الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإخوان وجريمتهم في حق مصر

فرانسوا باسيلي

2018 / 7 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بجانب أنها منظمة سرية لا يعرف بعضها بعضاً وبالتالي لا يصح أن يسمح لها أي نظام بالتواجد، فأن الجرم الأساسي لجماعة الإخوان هي أنها كانت دائماً تريد أن تغير من هوية مصر الأساسية، فمصر كانت علي مصر تاريخها الطويل مجتمعاً متديناً في إعتدال وقبول مدهش للآخر، بينما كانت الدولة دائماً مدنية، لها صفات الدولة القوية التي تحكم بالقانون وليس بالنص المقدس، وكان المصري البسيط إنساناً متقبلاً للأنسان الآخر، حتي الأجنبي غير المصري، بغض النظر عن دينه، بدرجة لم تعرفها أوروبا نفسها، التي قامت باضطهاد اليهود بشكل بشع بناء علي تهمة صلبهم للمسيح، ثم قام الصراع بين الكاثوليك والبروتستانت بعد الإنشقاق البروستنتي،



أما مصر القديمة والحديثة علي السواء فكانت الدولة فيها أقرب ما تكون للدولة المدنية وليس الدينية، حتي لو إستخدم أحد الولاة ألدين كمطية لتحقيق اغراض سياسية، فكانت طبيعة الدولة مدنية وكان لغير المسلمين من المسيحيين واليهود أمكنة ووظائف في الدولة وفي السياسة، حتي لو منعوا من بعض المناصب، وظل المجتمع المصري متديناً تديناً فطرياً غير منغلق ولا متفذلك ولا متشدد، وأكبر دليل هو ذلك القول المنفتح المدهش الذي كنت تسمعه في الشارع من أفواه الحواه وعارضي السيرك والباعة، وهو قولهم "موسي نبي، عيسي نبي، ومحمد نبي، وكل من له نبي يصلي عليه"، لن تجد مثل هذا القول في أووربا الكاثوليكية في العصور الوسطي، ولا في آسيا ولا أي مكان آخر إذ كان الإضطهاد الديني هو سمة هذه العصور في مجتمعات العالم كله، واليهود الذين كانوا منبوذين في أووربا كانوا يملكون الشركات في مصر في القرنين الأخيرين حتي حدثت مأساة فلسطين فتغير الوضع، ليس لأن طبيعة المصري تغيرت، ولكن لأن السياسة العالمية تسببت في إضطهاد شعب كامل هو الشعب الفلسطيني لكي تغسل أوروبا يديها من لوثة الاضهاد الديني الذي مارسته ضد اليهود.



بغض النظر عن هذا كله، فالنقطة الأساسية هنا هي أن الاخوان أرادوا تغيير هوية مصر وطبيعة المصريين لكي يصبحوا أكثر تشدداً وتزمتاً ودروشة دينية، وفعلاً اصابوا قدراً كبيراً من النجاح في هذا للأسف بنجاحهم في بيع فكرة حجاب المرأة بادعاء أنه الذي الشرعي لأغلبية المسلمين المصريين، في تخاذل مهين من قبل الدولة المصرية في عهد مبارك، فلم يكن الحجاب قد دخل مصر حتي إغتيال السادات.



جريمة الإخوان الأساسية إذن هي محاولتهم تغيير الطبيعة المصرية الجميلة المحبة للآخر وللحياة وللمرح والضحك والفنون إلي طبيعة أخري متجهمة - هل تذكر كيف كانوا يحرمون علي المرأة الضحك؟ - وقد خدع بهم المصريون بعض الوقت ثم اكتشفوا بطبيعة المصري الذكية السليمة مدي خواء وخيبة الفكر الاخوني ومدي إبتعاد سلوكهم عن التقوي المزعومة، فهب المصريون ضد مرسي وجماعته في 30 يونية في موجة ثانية لثورة 25 يناير التاريخية الهائلة، تصحيحاً لمسارها الذي أراد الإخوان سرقته، وأطاحوا بمرسي وعصابته السرية، بتأييد من الجيش الذي ما كان سيمكنه الإطاحة بمرسي بدون الخروج الشعبي الهائل.



تحية لشعب مصر الذي أدرك بسرعة مدهشة خطر الإخوان بعد سنة واحدة من حكمهم البائس، لأنهم كانوا يريدون تغيير هوية مصر التاريخية وطبيعة المصريين الأصيلة الأصلية، وهو ما لا تغفره مصر ولا يغفره المصريون لأحد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!


.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي




.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال




.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر