الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأملات فى لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون

سامى لبيب

2018 / 7 / 1
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


- لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون (46) .

هذا المقال هو مشاكسة لثقافتنا وأداءنا وثوابتنا وتحليل لنهجنا فى الحياة , ورصد لنفسية وذهنية الإنسان وكيف أنتج فكرة الآلهة والمعتقدات والأديان كسبيل لإيجاد التوازن النفسى فى وجود غير معتنى , ومن هنا جاء الإيمان بالميتافزيقا لأقدم هذه الرؤى من خلال تأملات تعبر عن رؤيتي وفكري متوسماً أن أستكملها وأستفيض فى تبيانها مستقبلاً .
كما ذكرت فى هذه السلسلة من "لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون" أن الإيمان بفكرة الإله شديدة الثراء والتنوع فهي كالموزاييك ثرية بالألوان والخطوط المختلفة لتفي احتياجات نفسية للإنسان في الأساس , وهى ليست متجانسة ولا ذات نهج واحد لتجمع كل التناقضات فى ذات الوقت كفكرة الإله الرحيم والمنتقم , لأرى هذا التباين شئ طبيعي لتباين الحالة النفسية والمزاجية والثقافية للإنسان .. ولكنها لا تكتفي بذلك لنحظى على ذهنية ونفسية إيمانية متناقضة إزدواجية لا تخلو من التسطيح والهشاشة .
أعتذر عن دسامة المحتوى فكل تأمل سأذكره كفيل أن يكون مقالاً بحد ذاته , ولكن هكذا طبيعة كتاباتى تريد طرح كل أفكاري وتأملاتي قبل طي صفحة العمر .

يؤمنون لتحقيق العنف .
- أرى أنهم يؤمنون للتنفيس وتحقيق العنف عن طريق الدين الذي هو بمثابة أدلجة العنف وتأطيره ومنهجته ليكون كمظلة لممارسة العنف لذا يؤمنون ويتحمسون , فكلما حافظ الدين على رخصة ممارسة العنف والإستمتاع والتلذذ بممارسته ولو في أقل مستوياته كالقول والوصاية مثلا كلما زاد تابعيه تشبثاً به .
- الإنسان كائن يخفى تحت جلده نزعته للعنف ويرجع هذا لأصوله الحيوانية وصراعه من أجل العيش والبقاء , ولكن الإنسان من تجاربه وبحكم التطور والتحضر أدرك خطورة العنف المُنفلت ليمارس محاولات لتحجيم هذا العنف وتقليل منسوبه بعدما أدرك أن العنف المنفلت سيقوض الجماعة البشرية ويضعفها أمام الأخطار الخارجية المتمثلة فى الطبيعة والجماعات البشرية المنافسة .
- تحريم وتجريم وإستنكار القتل جاء قبل الأديان والوصايا العشر مذ عرفت الجماعة البشرية أن قتل أحد أفرادها هو إنتقاص من قدرتها على مواجهة أخطار الطبيعة , ولا يعنى هذا تخلى الإنسان عن العنف والدم بل قل كبحه وتنظيمه , فليُمنع داخل الجماعة البشرية وليُطلق سراح العنف ضد الآخر لتتحقق غريزة العنف , ومن هنا جاءت الأديان لتؤدلج العنف لتعتبر القتل داخل الجماعة البشرية أو المؤمنة جريمة بشعة تستجوب العقاب الإلهي والأرضي , بينما أطلقت عنان العنف ضد الأغراب أى الجماعات البشرية الأخرى تحت دعوى أنهم أنجاس أو كفار أو مشركين لتعتبر تلك الأديان قتلهم وذبحهم عمل بطولي جهادي يتقرب به المؤمن للإله وسيثيبه على عنفه ودمويته تلك , ومن هنا يأتي الدين كأدلجة للعنف ومنح مظلة مقدسة لممارسة العنف المُفرط بضمير مستريح متلذذ وبدم بارد بديلا عن فوبيا التحريم .. بالطبع ما أذكره هو واقع وحادث في الأديان , ولنا ما يقال عنها كتب مقدسة كالقرآن والكتاب المقدس التي تحوى آلاف النصوص التى تبيح وتمجد ممارسة العنف .
- بالطبع تتفاوت نزعة العنف لدى المؤمنين فيكون أكثرهم تديناً ميالاً لممارسة العنف كما نراهم في الأصوليين الإسلاميين واليهود فهم ليسوا أكثر تديناً وإلتزاماً وتشبثاً بالنص بل لكون النص يفتح المجال أمام ميولهم العنيفة .
- "اللهم زلزل الأرض من تحتهم اللهم فجر البراكين من فوقهم .. اللهم اغرقهم بالفيضانات والاعاصير .. اللهم أرسل عليهم الصواعق .. اللهم أنزل عليه الأوبئة والأمراض ..اللهم يتم أولادهم ..اللهم شرد نساءهم ."
العنف لايتحقق بدنياً فقط فيمكن أن يجد سبيله فى القول كهذا الدعاء , ولن نقول بئس هكذا دعاء وبئس هذا الإله الذى يستمع ويستجيب لهكذا دعاء , ولكن سنقول هكذا جاءت فكرة الإله لتنفيس غضب يُراد أن يتحقق لواقع ..إيجاد معنى للشر وتمريره ..إيجاد مشروعية لنفسية إنسان عنيفة سادية سوداوية .

يؤمنون لتحقيق الهوية والعنصرية .
- الإيمان بفكرة الإله من خلال دين ومعتقد هي بحث عن الهوية ورغبة إنسانية في ممارسة العنصرية والتمايز باحثة عن حالة فوقية , فما الذى يجعل مؤمن بالله يحس أنه مُتمايز ومُفضل عن الآخرين إلا من خلال فهم عنصري بأفضليته لدى الإله والباقي أنجاس ضالين , أنا مؤمن وانت كافر أنا من المنعمين والمباركين وأنت من الضالين والمغضوب عليهم , أنا من المخلصين بدم يسوع وأنت لا , ويصل هذا المفهوم في غباءه وإقصاءه بنبذ مذهبى طائفي بالرغم أنهم يشاركونه نفس الإيمان بالإله ورسالته ليترجم هذا الإيمان العنصري نفسه فى حظوظ من الجغرافيا والتاريخ .. هو بالفعل كذلك ففى عمقه تمجيد الإنسان للهوية والجغرافيا والتاريخ كإنتماء ولكن لا مانع من ممارسة العنصرية والتمايز لتنتج عدوانية إقصائية تعطى لذة التمايز والفوقية ..الفكرة الإيمانية أصبحت شديدة الضرر .

الأرجوحة .
- لماذا يؤمن البشر بالأديان والمعتقدات رغم أن العلم قدم رؤية للحياة والوجود في منهجها المادي , لماذا يؤمنون رغم تهافت المعتقدات بما تقدمه من سذاجة؟ الأديان تخاطب وتداعب طفولية الإنسان النفسية , فالإنسان يتأرجح بين سلام حالته النفسية وإضطرابها ليركب الدين هذه الأرجوحة لتعطى للحياة معنى ولذة .. لا يكون تفسيرنا للمعتقد أنه يمنح السكينة والهدوء في نفس وجلة ضائعة في عالم مادى لا تدركه فحسب بل التمتع بالأرجوحة .

الإله المتهم .
- فكرة الله جاءت من حاجتنا لوجود مُتهم ضخم يكون هو الجانى الحامل لأوزار الخطأ والخطية فهذه أحد الأسباب العميقة في إيمان الناس ‏بالإله العظيم , لقد آمنوا بالإله لأنهم محتاجون إلى مُتهم ضخم بلا حدود يتهمونه بكل جبروت الطبيعة ليدفع الإنسان عن ذاته الضعف والفشل.
- لقد كانت قضية "من المتهم" هي البرهان على وجود الإله , لقد كانت إرداة العدوان والإتهام هي التي دلت الإنسان ‏إلى فكرة الإله وصاغت صفاته وأخلاقه ومنطقه وضميره وجبروته .
- المؤمن والإنسان عموماً عند أول مشكلة تصادفه يبحث فيمن يلقي عليه اللوم , فعند وقوع حادث سيارة مثلا يقول أن فلان ‏هو المسئول عن الحادث فإذا لم يجد هذا الفلان ربما إتهم نفسه لكن الأفضل والأسهل عليه هو إتهام الله بعبارة رقيقة خجولة بأن هذا قدر الله , فالإله أصبح المتهم والشماعة التي يعلق علية المؤمن أخطاءه وضعفه .
- قد يتصور البعض أن فكرة الإله المتهم فجة لنسأل من المسئول عن وقوع الزلازل مثلا , أليس الله كما يعتقدون , فالمتهم لديهم هو الله بغض النظر عن محاولة صياغة الإتهام بعبارات رقيقة كالقول بأن هذا إختبار الإله ولكن هذا لن ينفى أن المؤمن يتهم الإله وهذا مايريده المؤمن بإزاحة التهمة عنه وتبرير ضعفه وهوانه . ‏
- الغريب أن المؤمنين بعد أن أدركوا المتهم إرتضوا بجريمته ولكن نزعة الإنتقام والثأر تعطلت لديهم نتيجة الرضوخ للقوة المفرطة الغير مدركة للإله, ومقابل فكرة الرشوة والتلاعب على النفاق والبرجماتية الإنسانية بتلك الجنه المبتغاة أو طلباً أن يكف الجاني عن المزيد من جرائمه .

أصل السببية .
- من الأمور التي تؤكد أن السببية هي طريقة عقلية مريحة لوصف الأحداث هي قدرة الإنسان علي دمج أسباب غير طبيعية في سلاسل الأحداث الطبيعية , فعندما يعجز الإنسان عن الوصول لهدفه العقلي وهو هنا الوصول للأسباب الطبيعية فإنه يخترع أسباباً لا طبيعية كالجن والعفاريت والغيلان والآلهة .
- هناك أمر آخر يؤكد أن السببية ما هي إلا طريقة عقلية وليست قانوناً طبيعياً وهي قدرة الإنسان علي القفز من أسباب طبيعية إلي أسباب ميتافيزيقية دون أن يشعر العقل الديني بأي تناقض بل يتابع التفكير وكأن تلك القفزة الرهيبة لم تحدث , هنا يجب أن نتأمل في عمق الجهل الإنساني ثم نتأمل في القدرة الخيالية المتحررة , ثم نتأمل في الغرور النفسي والكسل الإنساني ,فكل هذا الكوكتيل يدفع الشخص العادي للإيمان بالآلهة والتي يسميها فيورباخ مخلوقات الجهل المرتفعة إلي مرتبة الكائنات الخارقة للطبيعة.

الإله كوسيلتنا للنسيان .
-لا خروج من لحظة ألم أو مشكلة تعتصرنا إلا بمخدر أو النسيان ولكن النسيان لا يأتي بسهولة فنستدعى فكرة قوية تلهينا وتشغلنا عن تذكر المصيبة التي تعترينا لتجد من يعمل بجدية أو يمارس الرياضة أو الفن ..فكرة الله لا تزيد عن كونها فكرة تشغلنا وتلهينا عن سبب الألم لنستعيرها بعد ذلك لعلاج الألم .

الإله بطقوسه وسيلة للنظام الإجتماعى .
- الإيمان لم ينشأ فقط من الخوف من المجهول والفناء والرغبة في فهم الطبيعة ومحاولة التصالح معها أو التحكم فيها , بل هناك سبب آخر وهو الترابط الاجتماعي , فنحن حيوانات اجتماعية قطيعية بطبعنا.. أي إن خاصية التعاون هي التي تجعل من الكيان الإنساني الضعيف قوة هائلة على الأرض , لكن التعاون يصبح أكثر صعوبة مع تزايد العدد. لذا فمن الأهمية بمكان ضرورة وجود نظام إجتماعي حاكم يفرض قواعد سلوكية على هيئة طقوس وشعائر كوسيلة لتمكين الجماعة الإنسانية من العيش في جو من الإلتزام والنظام لا يخلو من التقارب والحميمية , فالطقوس تخلق مبادئ ضد ما قد يجعل الناس يحكمون بسهولة على سلوك الآخرين في بيئات اجتماعية مختلفة , فأي إنحراف عن المبدأ من السهولة تمييزه وكشفه, وبهذه الطريقة يمكن أن يتمّ الحفاظ على النظام.
- الإنسان بوعيه المفارق للطبيعة اصبح كيان إجتماعى لا يعرف العيش بدون المجموع لا يعرف العيش وحيداً فهو عدم التحقق والموت بعينه , كما أحس أن عدم وعيه بالوجود المادى يشكل عنصر إغتراب بالنسبة له ,لذا تكون الآلهة فكرة تحقيق العيش في المجموع بأن تخلق الأجواء التى تتيح للإنسان التواجد وسط مجموع يثبت وجوده , ولا يهم أن يكون المجموع مُترفق أو مُتصادم , فالبطبع سنفضل أن يكون مُترفق حانياً مهتماً , ولكن حتى الوجود المتصادم المتصارع سيجعل للوجود معنى فهناك قضية حياة تعطى للحياة معنى .

الإله يحقق الذكورية .
- الدين هو الأيدولوجية الوحيدة القادرة على تحقيق الحلم الذكوري الثلاثي الأبعاد, المال والسُلطة والنساء .. فحينما تتبع الخطوط الأولى البعيدة عن الرؤية للدين أو المعتقد أى تغوص فى أى مشهد لتدرك أعماقه ستجد الثالوث الذكورى حاضر .. الأديان القوية هى التى حققت هذا الثالوث وهناك أديان إعتنت بضلعين وهناك أديان أضلاعها واضحة من أول وهلة فلا تستغرب لماذا هي حاضرة بقوة بالرغم من بداوتها .
- أنا أمتلك بحبوحة وتميز رائع فقد منحنى الإله ميزات تفاضلية على الأنثى فى الأرض والسماء وحسم الصراع لصالحي , فأنا أرث ضعفها ولى الحرية فى أن أتزوج النساء وأطلقهن متى إستهلكتهم لأنتقل من حضن آنية جنسية إلى آنية أخرى لأستمتع بمذاق كل إمرأة .. فلماذا لا أؤمن بهذا الإله الذي منحنى السيادة و الهيمنة والبحبوحة والسطوة عليهن لأكون الملك المتوج .

الإله الذى يحقق لقاء الأحبة .
- فى السادسة من عمرى كان عندي كلب لم أتركه ولم يتركني لأتعلق به بشدة ولأخشى أن يفارقني , فعندما أدركت أن هناك موت وعالم آخر فى السماء بعد موتنا تمنيت أن يصاحبني كلبي في السماء ولكن والدى قال أن الجنه للإنسان فقط .. يمر عشرون سنه ويموت أخى لتتمنى أمى أن تلتقى بأخي فى السماء , ومن هنا أدركت مغزى تعلقي بالكلب لأتمناه فى السماء , فهكذا جاءت فكرة الاله الذى يجمع الأحبة بعد فراق .
- أن المحرك الأساسي للإيمان الديني ، هو الحاجة النفسية للعزاء والمواساة من حالات الخوف والتهديد باللجوء إلى قوى خارجية تقدم عزاء للنفس وتساعد الانسان على تحمل واقعه الأليم , ومن هنا جاءت الممارسات الدينية للإنسان .

المعيل النفسى .
- من وقع في حالات تهديد وفقدان السيطرة على الواقع سيلجأ لاشعوريا إلى معيل نفسي .. في بدايات الأديان كان المعيل النفسي هم الأجداد القدماء أب أو جد متوفي , فهم تحولوا إلى ظواهر روحية ممكن تساعد في إيجاد حل أو مساعدة ,ولايزال بعض الناس يلجئون حتى اليوم إلى أجدادهم أو أقاربهم المتوفيين ليستمدوا منهم العزاء , ثم تطور الموضوع ليخاطب الإنسان للكيان المجرد الإله، فهو يخاطب مباشرة كائنا وهمياً مجرداً يعيش داخله .
- الحقيقة ما هذا الإله إلا الأنا نفسها وقد انفصمت , فالإله يعيش في الداخل أكثر مما هو موجود فعليا في الخارج , ومن هذا الإتكاء النفسي تستمد الأديان شعلتها التي لا تنطفىء مادام هناك بشر في حالة حاجة وحالة فقدان سيطرة على الواقع كما هو حال معظم البشر في عالمنا اليوم .
- اساس الايمان الديني بإله هو وهمنا بالقدرة على إجراء حوار داخلي مع أنا أخرى متخيلة وتوقع ما يدور في فكر الشخص الآخر ,فمن هنا تمكن الإنسان من نحت إله نفسي داخلي يخاطبه ويستمد منه العزاء بينما الحقيقة هى أنا منفصمة عن صميم الذات.
- الحب الإلهي الصوفي والرهبنة ماهو إلا حب الذات في سعيها للتكامل .. آن للإنسان اليوم أن ينعتق من هذه الفصامية النفسية التي تسمى إله , ولكن ذلك لن يتم هذا إلا عندما يشعر الإنسان أنه مسيطر على واقعه واعياً بطبيعة الحياة والوجود في منظومة أمان نفسى اجتماعى .

الجبن والبرجماتية كطريق للإيمان فهكذا يؤمنون .
- لباسكال رؤية يراها منطقية محتواها يقول : إذا كنا نشك فى وجود إله ولا توجد أدلة قوية على وجوده فعلينا أن نؤمن بوجوده حتى لا نتعرض لخسائر كبيرة , فالإيمان به سيحول أن نتعرض لعقابه وإنتقامه حال وجوده أما رفض الإيمان به فسيعرضنا لخسائر فادحة فى حال وجوده أما فى عدم وجوده فلن نخسر شيئا .
- لا أعتقد أن باسكال تفرد بحيلته الباسكالية هذه لأتصور أن الفلاح والبدائى توصلا لفكرة أن عليه أن يتعامل مع فكرة الإله والإيمان بمنظور برجماتي بحت , فهو سيخسر إذا لفظ فكرة الإله وإتضح بعد مماته بوجود إله ولن يخسر شيئا إذا آمن ثم إكتشف بعد موته وهم الإله والحساب والعقاب , تلك الفكرة التى تربط بين الإنسان ووهمه التجريدي الذي اختلقه بنهج زائف وبراجماتي منافق وجبان وبرؤية المكسب والخسارة , فبئس فكرة تطلب منى أن أكرس حياتي كلها لخدمة الوهم حتي لا أتعرض لغضب الوهم أو حتي أمنح الفرصة الكاملة للروح , فلو كانت الروح حقيقة وضرورة وجودية أكانت تحتاج لفرصة .
- هناك ما منح مبدأ باسكال الحضور وهى الخوف الطبيعى من الخطر , فخوف الإنسان من الخطر وبحثه عن الحرص والحظر هو نهج طبيعي, فالإنسان البدائي عاش حياة قاسية , فعندما كان يسمع حركة الأعشاب فإما يعزيه لتأثير الرياح أو حركة حيوان مفترس لذا من المنطق أن يلجأ إلى الظن الثاني فتصوره أن حركة الأعشاب نتاج تأثير الرياح قد يكلفه حياته لذا فليتعامل مع الظن الثاني , وهذا نهج طبيعى فى التفكير ولكن إذا إمتلكنا المعرفة والذكاء والوقت والمراجعة فسنتفحص جيدا إذا كان حركة العشب من رياح أو حيوان مفترس لذا لا داعي أن يكون الخوف محرك تفكيرنا .
- إن البرجماتية أو المصلحة هي جوهر العلاقة التى أنشأها البشر مع قوى الطبيعة , فهم أرادوا آلهة تنفهم وتجود عليهم وتمتنع عن بطشها فى دنياهم ولم يتبادر فى أذهانهم فكرة الحياة بعالم أخر كون الهم الوجودي الأرضي كان حاضراً بكل قوة وقسوة لم يمنح الإنسان الأمان أن يفكر ويحلم بترف عالم أخروى , فالحياة على الأرض لم تكن لذة بل صراع وإشتباك لا تجد لها هدنة محددة , وعندما توفر بصيص من الأمان بظهور المجتمعات الرعوية والزراعية نظر إلى تجاوز الموت .
-نحن لن نعبد الآلهة إذا كنا على يقين بعدم وجود عالم آخر ولن نقدم لها شيئا , لتنكشف نفعيتنا ونفاقنا فعندما كان لدينا حلم البعث والخلود قدمنا نفاقنا ورشاوينا لفكرة الآلهة من أجل مراضاتها وإذا تبدد هذا الحلم فلا داعى لهذا الأمر فسننصرف لحياتنا ولن نبدد دقيقة فى العبادة .
-لو تبدد حلم عالم آخر من حياتنا فسينصرف البشر عن تبديد أى دقيقة من وقتهم فى صلوات وطقوس , ولكن قد نجد البعض يؤمنون بالله ويقدمون له الصلوات والعبادات ولكن يستحيل ان يخرج نهجهم عن منهجية النفعية البرجماتية , فالله هنا مطلوب للحياة التى نحياها على الأرض فهو الشافي والستار والمعتنى والرازق فلما لا نقدم له نفس الفعل النفاقي حتى نحظى بتوفيره أمان وراحة على الأرض .. بالطبع سنجد الكثيرون الذين ينصرفون عن التمني فى القدرات الآلهية أن تحقق لهم الأمان والإشباع والراحة على الارض لإدراكهم أن المرض له سبب مادى والرزق هو إقتصاد ألخ .. فالوجود مادي له ظروفه الموضوعية المادية وفى غير حاجة لإدخال أفكار فنتازية .

التركة والإرث .
- بدأت معركة المؤمنين فيما بينهم عندما أعلنوا وطالبوا بأحقيتهم وإحتكارهم للتركة السماوية , ولإن الورثة كثيرون والتركة عظيمة بدأت شرارة معركة الوصاية على عرش السماء , فكل فئة منهم تَدعي أنها المقصودة بالرحمة الربانية والرسالة السماوية والعناية الإلهية وأن الآخر كاذب ضال مُدلس مزور عدو لله ..لكل فئة منهم أفكار غزلوها من عصارة أساطير تاريخهم ومؤلفات أخبار أنبيائهم وروايات ماضي تراثهم..لكل فئة ٍمنهم مُنظريهم ومُفتيهم ومُجدديهم ..لكلٍ منهم حِججه وبراهينه ..لكل فئة منهم تابعين ومؤيدين ومريدين ومنتفعين..الكلَ يرى بنفسه الحق دون سواه ,وما عداه فهو على باطل..كل يرى منهجه فضيلة مقدسة تستحق البقاء وما عداه رذيلة مدنسه تستحق الفناء..إنه الصراع على وهم التركة والإرث الذى خلق التشبث والتعصب .

الأب الراعى الحامى .
- يخاف الإنسان أن يشعر بمسئوليته عن حياته أو أنه المتحكم بها وأنه بمفرده فالوحده قد تقتل أحياناً ولذلك بحث الإنسان عن ذلك الأب التخيلي ليلتصق به , فالإنسان يمكنه إستحضار أبيه التخيلي هذا في أي وقت وأي مكان في أوهامه و تخيلاته فيعطيه بعض الثقة والمدد النقسى والتماسك هذا لأن الإنسان يخاف , يخاف المسئولية والوحدة والإعتماد على قدراته الشخصية الخالصة..أتصور المسيحية تمنح الإنسان هذا الشعور الزائف بالإعتناء والمحبة ولذا تجد قبول بقصة الأب الراعي بالرغم أنها تحملها على كاهلها ميثولوجية وخرافات ثقيلة .

تبقى الآلهة بوجود الموت .
- لا يكون الإنسان القديم فقط هو الذى فتنه العالم الآخر وإستأثر على مساحة آماله لتقدم له التعزية والصبر لذا تبنى الإنسان المعاصر فكرة العالم الآخر فمازالت قسوة الموت متحققة ومازالت هناك تعزية مقدمة للإنسان الضعيف العاجز الجاهل فى مواجهة قسوة الحياة والوجود .. مازال العالم السحري يقدم جسر عبور لكل ألم فلتصبر فستعيش عالماً آخرا رائعاً بين أحضان الحوريات أو القديسين .

المخدرات مفيدة أيضا .
- يقولون أن العملية الإيمانية تمنح السعادة والسلام والراحة وهذا قول صحيح من ناحية أن المخدرات تمنح شعور رائع بالسعادة واللذة فلا يستطيع أحد أن ينكر ذلك , ولكن كما أن المخدرات ليست جيدة في تعاطيها فكذلك الفكر الإيماني ليس مفيداً للعقل والحياة ,لأننا سنحظى على حالة سكون وخمول فلا يوجد شئ يهدد العقل لتكون النتيجة حالة من التجمد والغيبوبة والشلل تقود لنهاية عقل .
- الإنسان لم يتطور ويرتقى إلا من قلق العقل , فالقلق يبعث الرغبة فى البحث عن حلول للراحة لتستمر هذه الجدلية مما يؤدى إلى إرتقاء , لذا نلاحظ أن الحضارة الإنسانية عندما كانت غير قلقة عند شيوع الفكر الإيمانى كان إنتاجها الإبداعي ضعيفاً وعندما تخلصت من الأفيون تجدد القلق في شرايينها لتنطلق كالصاروخ .

دمتم بخير.
"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته "أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - توضيح لواضح
ابو محمد ( 2018 / 7 / 2 - 12:22 )
يؤسفني ان لا نرى او نسمع جمهور في المسائل الجدية العميقة ذات المتطلبات الفكرية الغنية
اما عند الردح وتبادل الاتهامات تجدهم كثير
نتيجة للاهتمام بمعنى كلمة الايمان كاسم وكفعل وحال في ان واحد
تبين لي بدون اي حذلقة او ذكاء انها تعني الحل الرياضي لمسائل حلها يعتمد على التحليل والاستنتاج المؤكد والاكيد القائم على اساس ان هذا الحل ما فيش غيره وهو كاف للبرهنة مرورا بطلاب الحقيقة الى ميدان الاثبات حيث هناك ينتهي مجال الجدل لاننا صرنا ترى لحقيقة الميدانية بام العين
والحقيقة لما تكون مائلة فهي تتكلم عن نفسها ولا داعي ولا عندها ينفع الايمان اي الاستنباط الرياضي
اللي ممكن انه يظهر في الميدان هو وضع محدثات لتمويه الحقيقة او طمسها او كقرها
ما اريد قوله بعد هذه المقدمة بان الايمان ليس عكس الكفر كما هو دارج ومنعارف عليه في الادبيات وحتى الدينية منها
فالكفر اداة اساءة لمشهد الايمان ولكنه لا يسيء لمنظومة الايمان بحد ذاتها
فاذا انت عايز تفترض انه 2 زائد 1 يساوي 5 فالمتضرر الاول والاساسي من افترض
لذلك طيلة الوقت نظر المؤمنون للكافرين على انهم مخربون وليسوا اصحاب راي وحرية تعبير


2 - الإيمان تصديق وتمرير فلا عقل ولا منطق ولا رياضيات
سامى لبيب ( 2018 / 7 / 2 - 17:41 )
الأخ أبومحمد
صحيح هناك قلة فى مداخلات مقالات الفلسفة وعلم النفس كونها خالية من البهارات والعتاب للجميع بما فيهم الإسلاميين فهم لايشاركون إلا إذا كان الموضوع يخوض فى الإسلام..عالعموم هذا لايزعجنى فما يهمنى عدد الزوار,كما يتيح لى فرصة البحث فى أمور تشغلنى,ولن اتخلى عن تناول قضايا فكرية فهى ما تستهوينى فى الكتابة.
عذرا ماذكرته عن الإيمان كله حذلقة فقولك:(انها تعني الحل الرياضي لمسائل حلها يعتمد على التحليل والاستنتاج المؤكد والاكيد القائم على اساس ان هذا الحل ما فيش غيره وهو كاف للبرهنة مرورا بطلاب الحقيقة الى ميدان الاثبات حيث هناك ينتهي مجال الجدل لاننا صرنا ترى لحقيقة الميدانية بام العين)
لاأعرف من أين أتيت بهذا التعريف والتوصيف للإيمان فهو خاطئ وعكس ماذكرته تماما ,فالإيمان هو التصديق بفرضيات وإدعاءات وظنون بدون تفحيص ولاتمحيص فعليك قبول فرضيات الإله والجن والعفاريت والملائكة والبعث واليوم الآخر والجنه والنار ألخ بدون مناقشة أو جدال أو شك فالجدال والشك يخرجك من الإيمان فأين الحلول الرياضية.
الإيمان لايطلب العقل ولا المنطق ولا الرياضيات كما الإيمان لايستند لحجة أو إثبات بل التمرير فقط.


3 - الجواب ليس هو التحليل
ابو محمد ( 2018 / 7 / 2 - 19:15 )
انصحك يا صديقي اذن ان لا تكتب عن الايمان بتعريفه الخاطيء لانك ستكتب بدون هدف او غاية ويمكن ان تستمر طول الدهر ولن تستفيد او تفيد
قال تعالى لو اراد لامن الناس جميعا فلو كانت قهرا كان ما احتاج الامر لكل هذه الجدلية التاريخية
يقول ربنا العظيم
يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ
بعد انتهاء وقت الامتحان وانت مسلم ورقة بيضاء فلن تستفيد من تقديم الامتحان لانك سترى شيء مش عايز تشغيل عقل فانت امام حقيقة علاقتك معها بالنظر والسمع فقط
مثل اليهود لما عاندوا الانبياء ورفضوا الحلول الفكرية والدماغية نتق فيهم الجبل مرة ومرة اخرى جعله عليهم ظلة فوق رؤوسهم لاثارة التصديق الاجباري نتاج وقاحتهم
بالعصاية يعني
ولاني عرفت نقطة الضعف في المعنى عند البسطاء طرحتها لانه من الظلم التفكير ومحاولة الاستنتاج بفرضيات خاطئة لاسباب اهمها الجهل
الايمان ليس هو التصديق بينما هو الوسيلة للتصديق
وكما ذكرت بالتعليق الاول فان الكفر وسيلة لستر الادلة و هو ليس عكس الايمان بل وسيلة للتغطية عليه وعدم بلوغ حالة التصديق
الجواب ليس حالة عندية بل نتاج حل


4 - الايمان
ابو محمد ( 2018 / 7 / 2 - 19:47 )
خذ مثال عن استعمالات كلمة الايمان
“الجوهري”: السيسي يؤمن بسياسة التغيير المستمر لاستكمال مسيرة التطوير
أغلب علماء هذا العصر ملحدون لأنهم لا يؤمنون سوى بالمنهج العلمي
إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب «يؤمن بتغير المناخ».
هذه من افتتاحيات صحف عالمية كبرى لاستنتاج معنى الكلمة وننتهي من الجزئية هذه
والخلاصة فمن يؤمن علميا يعتمد على دلالات وعلامات تلك التي تسمى ايات كونية مثل شروق الشمس وغروبها يوميا ودقة الحركة المنظبطة في واحياء الارض بعد موتها وتعاقب الفصول دوريا مع منتجاتها وتجديد الاوكسجين وغيرها من ايات لا يقبل العقل والمنطق انها نتاج عشوائية
او ملايين الصدف لتنتج قضيبا يلقح انثى نوعه فتعيد انتاجه وهكذا
فالعقل يرجح ان خلف العملية فاعل
وغيرها من دلالات منسجمة تؤدي الى مالك لهذا الكون لم ينافسه او يدعيه لنفسه غيره
سطور وسطور من الدالات الرياضية المتوافقه انه اله واحد ولم نهمل خلالها اي تناقض لتمرير حل على المزاج
تقول انك في الخطوات السليمة نحو الحل ولما لم يظهر فيها عيب او خلل تصدق اي تظن ظنا لا ينال منه اي شك
فهذا هو الايمان الذي لا يصبح يقينا حتى الموت ليتحول الايمان يقينا او وهما


5 - كبرت كلمة تخرج من افواههم
ابو محمد ( 2018 / 7 / 2 - 22:53 )
فعلينا أن نؤمن بوجوده حتى لا نتعرض لخسائر كبيرة
حيلة باسكال وتحفظي اذا كانت الترجمة غير دقيقة
فلا يوجد اي شخص علمي او جلس اضعف الايمان مع متعلمين يمكن ان يستخدم عبارة
عليك ان تؤمن او عليك ان تعتقد
فتلك الكلمات لا يتبعان فعل امر منطقيا ولا يجوز ادراجهما في نص عالي وراقي المستوى
يقال عليك ان تذعن بالقوة او تتبع قهرا اما عليك ان تعتقد لا تجوز
فتلك تتبع لي وحدي
سامي صدقني من متابعتي للعديد من الثقافات وجدت من الملاحظة ان سوء استخدام التعبيرات سبب رئيسي للجنوح والجهل
تعلم اكثر مني بان اكثر من 5 مليار شخص لا تخلو بيوتهم من صليب وعليه رمزية مسيح مصلوب
وبنفس الوقت هم الممول والداعم ومتبني المشروع الصهيوني الاحتلالي الاستعماري
والسبب لم يسال احدهم هذا الرجل ليه النقمة عليه دون سواه في حينه ولم ينبري لحمايته احد في حينه
وبعد غيابه احبوه الناس وعملوه الها
انت شوف اثر التعبيرات غير الواضحة عملت ايه عند البشر
ناس عملوه ولا زالوا نتاج زنى قصت السنتهم
وناس عملوه رب بدون تكليفات فقط اوصى بالمحبة دي سهلة مقدور عليها


6 - الإيمان لا ينتشر إلا من خلال قهر عنيف أو قهر ناعم
سامى لبيب ( 2018 / 7 / 2 - 23:03 )
أبو محمد
أظن أننا نتكلم عن الإيمان الغيبى لتكون مداخلتى صحيحة,فالإيمان حالة تصديق وتسليم لفرضيات وظنون ورؤى أحدهم فلا دخل للعقل والمنطق والعلم والرياضيات فى الإثبات.
أنت ذكى لتجر الكلام فى معنى الإيمان بصفة عامة كإيمان العالم بالمنهج العلمى أو بنظرية ما وإيمان السياسى بإستراتيجية ما وهكذا ولكننا نتكلم عن الإيمان الغيبى فلا تخلط الأوارق,فهناك فرق كبير بين الإيمان العلمى والإيمان الغيبى بالرغم اننى لست من انصار تعبير الإيمان العلمى,ولكن العالم لديه أدواته الثبوتية وتجاربه ومعادلاته حتى يقول انه يؤمن بنظرية معينة ولعلمك العلم يقوم على الشك ومنه يتطور ويقدم منجزاته أما الإيمان الغيبى فلا يمتلك اى دليل أو حجةثبوتية ويقوم على السرد والنقل والتصديق بدون دلائل فهل تستطيع بالرياضيات والعلم أن تثبت الجن والعفاريت والبعث والخلود والجنه والنار ألخ!
تنفى القهر فى الإيمان وهذه رؤية رومانسية فالقهر يمكن ان يكون بحد السيف كإنتشار الإسلام فى العراق والشام ومصر وشمال افريقيا وإنتشار المسيحية على يد قسطنطين فى اوربا أو قهر ناعم من خلال انتماء وهوية كما أشرت أو قبيلةوميدياوثقافة تسود.
المقال ثرى بالأفكار


7 - الاب الراعي
ابو محمد ( 2018 / 7 / 3 - 00:04 )
الأب الراعى الحامى .
المجتمعات الديمقراطية قاطبة اعتمدت في فلسفة ادارتها على الاب الحامي وصارت حقيقة عملية وليست رومانسية
فالمجتمع اعتبروه عائلة واحدجة والكل لازم يتعشى ان كان حظ التقاط رزقه حسنا ام سيء
لتصل معونة الدولة لما يساوي الحد الادنى للاجور علاوة على التامين الاجتماعي
عقدة الخوف هذه زالت الا في المجتمعات القابعة في ظل الاحتلال الامبريالي مباشرة ام بالوكالة
وفي هذه الجزئية هل اتخذت عهدا مع الشمس ان تشرق غدا
فتنام ليلك مطمئنا؟
او عندك ضمانات الا يخرج البحر فوق منسوبه كم متر فتغرق ثلثي البشرية
كملحد ستقول توفرت ملايين الصدف لتكون حياة على الارض
وصدفة واحدة تكفي للابادة فهل تتوقف الصدف مثلا؟
فهي في مبادئكم مستمرة لحظيا
الا اذا قلت لي ان صدفة طرات لتتوقف الصدف وصار عندنا نظام بدلا من العشوائية وانتفى من حينها مبدا الصدف؟؟؟
هذا هو الحشيش الحقيقي وتوهان الدماغ
وما في داعي للدراسات والاحصائيات فصدفة واحدة قد تذهب كل عناء البشرية بالنظام
ايه السكينة هذه في النظام المنفلت هذا دون الراعي والحفيظ
الايمان لا يكون الا بالغيب فلو كان لحاضر لعقلناه عيانا ولسنا بحاجة للترجيح
لنتوقع الصح؟


8 - الايمان هو بالغيب
ابو محمد ( 2018 / 7 / 3 - 00:47 )
سامي نعم الايمان يكون فقط بالغيب واما الحاضر لا يحتاج ايمان او ما اسميه (الرقاص الترجيحي
فهو امامك تدركه بحواسك اما ان تؤكده او تنفيه
والغيب يكون في ماضي لم نشهده ولم يترك اثارا كافية لقص حقيقته
او مستقبلا موعودا لا نملك ادواته او رزنامته
او مكانا حاضرا ونجهبل احداثياته
في تلك الحالات الانسان لا يستسلم بل يشغل نظام الترجيح المنطقي والمحاكاة عن بعد مستندا على المعطيات المحيطة والسابقة لتشخيص الحدث واي حدث

والذي يتلاعب بالغيب هو الكافر والملحد فيقول عبر 4 مليار سنة يعتقد انه حدثت طفرة كذا وكذا والجماعة الاخوة او الرفاق الديناصورات رايحين على عرس النسر الذهبي
فالغيب هو ما لم تشهده ولو شهدته لوصفته بقوانينه
فامامك حلين لا ثالث لها اما ترجيح ما اتاك من بيان بناء على دلالة منطقية
واما النفي والبديل المنطقي مش المسخرة حسب هجص دارون بتاع القرود


9 - عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع والنفاق
ابو محمد ( 2018 / 7 / 3 - 01:03 )
نعم استاذ سامي ممكن ان يسلم البعض او يتنصر بالقوة
اما ان بعتقد بالقوة فلا
لان القوة تاتي لقلب القناعة وهذا بحد ذاته يكشف عن لا قناعة فلا اعتقاد
وهذا سلاح وملجا الضعيف واخرج سلوكيا طوابير من المنافقين في شتى المباديء
سعيا وابتغاء لتحقيق مصلحة او خوف
وتلك افة سلوكية كاني بها لا حل لها مهما اختلفت الانظمة الادارية وفي كافة المجتمعات مع وجود تفاوت يعتمد على سقف الحريات والاستقلالية الفردية عن المصالح
واقترح عليك اضافتها الى شعارك من اجل التخلص نهائيا من النفاق
عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع والنفاق


10 - الرب الراعى الحامى فكرةرومانسيةفنتازية ولكن مقبولة
سامى لبيب ( 2018 / 7 / 3 - 11:54 )
الأخ أبو محمد
مازالت تداعيات فكرة الإيمان الغيبى تشغلك فلا تتصور إعتقاد بالقوة بالرغم إقرارك بنفس رؤيتى بأن الإنسان يمكن أن يسلم أو يتنصر بالقوة.
أتأمل حال الإنسانية لأجد أن مسلم متطرف هو منحدر من عائلة قبطية قديمة إنتسبت للإسلام تحت ضغط الجزية فلم يكن هناك حماس للإسلام فى البدء ثم مع الهوية الجديدةوالإعلام والميديا والثقافة صار الأحفاد متحمسون للإسلام!
تقول:(يكون في ماضي لم نشهده ولم يترك اثارا كافية لقص حقيقته أو مستقبلا موعودا لا نملك ادواته او رزنامته)هذا كلام صحيح فأين الادلة الرياضية وكيف يعلن المؤمن عن ثقته ويقينه فى الغيب وماأدراك مامعنى يقين.
جنحت لنقد الإلحاد متخذا من مقولة الصدفة مدخلا فماهو تعريف وماهية الصدفة فى رؤيتك حتى نبنى جدل؟!
تكلمت عن الأب الراعى الحامى لتعتبرها منهجية المجتمعات الغربيةالديمقراطيةوفى الحقيقة هى رؤية فى الفكر المسيحى تم غرزها وتأصيلها فلا يكون الرب هو السيد والمنتقم والقاسى كما فى الإرث التوراتى ليصير أبا حنونا راعيا محتضنا وأتصور هذه الرؤيةالرومانسية هى سبيل المسيحية للإنتشار والتبشير ولتحتذيه الدول الغربية فى نهجها.
أنتظر المزيد فبالمقال نقاط ثرية


11 - كيف يؤمنون؟
ابو محمد ( 2018 / 7 / 3 - 13:27 )
ذهبنا للصين فقالوا ان هناك قطعة بلاستيك تخزن اي معلومة وتسترجعها متى شئت وهي الى حد ما تعمل مثل ذاكرة الانسان وهي من تصميم مستر يونغ
لنرى
فعلا تحفظ وتعيد المعلومة مجرد وضعتها في حاسوب فيه برنامج ادارة يتعرف على الفلاش ميموري واصدرت ارادتك بامر لفتح الملفات
ونحن كذلك
اتانا مسن كبير وقال هذه القطع لا صناعة ولا حاجة بل يجمعوها من مجرى النهر
وعلى الغلاف رسم يوضح منحنى العمل والذاكرة الفيزيائية
لو كنت معنا فما كنت انت فاعلا
تذهب للنهر تصيد ذواكر
ام تود مقابلة يونغ لننعلم بعضا مما عنده؟ وتشكره على مجهوده بعد ان تدفع له
طيب يا حبيبي يا سامي عايزني اسيب المعلم المربي الصانع واذهب للاودية لعلي اجد حجرا يتكلم
او اتبع رجل مثلي خطاء ومن خطاه يتعلم ليقولوا لي خذ عنه فانه ملهم من خلطة اكسترا؟
لو روحنا الوادي نبحث على ذواكر لقالوا الجماعة تجننوا لما سابوا يونج
وهنا عاوزينا نسيب الرب المعلم ونلحق اناسي ما ان ينتهي من كتابة اسلوب الادارة المقترح بتاعه الا طالع واحد بعده ويقول ما عندي احدث وازبط
تلك ظاهرة صحية في الاختراعات
ولكن في الادارة البشرية بحاجة لبرنامج موحد يضعه اللي خلق ورزق الناس بعدالة


12 - ليس مصدر كل النيران من عود كبريت
سامى لبيب ( 2018 / 7 / 3 - 18:09 )
الأخ أبومحمد
أراك فى مداخلتك الأخيرة تخوض فى الصدفة بمثال بالرغم أننى كنت أريد تعريف وماهية أولا.
حسنا سأتناول الموضوع فلسفيا فأنت وقعت فى خطأين الأول إنسابك أى مشهد لفاعل عاقل,والمنطق يقول ليس مصدر كل النيران عود كبريت كما أن ملايين المشاهد لطبيعية هى نتيجة تفاعلات مادية ولايوجد فاعل عاقل ورائها!
الخطأ الثانى هو إله الفراغات المعرفية فأنت لاتعرف سر مشهد طبيعى أمامك..إذن الله هوالصانع ,وبالطبع ثبت فشل هذا المنطق بعد إدراكنا الكثير من الغموض والألغاز.
كتبت كثيرا فى موضوع الصدفة والنظام ويبدو اننى سأكتب لاحقا فى هذا الموضوع أيضا نظرا للمفاهيم المغلوطة ومحاولة شخصنت الطبيعة.
الصدفة تعنى إنعدام الغاية والترتيب والخطة ولو تأملنا اى مشهد طبيعى سنلحظ عفويته وأنه نتاج واقع مادى موضوعى,فالذرات لم يتم ترتيبها والجزيئات لم تجمع بقصد ,كذا أى مشهد طبيعى نراه جميل هو نتاج عفوية الألوان لتكون المشكلة فى أننا نعطى معنى وتفسير للطبيعة بعد المشهد أى نسقط إنطباعاتنا على الأشياء لتتخلق المشكلة فى إنفصال وعينا بعد ذلك لنتصور أن للأشياء قيمة ومعنى وغاية بالرغم أنه إستنتاجنا الأول.
هذا موضوع طويل ثرى وعميق.


13 - تثبت ان الجهل والغموض ينتج الله والجن والعفاريت
سامى لبيب ( 2018 / 7 / 5 - 13:36 )
الأخ سعيد من الجزائر
مداخلتك فى الفيس بوك تثبت بجلاء ان الجهل والغموض ينتج الجن والعفاريت والإله فكل جهل يعترينا ونعجز عن فك غموضه فيكون الجن والعفاريت هو السبب!
تقول:(هذه الاحداث تتحدي القوانين الفيزيائية والعلمية وتتطابق كليا مع وجهة نظر الدينية الصحيحة) لتقدم مجموعة فيديوهات عن الغموض .
هذا هو نهجكم القاصر العاجز وهو سبيلكم للإحتفاظ بالخرافات فلن يكون العجز عن فهم الأسباب الفيزيائية سبيلا لبقاء الخرافات والخزعبلات فقد إنتهى هذا العصر والنهج وإندثر أمام تطور الإنسان والعلم ففى الماضى كانت فكرة الله والجن والعفاريت حاضرة قافزة عند أى غموض وجهل وعندما إكتشف العلم الأسباب تلاشت المربعات التى كان يقف فيها الله.
لا أفهم ولا أقبل أن يتم طرح فكرة الجن والعفاريت والإله إلا إذا أثبت وجودهم أولا يسبقها التعريف بماهيتهم ليضاف إثبات فعلهم وحراكهم وفيما عدا ذلك فهو الهراء .
تحياتى


14 - بعد التحية
موسى ( 2018 / 7 / 5 - 20:31 )
لماذا لاتخرج مقالاتك الى النور

او تكتب بطريقة علمانية حلزونية فى احدى الصحف المشهورة وشكرا


15 - لاأتصور صحيفةتتحمل كتاباتى,الحوار المتمدن يستوعبنى
سامى لبيب ( 2018 / 7 / 6 - 14:42 )
تحياتى أخ موسى وممنون لحضورك وتقديرك.
تقول:( لماذا لاتخرج مقالاتك الى النور او تكتب بطريقة علمانية حلزونية فى احدى الصحف المشهورة وشكرا )
بداية شكرا لهذا التقدير ولكنى لا اتصور أن هناك صحيفة تتحمل كتاباتى فمازالت هناك دوائر حمراء تمنع الكاتب عن النقد فى اللحم والعظم حتى لو جاء النقد بشكل ناعم حلزونى كما تقول فلا يوجد أحد يستطيع إخفاء ذقنه فما بالك بترصد أصحاب الدقون.
الحوار المتمدن يتحمل ويستوعب كتاباتى لذا أحرص على الكتابة فيه كما أنه يحقق لى شهرة كبيرة فلا يقل قراء مقالاتى عن 15 ألف ويزيد فى كل مقال وهذا لا يمنع أن أطلب المزيد من الحضور والإنتشار , ولكن دلنى على أى صحيفة يمكنها تحمل كتابات تنقد فكرة الإله والأديان .
خالص مودتى .


16 - نصائح تحتاج للصدق
الياس صادق ( 2018 / 7 / 6 - 16:50 )
المسيحي المتعصب . قد يكون شماساً سابقاً , له اكثر من وجه . ولا يفهمه الا من عرفه تمام المعرفة . وعندما يشحع المتعصب المسيحي كاتباً ملحداً , يبدو كما لو كان شريكاً له في الفكر ! وهو ليس كذلك ! .. ربما لا يتخيل أخونا الكاتب وجود تلك النوعية من الناس , وربما صادفه مثل ذاك النموذج
نصلي لأجل ذي الوجوه المتعددة حتي يعيش بوجه واحد
وتحية للأخ الكاتب . ولو اختلفنا معه . لكونه انسان صادق مع نفسه ومع الآخرين


17 - الحوار الإسلامى المسيحى يتسم بعصبية وكراهية وغباء
سامى لبيب ( 2018 / 7 / 6 - 20:50 )
اهلا أخ إلياس صادق على صفحتى
تشخيصك وتحليلك صحيح لتوجهات المسيحى والمسلم تجاه نقد الأديان فمن خبرتى فى نقد الأديان أستغرب من حجم الكراهية والعداء الإسلامى المسيحى ,فالمسيحى يحتفى بكتابات الملحد واللادينى عند نقده للإسلام كذلك المسلم يحتفى بكتابات الملحد عند نقده للمسيحية كذا يمكن لكلا الطرفين تقبل وتحمل نقد الملحد واللادينى لمعتقداته إلى حد ما بدون تشنج ولكن لو بادر المسيحى لنقد الإسلام والمسلم لنقد المسيحية فحدة التشنج والعصبية ترتفع!!
سبب إستغرابى أن كلا المسلم والمسيحى على أرضية واحدة إيمانية وهى الإيمان بوجود إله بغض النظر عن رؤية هذا الإله بينما الملحد نسف هذا تماما فمن الطبيعى ان يتحد المسلم والمسيحى ضد الملحد واللادينى كصراع رئيسى جوهرى اكثر من عصبية الحوار بينهما.
أتذكر شئ يبين مدى غباء هذا الصراع فبالرغم ان كتاباتى وتوجهاتى واضحة للجميع وجدت واحد كاتب غبى يدعى طلعت خيرى يصفنى اننى ملحد يسوعى!!
هناك كثير من المسلمين تحت يافطة المؤامرة يرددون بغباء كلام الشيوخ عن التحالف الصليبى اليهودى العلمانى الماسونى!
يبقى امامنا أميال من التحضر حتى نقيم نقد موضوعى خال من العصبية .


18 - سامي لبيب
نصير الاديب العلي ( 2018 / 7 / 6 - 21:52 )
سامي لبيب

لا اعتقد أن المسيحي يتعرض للمسلم وانت غير قادر على إثبات ذلك وانما المسيحي يرد ومن كتابهم ، يرد على تعرضات المسلمين وتحديدا السلفين والوهابية المتشددين وليس عامة المسلمين
لم حصل في التاريخ وتاريخ اغتصاب ارض المسيحين أن حصل واعتدى المسيحي وانما في جميع الحالات كان يرد بعد تحرشات وتهديدات واغتصاب واخرها وليس اخيرها أفعال المسلمين الدواعش الذين يمثلون الاسلام الصحيح
هل نسيت يا لبيب ما حصل وما يحصل المسيحين في العراق وسوريا ومسيحي مصر
هل نسيت إرهاب الدولة العثمانية التركية
ام نسيت قتل بنو فريضة اليهود وتسليب المسيحين في الجزيرة


19 - من الأقرب لك فكريا وليس انسانيا الملحد أم المسلم
سامى لبيب ( 2018 / 7 / 7 - 13:26 )
الأخ نصير الاديب العلي
فى مداخلتك أوضحت حضرتك بدون عمد سبب التشاحن الإسلامى المسيحى وقد وصلت لما أثرته من زمن.
شوف ياأخى هناك إرث هائل للإضطهاد الإسلامى للمسيحية والمسيحيين ليس من عصر داعش فحسب بل بدأ من بداية الحضور الإسلامى والجزية وإعدام المواطنه والحقوق للمسيحى ليوضع فى مستوى اقل من الدرجة الثانية وعندما تخلصت المنطقة من الخلافة الإسلامية ظل الإضطهاد والإساءة فى الوظائف والمدارس وبناء الكنائس والتحقير الدائم للمسيحية على يد شيوخ المنابر بل تم التحريض ضد المسيحيين والدعوة لكراهيتهم ونبذهم وعدم التعامل معهم.
كل هذا أسس لغضب وكراهية لدى المسيحيين تجاه الإسلام ولكنه غضب مكتوم وجد طريقه للحضور والإعلان مع عصر الإنترنت والستالايت فأنطلق النقد للإسلام بلا حرج ولاخوف وليتزعم هذا القمص زكريا بطرس والذى عانى من القمع الإسلامى بذبح أخيه وأتصور لولا هذا ما كان نجم فى نقد الإسلام.
الإضطهاد هو الذى دفع المسيحى لنقد الإسلام بعد أن اتاح النت فرصة ذلك ولكن موضع توقفى هو سؤال أيهما أقرب لك فكريا وليس إنسانيا هل هو الملحد أم المسلم فالإجابة تكون المسلم فهو يؤمن بإله ويقدر المسيح والعذراء..أليس كذلك

اخر الافلام

.. تقارير تتوقع استمرار العلاقة بين القاعدة والحوثيين على النهج


.. الكشف عن نقطة خلاف أساسية بين خطاب بايدن والمقترح الإسرائيلي




.. إيران.. الرئيس الأسبق أحمدي نجاد يُقدّم ملف ترشحه للانتخابات


.. إدانة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب توحد صف الجمهوريين




.. الصور الأولى لاندلاع النيران في هضبة #الجولان نتيجة انفجار ص