح تيارهم ,ففي الكوت وحدها منح مرشح للحزب الشيوعي التيار الصدري اكثر من خمسة الاف صوت انتخابي وللبقية قصة .
كثيرون من أنصار الحزب الشيوعي , اصدفاءه ومناصريه وحتى قادته قلقون من هذا التحالف الذي بات الخروج منه ضروريا في الآن خصوصا بعد ورود تلميحات بالعودة الى المربع الاول وتأسيس تجمعات طائفية وأبوية من قبل زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر , عليه أن أي تاخيرمن قبل قيادة الحزب في الانسحاب من هذا التحالف الانتخابي لن يصب في صالح عرابوه أبدا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما لا نتمناه للحزب وللتيار المدني الحقيقي
البدراني الموصلي ( 2018 / 6 / 20 - 00:07 )
ولكن ياسيدي لا تنسى ان انسحاب الحزب عن التيار البائس سيسبب كوارث هائلة على الحزب الذي ومنذ 1959 حين رفض عبد الكريم قاسم ان يعطيه سلاحا ليدافع عنه وعن جمهوريته الفتية ما يزال اعزلا لا يمتلك حتى خنجرا ليدافع به عن نفسه , بينما التيار هو اول المؤسسين للميليشيات القذرة ( وليست الوقحة ) ( جيش المهدي ) الذي قام بتصفية خيرة المفكرين والعلماء والقياديين _ بأشراف ومتابعة من اسيادهم في قم وطهران . لقد جر الحزب كل كادره وجميع التيار المدني الحقيقي الى مجزرة لا نستطيع ان نتصور حجمها حتى في افلام الخيال العلمي تحياتي

اخر الافلام

.. المسيحيون في غزة يحضرون قداس أحد الشعانين في كنيسة القديس بو


.. شاهد: عائلات يهودية تتفقد حطام صاروخ إيراني تم اعتراضه في مد




.. بابا الفاتيكان فرانسيس يصل لمدينة البندقية على متن قارب


.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين




.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ