الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤشرات الكآبة العامة..

عمر عبد الكاظم حسن

2018 / 7 / 7
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



يجيد العراقيين بشكل مقلق للغاية وأحيانا بشكل محير صناعة الانيين والشكوى والتذمر التي تؤدي حتما إلى مرض الكآبة الاجتماعية حتى أن العلوم النفسية والعلوم الاجتماعية تقف عاجزة بجميع نظرياتها أمام تفسير هذه الظاهرة التي أصبحت طاعون ينتشر بشكل أفقي وعامودي بين جميع الطبقات والشرائح الاجتماعية.

فبمجرد أن تبدأ يومك صباحا استعدادا لمعركة الحياة حتى آلخلود الى النوم تصادف أشكال والوان من الناس ابتداءا من العالم الافتراضي الأزرق وباقي مواقع التواصل الاجتماعي و انتهاءا بالعالم الحقيقي المعاش تجد كم هائل من الشكاوى والانيين تثيرها افواه مليئة بالسلبية تطلق كلاما شفاهيا على عواهنه اوكلاما مكتوبا في مواقع التواصل مليئ باليأس.

تحيل هذه السلبية الفجة الحياة إلى جحيم مطلق لان الانسان بوصفه كائنا اجتماعيا يؤثر ويتأثر بالمحيط الاجتماعي سلبا كان ام ايجابا فاذا كان المحيط الاجتماعي يعنى بصناعة الفرح والأمل حتما تجداناس مرحين فرحين مستبشرين خيرا اما اذا كان المحيط الاجتماعي سلبي ستجد حتما أناس مكفهره وجوههم لايجيدون غير صناعة الطاقة السلبية .

نعم كان للتاريخ واساطيره ضلالا عظيمة في صناعةالشخصية العراقية فالعراقيين منذ ان نزلت الهة النمو والخصب (عشتار )الى العالم السفلي لطمو الخدود وشقوا الجيوب مرورا بفاجعة الإمام الحسين( ع) التي اكسبتهم حزنا مضاعفا اضافة إلى الأوبئة التي كانت تحصدهم حصدا وليس انتهاءا بفياضانات دجلة والفرات في غير مواسمها التي كانت تحيل زرعهم وضرعهم الى ركام.

كما أن للسياسة والسلطات الدكتاتورية والاحتلالات المتكررة التي تعاقبت على حكم العراقيين آثارها في تكوين الشخصية العراقية السلبية .

لهذا ليس من الصحيح الصراخ الدائم والعويل الغير منقطع في كل عام على اشهرنا اللاهبة خصوصا شهري القيض تموز واب التي ترتفع فيهما درجات الحرارة إلى نصف درجة الغليان إضافة إلى الشكوى المستمرة من انقطاع الكهرباء في هذه الأجواء اللاهبة والتي أصبحت اي الكهرباء بفضل فساد السلطة ورعونتها كالمرض المزمن يجب التكيف معه.

لا يوجد شي غريب في الموضوع اجواءنا هي اجواءنا منذ فجر التاريخ حتى ان بعض العراقيين(الحشاشة) أطلقوا نكات للتندر على شهري تموز واب- منها لماذا لا يخاف العراقيين من جهنم واهوالها لأنهم يروا جهنم على حقيقتها في هذين الشهرين_ .

لهذا علينا أن نتصالح مع انفسنا أولا ومع الطبيعة ثانيا وان نتكيف معها لانه لا مفر من قسوة الطبيعة اما من ناحية الكهرباء وباقي الخدمات فالضغط على السلطة الفاسدة بالاحتجاج والمظاهرات هو الإجراء الصحيح لكي نبعد عن انفسنا شرور الكآبة وآثارها المدمرة.

وإن ننتعض من تجاربنا الفاشلة التي لن تضيف شء غير كميات مضاعفة من الحزن والهم ولا نقول إلا الجميل من القول وننشر الفرح والسرور ونتعالى ونسمو على جراحنا وإن نتفائل بالخير وحتما سنجده ...........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في 


.. دعوات أميركية للجوء إلى -الحرس الوطني- للتصدي للاحتجاجات الط




.. صحة غزة: استشهاد 51 فلسطينيا وإصابة 75 خلال 24 ساعة


.. مظاهرات في العاصمة اليمنية صنعاء تضامناً مع الفلسطينيين في غ




.. 5 شهداء بينهم طفلان بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي السعو