الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفاهيم *الحتمية الوجودية*//الجزء الثاني

ماجد أمين

2018 / 6 / 20
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لن نستطيع وضع تفسير نحاكي به العدم الوجودي ..اﻻ من خلال قدراتنا التخيلية لان العدمية الوجودية لايمكن تجسيمها كونها خارج اطار الزمكان وجميع الافكار التي لايمكن ضبطها في مساحة ما من الوعي ..يتم نمذجتها وفق رؤى فلسفية ضمن اطر تخيلية حدسية ..
في الجزء الاول استطعنا رسم توصيف لخوارزمية وجودية واوضحنا الفروقات مابين اللاوجود واللازمكان والوجود والزمكان ..
من هنا نستطيع القول ان العدم لايفسر سوى ضمن التحليلات الفلسفية فحسب ...حتى ياتي الدليل ألعلمي ليؤكد أو يدحض مفهوم العدم ..
وفقا للخوارزمية الذهبية ..والتي تتطلق
(عشوائية ---ترتيب---انظمة ---تنظيم او تخريب )..
نفترض ان وجودا مثاليا كوجودنا انتج مخرجا هو زمكان يتجه الى غاية ويتوسع الى اي حدود قادرا على ادراكها ..يعطينا ثمة دلالات وهي ..هل هذا الوجود سيصل الى نقطة ما أو سيضمحل وينتهي مرة اخرى الى اللازمكان ومن ثم ربما الى اللاوجود او العدم ..؟؟
ام سينهار فقط الى اللازمكان ثم يعيد نفسه كمولود من لحظة نهابته ..؟
ام ان هناك كيفية ذاتية تجعله من الممكن ان يبقى الى الابد دون نهاية ..؟
قبل الاجاية على هذه الفرضيات
علينا التأمل في تقلب هذا الوجود ..وعودة الى الخوارزمبة ولذهبية ..ودلالات ملموسة سواء علميا او حدسيا ...ان هذا الوجود ..قد مر بعدة اطوار ..وكل طور مر بعدة مراحل ..وهناك اطوار قادمة يمكن التنبؤ بخواصها وحقبها ..ونوعية انظمتها ..

وكل طور يتراوح مابين ثلاثة بلايين سنة ..الى خمسة بلايين سنة ..ومدة كل مرحلة من كل طور تترواح مابين خمسمائة مليون سنه . الى بليون سنة ..
وهذا التحول الطوري هو احد سمات وجودنا وقدرته على التطويع والتكيف ..
ويعتمد كل طور على قابلية تنظيم المادة لنفسها ..ففي الطور الأول لم يكن التنظيم مثاليا ..وهو ما خضع للترتيب فقط مع احتمال وجود براعم لأنظمة متخلفة او لم يكتب لها الاستمرار ..
وفي الطور الثاني ..شهد ولادة انظمة مرصودة ..ولكنها لم تكن بتلك المثاليه على قدرة تنظيم المادة ..
وهنا سبأتي دور طرح السؤال الوجودي والذي شغل وعي الانسان وانبثقت من خلاله فكرة لماذا وجدنا نحن كأنظمة احيائية .. وانبثاق فكرة الخلق ..التي شغلت ومازالت تشغل حيز ومساحة إختلاف واسعة في وعينا .
وللاجابة لابد من معرفة دالة الطور الأحيائي..او طور الحياة ..
لنفترض ان خارطة أطوار الوجود مصنفة وفقا للتصنيفات التالية :-
*الطور الاول /
----------------
طور البناء..وهو طور بدائي تم فيه البناء الذري ..ربما تجاوز الخمسة بلايين سنة الاولى
**الطور الثاني . طور الترتيب حيث بدأت العناصر تتجه للترتيبات الاولية "الحتميات الاولى "

***الطور الثالث--وهو طور بناء الانظمة ..ومنها" طور الحياة "
وقبل الانتقال الى الأطوار الحدسية القادمة ..والتي سندعها لمبحث آخر في الاجزاء اللاحقة ..
هنا ياتي دور السؤال الذي تم طرحه ..وهو السؤال الوجودي.. لماذا الحتيمية الوجودية للحياة ..؟او كما يطرح بصيغ متعددة ..لماذا وجدنا كبشر وهل وجودنا عبثي ..؟
ام ناتج عرضي ؟
ام قدري جبري ؟وفقا لرؤية الاديان مثلا ..؟
وهل نحن كحتمية وجودية ضرورة ام محض تشكل غير مهم ؟؟
للاجابة هل هذه التساؤلات وفقا لرؤية فلسفة الوجود ...
يجب التجرد من الإنتماء لاية مرحلة من مراحل الوعي وكذلك يجب ايضا عدم اهمال او التقليل من شان اي مرحلة من تلك المراحل حتى ولو وصفت بالاسطورة او الخرافة ..والسبب هو التراكم المعرفي وتداخل مبتنيات الوعي على جميع تلك المراحل ..بغض النظر عن مدى اقترابها من واقع الوجود او بعدها عنه ..
من المعلوم للجميع ان طور الحياة ابتدأ ببذرة ..ووصل الى انظمة معقدة تمكنت من الانتخاب والتكيف ..واعتمدت اسلوبا طفيليا للبقاء والاستمرار
ولكن وبعيدا عن التفصيل الاكاديمي ..ماهو الغرض من الحياة وهذه السلسلة المتداخلة من التفاعلات
والزمن ..
غالبا مايتم اهمال الغاية الرئيسية والاتجاه نحو الوسائل ..
ان الغاية كما اوردتها في سردي للاطوار المتلاحقة ..هي "مثالية تنظيم المادة "
لذلك فإن الغرض واضح وجلي وهو مثالية التنظيم للمادة ..ولكن يختلف الجميع في التفسيرات والتفصيلات ..فبينما نجد العلم يخضع ذلك لنظريات ..ونجد الأديان ترجع ذلك الى تصميم قدري جبري .نجد ان الفلسفة تنظر من زاويتها على إنه ضرورة او كما اسميته "حتمية وجودية " بعيدا عن التنظير والسفسطة والهروب للميتافيزيقيا .
نعم الضرورة او *الحتمية الوجودية* لمثالية التنظيم المادي ...
وهو.. وهنا اقصد مثالية التنظيم المادي سر هذا الوجود وأحد مكونات ومصادر الوعي الوجودي .. مع ملاحظة بقاء كافة عناصر المراحل أو بعضها حسب قدرتها على التكيف دون المساس بها حتى وان تراجع دورها في مثالية التنظيم .. وهذا ماسينطبق على الانسان كمرحلة متقدمة من إدارة الوعي والتنظيم ولكن سيتراجع دوره بالتاكيد وسبنكفيء الى الصف الثاني من هذا الطور ..
وكمثال محاكاة على ذلك ...
عندما انتجت مراحل هذا الطور جملة انظمة تفوق الانسان فيها واصبح يحتل الصدارة في خلاف ذلك تراجعت كائنات اخرى..
**مفهوم التنظيم المادي..ونسبة تفاعله في طور الحياة ..**
=============== :-
بفكرة مبسطة ..يمكن تمثيل المنجز المتقدم الذي انتجه الطور الاحيائي او طور الحياة ..بالرغم من بعض نقاط الضعف والهشاشة وطول حقبة زمنية تراوحت مابين ثلاث بلايين سنة وربما تصل الى خمسة بلايين من السنين ..
يمكن تمثيل هذا المنجز ..
بمجموعة من الغرائز استطاعت وبقدرة خلاقة مع التكيف من انتاج نمذجة تعتبر مثالية الى حد ما الاوهو الدماغ الاحيائي كمادة للعقل ..فرحلة هذا الطور ترجمت وتمخضت عن عقل من مقدمات كيميائية غريزية ..ولكنه بقياسات الوعي بعتبر عقلا خلاقا..
وسيتمكن هذا العقل كخلاصة لطور مهم ومؤثر وطويل زمنيا ..سيتمكن من بناء قواعد إنطلاق للطور التالي ..وهو اكثر تنظيما وقدرة وكفاءة بحيث سيتمخض نتاج العقول الصناعية كمقدمة لطور سيقع عليه تبعات تنظيم اكثر مثالية لهذا الوجود وربما سيشكل عاملا أساسيا للتحكم والسيطرة ..وهذا ما سأوضحه لاحقا ...
ولكن لنعطي بعض الامثلة في محاكاة ملموسة لما قام به العقل البشري كأيقونة مميزة ونمذجة عينية لطور الحياة..
المثال الاول ..يتجلى في أول ثورة تنظيمية للعقل البشري حيث التنظبم الزراعي ..فالنبات سبق العقلى بزمن ..ولكن تنظيم النبات كان وفق معطيات محددة ..مافعله العقل البشري إبان اول تنظيم مثالي هو التدجين الزراعي في حين سبقه تدجين لكائنات حيوانية اخرى ... ويعتبر هذا المثال نمذجة مهمة لقدرة العقل الاحيائي في التنظيم المادي
المثال الاخر وهو مثل معرفي رومانتيكي ثقافي يمثل نمذجة لتوق وطموح العقل البشري للإيداع وبعيدا عن رغبة وتاثير الغرائز ..وهو يعد طفرة نوعية في قدرة العقل لإنتاج المنجز الابداعي الحضاري والمعرفي الا وهو الموسيقى
فالآلات الموسيقية سواء النفخية الصوتية او الوترية النغمية هي أجمل تنظيم مثالي تعبيري لهارمونيك وجداني لتنظيم فائق بعيد عن ضغط الحاجة الغريزية قريب جدا من محاكاة لوحة الوجود ..فالآلات النفخية ترجمة لحركة جزيئات الهواء وجعلها ترقص وتنتظم كعقد من الفيروزات المتلألئة لتعطي تعبيرا لايقل روعة عن هارمونيك وجودي يحمل في طياته كل الأحاسيس المعبرة ..
وكذلك تتراقص أنغام الأوتار في اوبرا تحاكي روعة الوجود بهدوءه وغضبه بحزنه وألق فرحه ...
هذان مثالان من كثير الأمثلة التي كانت منجزات مبهرة ومهولة يحق للعقل البشري ان يكون محل فخر
والآن سأعيد طرح السؤال الذي طرحته في نهاية الجزء الاول
:-هل وجد الوجود ليبقى ام ليضمحل الى اللازمكان او ربما يؤول الى العدم كتجربة وجودية لم تكتمل مراحل الوصول الى غايات ابعد من ذلك ..؟
على عجالة اقول:- يبدو ان هذا الوجود في طريقه التنظيم المثالي.. بحيث يمكن ان يبقى ويصل الى امتلاك قدرة تنظيم مساراته بذاته من خلال ولادة طور جديد لايلغي طور الحياة ولكنه سيفصح عن طور له القدرة على تنظيم يتجاوز حدود كوكب صغير كان مختبرا ومصنعا مثاليا لانتاج العقل الاحيائي ..
وسيفصح عن انتاج العقول الصناعية او الذكاء الصناعي "الربوتات "الكائن الذكي المهجن ..
او من خلال مقدمات الBrain Gate...بوابة العقل هذا ما سأشير اليه في الجزء القادم
#يتبع .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الهدنة التكتيكية.. خلافات بين القيادة السياسية والعسكرية


.. دولة الإمارات تنفذ عملية إنزال جوي للمساعدات الإنسانية على غ




.. تشييع قائد عسكري إسرائيلي درزي قتل في عملية رفح


.. مقتل 11 عسكريا في معارك في شمال قطاع غزة 8 منهم في تفجير است




.. بايدن بمناسبة عيد الأضحى: المدنيون الأبرياء في غزة يعانون وي