الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليس حكم الردة ارهابا ايضا.؟

مالوم ابو رغيف

2006 / 3 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يغضب المسلمون عندما يُتهمون بان مثلهم مثل الذين ينتقدونهم وجدوا ابائهم على دين فاتبعوه، فاغلب المسلمين ما كان اسلامهم الا تحصيل حاصل، تقليدا وجدو ابائهم عليه فاتبعوه دون ان يكون لهم حرية الاختيار، فكانوا اما اقل ايمان او اكثر تعصب. واذا كان الناس قبل الاسلام على خطأ بوراثة الدين واتباعه دون اعمال العقل فيه، فان المسلمين على خطا ايضا فهم لا يختلفون عن ذلك، بل انهم اكثر شططا، فلم يذكر التاريخ قبل الاسلام ان احد ما قد حكم عليه بالموت لانه غير دينه، ولو كان ذلك معمولا به، لتم وأد الاسلام في مهده. لو اقتنعنا بان حكم الردة في تلك الايام الخوالي له اسبابه ومبرراته، اكان انتقاما او طمعا او اسبابا شخصية، فما مبررات حكم الردة المعمول به لحد الان.؟
عبد الرحمن (40) عاما افغاني الجنسية، ترك بلاده كغيره من المسلمين الهاربين من ظلم المتدينين الذين يرددون وما ارسلناك الا رحمة للعالمين، ثم يقتلون ويذبحون باسم الله الرحمن الرحيم، استقر في المانيا، لقناعة او غاية او مقارنة قرر تبديل دينه واصبح مسيحيا، في الاونة الاخيرة قرر الرجوع الى بلده لكي يحصل على امر قضائي بحضانة ابنتيه اللتان تركهما عند جديهما. ولأن الجد لا يود ان تعيش ابنتي ابنه في الغرب، رفع شكوى ضد عبد الرحمن مطالبا بتطبيق حكم الردة(الموت) عليه حسب قانون الشريعة الاسلامية المعمول به جنبا الى جنب مع دستور يقال عنه ديمقراطي يسمح بحرية الاعتقاد والمعتقد.
ما كانت القضية تثيرا غبارا وتعكر صفو السياسيين والديمقراطيين، لو جرت في ايام طلبان او في ظل بلدان العالم الثالث النصف اسلامية، او ان حكام افغانستان الان وحدهم الذين هزموا مجرمي القاعدة و معتوهي الطلبان. فالانسان لا قيمة له في البلدان الاسلامية اذا ما خالف ولم يلتزم باوامر رجال الدين. الدستور الافغاني كصنوه الدستور العراقي ، ينص على حرية الاعتقاد والمعتقد، ويؤمن بالاختيار وبالانتخابات وحرية الانسان وديمقراطية الحكم ، لكنه ايضا يقر بان الاسلام هو الدين الرسمي للدول وان التشريعات القانونية يجب ان لا تخالف الاسلام واذا ما وجد تعارض بين الديمقراطية ولاسلام بين الحرية والاسلام فان التعارض يفسر اولا وثانيا وثالثا الى قطع النفس لصالح الاسلام. ربما لم يخطر على بال من وضع الدستور واشرف على بنوده ما يجول بخاطر رجال الدين، ربما صدقوا ايمانهم بالديمقراطية والسماحة الدينية وحرية الاختيار.
لكن اتركونا من الدستور الافغاني والديمقراطية الاسلامية والحرية المقنونة والادمغة المحشوة بالحرص على مصلحة الانسان، دعونا من كل هذا لنرى اين هم رجال الدين المسلمون المعتدلون الذين يقولون بالعدالة والرحمة واحترام خيارات الانسان.؟ اين هم عن قضية انسان سيحُكم بالاعدام كل ما فعله هو انه اتبع ما يعتقده صائبا وترك ما يعتقده خاطئ، اليس الدين الاقتناع والصدق ام تراه الكذب والنفاق؟
لماذا يطبق جميع رجال الدين شفاههم ويلجمون السنتهم ويصبحون كالشياطين الخرس، اليس الله هو القائل من شاء ان يكفر ومن شاء ان يؤمن، ام ان ذلك مثل دعايات ترويج السلع ليس لها من الصدق والحقيقة سوى بهرجة التسويق.؟
اليس هذا ارهابا من رجال يدعون مخافة الله واذا بهم يرعبون انسانا وحيدا عاجزا، صدق ان الديمقراطية تتماشى مع الاسلام، وان مسلمي طالبان يختلفون عن المسلمين المعتدلين الديمقراطين الحاكمين الجدد، فقرر العودة بامان واطمئنان، واذا به يفاجئ ان الوجوه فقط هي التي تغيرت اما الجوهر هو هو.
السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا يسمح المسلمون لانفسهم بنشر الدين الاسلامي والدعوة اليه ويمنعون عن بقية الاديان ذلك.؟ لماذا يبنون المساجد الضخمة الكبيرة في دول الغرب ويجزلون العطاء للدعات الاسلاميين، وان اختار احد ان يكون مسيحيا او بوذيا او هندوسيا او ملحدا يحكمون عليه بالاعدام وفق الشريعة السمحاء جدا جدا.؟
ولماذا زعلوا وغضبوا وتظاهروا وقتلوا واحرقوا عندما رسم رجل مغمور بجريدة لا يقراها الا حفنة من الناس، صورة لا تمثل الا رأيا شخصيا، والان يسكتون عن مشكلة وورطة انسان تتناول قضيته الفضائيات الاجنبية وتناقش قضيته بين الدول المانيا وامريكا وافغانستان وغيرها وتثير قضيته شكوكا على محاولات التقريب بين الاديان وعلى وصراع الثقافات اوالحضارات.؟ لماذا يلعبون دور الجاهلين غير العارفين ولا المطلعين على القضية.؟
الانقاذ الوحيد لعبد الرحمن هو ان يعلن عن توبته ويفصح عن ندمه وخيبته وضلالته ويعلن اسلامه من جديد وليعيش منافقا ابديا، وبوجهين وبتناقض بين لسانه وعقله..فالدين لا ينتج الا المنافقين..او ان يختار الموت.
عليه ان يقرر لوحده ان لم يهرع رجال الدين المسلمون ويتحلون بالشجاعة والجراة ويعلنوا ان حد الردة هو ايضا ارهاب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السياسي اليميني جوردان بارديلا: سأحظر الإخوان في فرنسا إذا و


.. إبراهيم عبد المجيد: لهذا السبب شكر بن غوريون تنظيم الإخوان ف




.. #جوردان_بارديلا يعلن عزمه حظر الإخوان المسلمين في حال وصوله


.. رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء تستطلع هلال المحرم لعام 1446




.. 162-An-Nisa