الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مأساة إبليس والذهنية الإسلامية الخنوعة

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2018 / 7 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يقول الأستاذ والصديق؛ صالح بوظان في بوست له بعنوان: "آراء – 5" ما يلي؛ "يسعى إبراهيم (خليل الله) لارتكاب أفظع جريمة في تاريخ البشرية وابليس يسعى لمنعه" ويضيف معللاً؛ "قال ابراهيم لابنه حين أمره الله بذبحه: يا بني خذ الحبل والمِديَنة (السكين) وانطلق بنا إلى هذا الشِعب لنحتطب لأهلك. فلما توجه، اعترضه ابليس ليصده عن ذلك (يمنعه من ذبح ابنه). فقال ابراهيم لإبليس: إليك عني يا عدو الله، والله لأمضينَّ بأمر الله. اعترض ابليس اسماعيل، فأعلمه ما يريد ابراهيم يصنع به. فقال سمعاً لأمر ربي وطاعة. فذهب إلى هاجر أم اسماعيل فأعلمها أن ابراهيم يريد ذبح ابنها. فقالت إن كان ربه أمره بذلك فتسليماً لأمره.(المصدر: الكامل في التاريخ لابن الأثير الجزء الثاني)" وهنا يستنتج الأستاذ بوظان ويصل لتلك القناعة بحيث يقول: "لقد كذب ابراهيم على ابنه، وأخذه إلى البرية بالخديعة. ثم خدع هاجر ولم يقل لها أنه يريد ذبح ابنهما؟ لكن ابليس هو الذي قال الحقيقة، وأراد أن يمنع وقوع هذه الجريمة الشنيعة".

طبعاً نوافقه على قضية كذب وصدقية كل من "إبراهيم" و"إبليس" حيث نجد بأن جد الأنبياء الذي يجب أن يكون الصديق في كل أفعاله وأقواله كاذباً على كل من الزوجة "سارة أو هاجر" والإبن "إسحاق أو إسماعيل" بحسب الرواية التوراتية أو القرآنية، بينما نرى بالمقابل بأن الإبليس هو الصادق في هذه الحكاية التوراتية/القرآنية، لكن بقناعتي إن القضية الأهم في هذه المأساة؛ "مأساة إبليس" كما وصفها ووقف عليها الراحل الأستاذ صادق جلال العظم في كتاب له بنفس العنوان، ألا وهو التأكيد على قضية جوهرية في الذهنية الإسلامية ونعني بها فكرة الطاعة حيث إن أي تمرد هو فعل سلبي شيطاني مرفوض .. وبالتالي هو تكريس لواقع الخنوع والعبودية في الذهنية والثقافة الإسلامية حيث الخضوع المطلق لمشيئة الرب وتماهياً معها الخضوع لسلطة ولي الأمر أو ولي الفقيه، إن كان ذاك الولي أباً أم رئيس حكومة ودولة أم شيخاً للطريقة أو للحزب أو حتى رئيس المخفر في قرية كردية على حدود هوامش الجغرافية الوطنية.

وهكذا فقد استثمرت كل السلطات السياسية الدينية في مرحلة الخلفاء والسلاطين ومؤخراً الحكومات المستبدة القومية أو الدينية، هذه الظاهرة أو لنقل الوعي الثقافي المتجذر في ثقافات المجتمعات الإسلامية بحيث بات أي خروج على السلطان والجماعة هي نوع من الكفر حيث هناك إجماع بأن "لا يجوز الخروج على أئمة الظلم والجور بالسيف ما لم يصل بهم ظلمهم وجورهم إلى الكفر البواح، أو ترك الصلاة والدعوة إليها، أو قيادة الأمة بغير كتاب الله تعالى" وبكل تأكيد لن يأتي أي زعيم وسلطان أو حاكم في المجتمعات الإسلامية ليطالب بتلك التي تم ذكرها لتكون سبباً لخروجهم عليه، بل حتى وإن فعلها فسيأتي من يبرر له بأحاديث وآيات من خلال الاجتهاد والتفسير .. وهكذا تم تكريس واقع الاستبداد في المجتمعات الإسلامية عموماً وعلى رأسها العربية حيث أفرزت واقع هذه المجتمعات _وما زالت_ أعتى المستبدين والديكتاتوريات ورغم ذلك بقيت تلك الشعوب راضخة خانعة خاضعة لتلك السياسات والمظالم البشعة حيث هناك العلة في الجذر الثقافي لهذه الشعوب التي خضعت بفعل "قداسة النص الديني" وللأسف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - القرآن صحح ما هو فاسد وكاذب فى الكتاب المقدس
وليد عطعوط ( 2018 / 7 / 4 - 20:43 )
القصة الاسلامية لم يكن بها كذب ولا خديعة استاذ بير
ابراهيم عليه السلام اعلم ابنه وقال له يا بنى انى ارى فى المنام انى اذبحك فانظر ماذا ترى قال يا ابتى افعل ما تؤمر
اين الكذب هنا
اما عن هاجر فلم يخبرها ابراهيم بذبح ابنه لان الامر كان له والابتلاء كان له
اما عن ابليس فهو ما كان يريد نجاح ابراهيم فى الاختبار لانه عدو لله ولابراهيم
وقصة الكتاب المقدس قصة فاسدة وليست صحيحة فالكتاب تم تحريفه وواضح وضوح الشمس من تاريخ وسن اسحق بمقارنة سن اسماعيل وقتها


2 - وليد عطعوط
نصير الاديب العلي ( 2018 / 7 / 4 - 22:03 )
اذا مؤلف الكتاب كاذبا فهل قصصه صحيحة? السيد المسيح قال سيأتي من بعدي انبياء كذبة ومن ثمارهم تعرفونهم
الاسلام دين الوهم والقصص الخيالية


3 - استاذ نصير
وليد عطعوط ( 2018 / 7 / 4 - 23:11 )
ان كان المسيح عليه السلام قال هذا فهو محق لان الانبياء الذين جاؤوا بعده وهذا عندكم انتم فهؤلاء هم من يقصدهم السيد المسيح ام محمد صلى الله عليه وسلم فهو خاتم الانبياء والمرسلين بحق كتاب ربنا
وهو لم يكذب قط
بديل انه اتى بالصدق بقصة مريم وابنها وبرأها مما اتهمتموها به فلا فرق بينكم وبين خراف بنى اسرائيل الذين كفروا وكتابكم واحد
اما عندكم فبولس اعترف انه كاذب واعتقد انكم الان تتبعون بولس وتعاليمة وليس تعاليم المسيح عليه السلام اذن انتم تتبعون كل كذاب اشر
قال عن نفسه
رومية 3عدد 7: فانه ان كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده فلماذا أدان انا بعد كخاطئ

وحتى تعلم ان ما نقوله الحق هو انكم ما تركتم من نبى ولا رسول الا وكذبتموه واتهمتموه بابشع الجرائم من قتل وزنى وزنى محارم واغتصاب وشرب خمور الخ

وجاء الخاتم الامين وصحح كل هذا فالله اختار واصطفى الانبياء فى كتابنا ولكن كتابكم اساء اليهم بانهم فعلوا مالم يفعله اى انسان عادى


4 - رد وتوضيح
بير رستم ( 2018 / 7 / 5 - 12:59 )
يبدو أن الكثير ذهب بإتجاه آخر تماماً وذلك في قصة الكذب حيث ذاك ليس موضوع المقالة، بل هي قراءة لصديق للحكاية وإن المقالة وقفت على قضية أخرى تماماً وهي قضية التمرد والطاعة أو الخضوع في الثقافة الشرقية ومنها الإسلامية طبعاً ورغم ذلك ففي جزء من قصة الكذب هي موجودة وهي إخفاء الأمر عن الزوجة وفي الحكايتين القرآنية وقبلها التوراتية.


5 - الرد على نصير
الجندي ( 2018 / 7 / 6 - 22:15 )
ولكن قصة ابراهيم الموجودة في الأعلى مذكورة بطريقة أسوأ في الكتاب المقدس
2 ولماذا قصص القران خيالية في حين مجد في الكتاب المقدس
تنانين
وزومبي
ووحوش أسطورية
3 وهل تنفي ان المسيح كذب عندما أراد طلوع الجبل
4 وماذا نفعل بأية وان ازداد مجد الرب بمطلب فلماذا الام بعد كخاطئ
5 ولماذا لا يكون بوليس من الأنبياء الكذبة
6 وما هي ثمار ابراهيم التوراتي غير تعليم شعبه الدياثة

اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تمنع أطفالا من الدخول إلى المسجد الأقصى


.. رئاسيات إيران 2024 | مسعود بزشكيان رئيساً للجمهورية الإسلامي




.. 164-An-Nisa


.. العراقيّ يتبغدد حين يكون بابلياً .. ويكون جبّاراً حين يصبح آ




.. بالحبر الجديد | مسعود بزشكيان رئيساً للجمهورية الإسلامية الإ