الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الناسخ والمنسوخ

ماجد الحداد

2018 / 6 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا يمكن لأي عاقل أن ينكر الناسخ والمنسوخ في القرآن ولا في اي كتاب مقدس في اي دين ... فلأن العقل اول الأدلة يعرف أن الدين في حقيقته خصوصا في الشرائع براجماتي قائم على المصلحة والمنفعة ولأن الإنسان يتطور ويتغير بطبيعة حال ظروفه الجيددة التي تقابله فقد لا يكون له الحاحة لتغيير الدين او الإله إلا إذا وصل للكتلة الحرجة _ مجازا _ وكان ظهور نبي او حالة تطورية في الفهم عن الإله ملحّة ...
فعندما يقابل الانسان ظروفه الجديدة اجتماعيا مثلا تظهر آية تشريعية تضع قانونا ما يسير على نهجه الحالة المعنية او يعمم على الحالات المشابهة وهو امر مهم يهدم فكرة متوحشة فقهيا تسمى ( العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ) والتي بسببها تم تدمير أُسر ومجتمعات وافراد وساعد على ظهور الجماعات المتطرفة القاتلة ومن خطورة تلك القاعدة ايضا تتعارض مع فرع تاريخي ديني يسمى علم اسباب النزول ...
لذلك كان واجبا انه اثناء وجود النبي وطرأ امر ما مغاير يستلزم تعديل القانون او الإضافة عليه لوضع استثناء تكثر الآيات الخاصة بشريعة ما ... لكن ان احتاج الأمر لإلغاء القانون نهائيا لانتهاء الحالة الخاصة التي نزلت من اجلها او لوأد ظرف اجتماعي لن يتكرر في المستقبل مثلا تظهر فكرة الناسخ والمنسوخ ...
لكن النسخ ليس بشكل مطلق ...
فمثلا لا يصح في كتاب مقدس ما يؤمن اصحابه أنه منزل من عند إله لا يُخطئ ولا ينسى ان يترك آية في الكتاب فيها حكم ثم ينزل آية تنسخها ويتركها ايضا في نفس الكتاب ... لأن ساعتها ستكون الآية الأولى فارغة المحتوى وحمل زائد على الوعي الفردي الديني اثناء التلاوة واثناء الفهم الشرعي وايضا على الوعي الجماعي عندما يريدون تطبيق تلك الشريعة عمليا .... وبهذا تتحول آيات كثيرة في هذا الكتاب الى عبء وحشو لا قيمة له وياليتها حكايات للعبرة والتسلية لكنها تخص امر المؤمن بشكل مباشر ومصلحته لأنها في الشريعة ...
اليس هذا الأمر تهمة في حق الله وشمول عقله وحكمته وكأنه حاشاه لا يعرف ما يقول او ينزل من لدنه ما يؤخذ عليه من مخلوقاته ؟
اذا لا يمكن ان نقول ان هناك ما نُسخ حكمه وبقى نصه كآيات الصيام وحرية الإيمان والعقيدة في الآيات المكية في القرآن وآيات الخمر وغيرها ... ولكن ممكن ان تقول انها آيات مكملة للحكم او لوضع شريعة خاصة بكل كالة يي هذا المضمار اما تبني آية عن اخرى ومحو حكم الآية الأولى وتعميمها هذا ما يجعلك فورا تتسائل عن السبب السلطوي الذي من احله يمارس هذا الفقيه هذا الأمر ...
وكذلك عن ما نسخ نصه وبقى حكمه هذه افظع من الاولى فكيف تبقى شريعة معمول بها من امر الإله وهي لا يوجد نص يثبتها للمتدين يقرأها ويرجع اليها آناء الليل واطراف النهار ؟ ... كيف تثق الأجيال القادمة فينا مثلا اذا قلنا لهم ان حد الرجم موجود ولكن الله نسخ آية ( الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة ) لن يقتنع احدهم إن اخبرناه ان ابو هريرة روى احاديث الرجم ويقرأ الإبن ذلك ليجد ان ابوهريرة لا يعرفه احد من رواة السيرة على اليقين ولو قرأ الاحاديث ليجدها ان النبي محمد يتنصل من تنفيذ تلك الشريعة قدر المستطاع مثلما فعل المسيح مع الزانية و كيف يثق فينا ونحن نؤكد على حد الرجم ونقول بنسخ النص فقط وهو عنده آية صريحة موجودة وهي آية مائة جلدة ولم يُذكر فيها شرط الإحصان من عدمه ؟
حقيقة هذه اشياء لو عرضت على المنطق قد تجعله ينهار ويختفي في المستقبل تماما ...
هذا بغض النظر عن نسخ الآية الشيطانية ( تلك هي الغرانيق العُلى وان شفاعتهن لترتجى ) التي نسخت من سورة النجم لما القى الشيطان هذا في وحي النبي وهو امر معروف للقارئين في الدين وراينا مشكلته قريبا مع #سلمان_رشدي وما فعله الحمقى فيه بعد ما كفروه بسبب كتابه عن هذا الأمر ...
اذا الشئ المنطقي الوحيد في الكتب المقدسة ان تنسخ الآية والحكم معا لعدم وحود سبب وجيه لوجودها والأخذ بها ....
اما عن بقاء آيات لا نعمل بها فهذا يقع تحت بند التفعيل والتعطيل يعني لو رأى المشرعون او ولي الأمر تعطيل آية ما لعدم مناسبتها للظروف او العصر فليفعل فورا وهو ليس بالأمؤ الحديد والذي فعله الأنبياء جميعا مرورا بالسيد المسيح ( لم آتي لأنقض ) حتى النبي محمد ( لن تجد لسنة الله تبديلا ) حتى ما جاء بعدهم ليكمل كشاؤول الطرسوسي _ بولس الرسول _ وعمر ابن الخطاب في وضع قواعد قد راوها مكملة للشريعة والأول حجة المؤمنين به انه يتلقى ذلك بالروح القدس والثاني لأن النبي محمد وصى باتباع اصحابه لأنهم كالنجوم وهو امر مشابه تماما لفكرة وحي الروح القدس وانهم لا ينطقون عن الهوى اختلفت مسميات كل دين فقط ...
النسخ هنا لا يخص القرآن وحده بل يإمكانك تطبيقه على باقي الكتب ومنهم الكتاب المقدس فقط غيّر الإسم وسأعطيكم خيطا تبدأون به ...
فمثلا حد الردة في في سفر التثنية الإصحاح ١٣ لا يمكن ان يعتبره المسيحييون منسوخ والا لما تم الإبقاء عليه لكن ممكن يقال انه تم تعطيله بعد المسيح لأنه ليس مفيدا ان اعرف ان اليهود يطبقون حد الردة وانا لا يكفيني ان يقول المسيحي لي لا حد في الردة .... لكن كمنهج ديني لاهوتي للحفاظ على تماسك وتبرير وجود هذا الإصحاح انه تم تعطيله ...
بهذا النحو قد يفهم الجميع ونصل سويا لفهم ماهي خطورة فكرة الناسخ والمنسوخ واستغلال الكهنوت لذلك الأمر لمصالح مادية وسياسية كثيرة لا مجال لذكرها ...
#انسان_يفكر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المسيح لم ينقض الناموس بل اتم الناموس وصعبه
مروان سعيد ( 2018 / 6 / 23 - 00:07 )
تحية للاستاذ ماجد الحداد وتحيتي للجميع
عن الناسخ والمنسوخ اكثر المسلمين لايفهموه ولا يعرفوا تطبيقه ولا يعرفوا مانسخ وما بقي وهنا تجد التخبط الفكري وتفاوت كبير بين المتطرف والعادي
اما عن المسيحيين الانجيل هو تشريعهم وناموسهم وطريق خلاصهم والعهد القديم تاريخ فقط لاان احكامه لزمانها ومكانها الا الوصايا العشر فهي من المسيح واليه وقد صعبها بموعظة الجبل حيث قال في متى 5
«قد سمعتم انه قيل للقدماء: لا تقتل ومن قتل يكون مستوجب الحكم. 22 واما انا فاقول لكم: ان كل من يغضب على اخيه باطلا يكون مستوجب الحكم ومن قال لاخيه: رقا يكون مستوجب المجمع ومن قال: يا احمق يكون مستوجب نار جهنم. 23
واما عن المراءة الزانية ارجع واقراء الحادثة وتمعن بها اليهود قدموا المراءة لوحدها ليرجموها فهل زنت مع نفسها
ونحن فخورين انه اسقط حكم الرجم وفظاعته ونفخر ايضا بسماحة المسيحية بالغفران ونترك الدينونة للديان فهو العالم بالقلوب والادمغة
وما اجمل كلام الرب عندما قال في يوحنا 8
من منكم بلا خطيئة فليرمها اولا بحجر
ان المسيح عطل كل شيئ معاكس للمحبة يعني عطل القتل وملكات اليمين والزنا والسرقة وووو
ومودتي للجميع

اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah