الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبقرية طه حسين (1) لماذا يهاجمون طه حسين؟

عمر أبو رصاع

2006 / 3 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


للأسف كثرت الأقلام المتطاولة على علم من أعلام مصر وتاريخ مصر ، رجل كان له دور محوري في تحديث مصر وبناء تعليم مصر رجل لو كان لشخص في تاريخ مصر أن تحمل جامعة إسمه لكان الدكتور طه حسين رائد عملية تحديث التعليم وإخراجه من قمم القرون الوسطى إلى رحابة البحث العلمي والتفكير الأكاديمي المنظم ثاني اثنين أولهما قاسم أمين رائد مشروع الجامعة المصرية وتحرير المرأة.
طه حسين رجل تدرك تلك الأقلام التي راحت تنهش سمعته وتلعنه وتكفره أنه غرس غراس العلم المنظم الأكاديمي ووطد منهجه وأطلق طاقات العقل المعطلة المنشغلة بالكتب الصفراء في مصر ومن ورائها العالم العربي ، رجل يكفيه شرفا أنه حقق حلمه وحلم المصريين الفقراء المعدميين عندما أقدم على أهم انجاز في التاريخ الحديث لمصر نعم يا سادة أهم أنجاز لأن من يعرف قدر العلم وقيمته لا يملك إلا أن ينحني إجلالا وإكبارا لطه حسين الرجل الذي وقع قرار مجانية التعليم في مصر.
جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده و سعد زغلول وقاسم أمين ود.طه حسين وآخرين اسماء ذهبية امتدت في النصف الأول من القرن العشرين أسماء كانت وستظل رغم حقد الحاقدين أعلاما ترفرف في سماء الأمة أعلام لا تاريخ إلا بهم لأن هؤلاء هم تاريخنا الحقيقي المشرق وليس زمر حسن البنا ومن تبعه وانتسل منه حتى آخر نسخ نسف العقل واغتيال العلم والتفكير وآلآت القتل والتدمير ابن لادن والزقاوي والظواهري.
طه حسين المفترى عليه أبدا، لك أن تتساءل عزيزي القارئ لماذا طه حسين بالذات؟
لأن طه حسين هذا الرجل الضرير استطاع بعبرقيته أن يخترق فضاء الجهل والتخلف والمرض ، لأن طه حسين دق المسمار الأساس في نعش معقولية القرون الوسطى ليفتح باب النور مشرعا في وجه الأجيال التالية على العلم الحديث ويغلق إلى الأبد باب الظلمات ، ومهما حاولت قوى الظلام أن تنال من المعلم الدكتور طه حسين فإنها لن تزيد إسمه إلا بريقا ولن تزيد أسماءها وإن تعلقت بثوب طه حسين إلا هبوطا واسفافا وإرهابا.
من يهاجم طه حسين يا هل ترى؟
إقرأ عزيزي القارئ وتابع لترى أن من يهاجم طه حسين هو نفسه الذي يصف أيمن الظواهري بالصلاح وبأنه باع الدنيا واشترى الآخرة وبأنه مجاهد مؤمن.
إقرأ عزيزي القارئ لترى أن من يهاجم طه حسين هو نفسه الذي يكفر كل عباقرة ومبدعي مصر بدأ بأم كلثوم في الغناء وليس انتهاء بنجيب محفوظ في الأدب ، لذا ليس غريبا أن تهاجم هذه الأقلام بالذات طه حسين ، هذه الأقلام التي لا ترى في عباقرة ورجالات مصر والأمة العربية إلا خونة من محمد عبده إلى سعد زغلول إلى قاسم أمين إلى النحاس وعبد الناصر إلى كتاب الأدب والرواية والمسرح ورواد السينما وأساتذة وأعمدة المؤسسات الأكاديمية والملحنين العظام والمطربين وحتى البرادعي لا ترى فيهم إلا كفرة زنادقة عملاء وطابور خامس !!!!
ومن هم العباقرة في عرف هؤلاء يا هل ترى؟
العباقرة يا سيدي هم من عينة محمد بن عبد الوهاب ورائد التكفير والهجرة أبو الأعلى المودودي والخميني (مع تحفظهم الشديد على تشيعه الذي يعتبرونه كفر) ومتولي الشعراوي الذي سجد شكرا لله لأن مصر عبد الناصر انهزمت عام 67 بحجة أن نظامها كافر مع أن ذلك لم يمنعه من استقبال رئيس الكيان الصهيوني في مطار القاهرة ولم يمنعه من أن يفتي بجواز استقدام أمريكا لحرب العراق ومشايخ الفضائيات المنشغلين بالبكاء على الأطلال وتخدير الشعوب وتقيد المرأة وتكفير المفكرين وتحريم البوكيمون.
طبعا لا يمكن أن يكون الرجل الذي هجر الأزهر أيامها رافضا منهج التلقين وفي الإعادة إفادة وممنوع أن تحاور أو تفكر أو تناقش ، الرجل الذي فتح عقله لمناهج الفكر والفلسفة وحمل على اكتافه هموم وطنه ليتلقى بجسده النحيل وبصره الضرير أعلام علماء عصره في السوربون ويذهلهم بنبوغه وصبره وجلده منقطع النظير لا يمكن أن يقارن هذا الإنسان بابن لادن مثلا ، الرجل الذي تصدى لكرامة الجامعة ورفض توزيع شهادات الدكتوراة الفخرية ولقي في سبيل ذلك ما لقي لا يمكن مقارنته قطعا بمن أفتى في الجزائر بأن كل من ليس معنا فدمه حلال وأن الانتخابات الديموقراطية حرام شرعا.
عزيزي القارئ سندع هؤلاء وشأنهم الآن ، فأنت تعلم علم اليقين كيف يفكر هؤلاء وماذا يريدون ، وسنلتفت في هذه السلسلة بدأ بالحلقة القادمة إلى سيرة الدكتور طه حسين، لنتذكر معا من هو طه حسين وما دوره وأهميته ونتعلم كيف تمثلت في هذا الانسان المصري العبقري الخارج من طين الأرض مقولة مصطفى كامل لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة. –يتبع-








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المرشد الأعلى في إيران هو من يعين قيادة حزب الله في لبنان؟


.. 72-Al-Aanaam




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تدك قاعدة ومطار -را


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في العراق تنفّذ 4 عمليات ضد




.. ضحايا الاعتداءات الجنسية في الكنائس يأملون بلقاء البابا فرنس