الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكريات قديمة عن النمسا والسويد

نشات نصر سلامه
كاتب وباحث علم الاجتماع وخبير علم الاجرام ومهندس استشارى

(Nashat Nasr Salama)

2018 / 7 / 22
المجتمع المدني


في صيف عام 1985 غادرت مصر لأول مرة في حياتى في رحلة سياحية الى النمسا والسويد , وكم قرات كثيرا عن اوربا والمجتمع الاوربى والحضارة الاروبية , وكان هذا السفر هو اول احتكاك لى باوربا ... ومن مطار القاهرة الى مطار فينا كانت رحلتى الأولى واتذكر ساعتها ان الطيار قبل هبوط الطائرة قام بتشغيل موسيقى جميلة جدا مازلت اتذكرها حتى الان وبعد ذلك عرفت انها موسيقى اسمها الدانوب الأزرق للموسيقار العالمى النمسوى شتراوس .
طبعا بهرتنى فينا بجمالها وحدائقها وتحضر شعبها ومواصلاتها وهدؤها ونظافتها ... كان لديهم في ذلك الوقت ثلاثة خطوط لمترو الانفاق في حين اول مترو انفاق تم تشغيلة في القاهرة كان عام 1987 اى بعد ذلك بعامين ...طبعا كنت آنذاك لا اعرف كلمة واحدة باللغة الألمانية ولكن لغتى الإنجليزية كانت كافية كسائح ..بهرنى أيضا قصر الشنبرون وهو قصر يعود لاحد امبراطورات النمسا ويمتاز بجمال حدائقه ونافوراته المتعددة وندرة اشجاره . وتجولت كثيرا في شارع ماريا هلف شتراس وهو الشارع التجارى الهام في فينا . خلال هذه الفترة لم اصادف اى لاجئ او عرب في الشوارع سوى بائعى الصحف واغلبهم من المصريين والهنود وكذلك موزعى الإعلانات وكانت العملة في ذلك الوقت تسمى الشلن وكان الجنيه المصرى يساوى عشرين شلن
. .بعد ذلك سافرت الى السويد وبعد نزولى بمطار استكهولم اخذت القطار لمده حوالى ساعتين الى مدينة في الجنوب تسمى لينشوبنج حيث يقيم ثلاثة من اصدقائى السويدين والذين اقمت لديهم اول خمس أيام زرت خلالها هذه المدينه الجميلة وشعب السويد طيب ومتحضر وراقى جدا واتذكر ايامها عندما كنت اجلس مع احدهم في حديقة منزله في اطراف لينشوبنج وجدته يحدق بجدية في شيء ما بعيد فسألته فقال لى أرى غزالا يتمشى بحرص ... طبعا الموضوع كان غريب جدا بالنسبة لى لاننى تعودت في بلدى ان نرى الكلاب والقطط فقط هي التي تتمشى في الخلاء اما الغزلان فلا نراها سوى في حديقة الحيوان ..سألونى ماذا تحب ان ترى في مدينتنا فطلبت ان ازور محطة الصرف الصحى بالمدينة وكذلك الشاطئ والمنطقة التجارية وبعد عدة اتصالات تليفونية كان قد تم ترتيب برنامج سياحى لى وتانى يوم زرت محطة الصرف الصحى بالمدينة ووجدتهم في انتظارى مع تقديم شاى وكيك ومهندس متفرغ وقت الزيارة لشرح عمل المحطة والرد على استفساراتى الهندسة ووجدت ساعتها ان المهندس المصرى لا يقل كفاءة علمية عن الغرب وانما إمكانيات وعلم إدارة هذا هو الفرق .بعد خمس أيام ودعتهم واخذت القطار الى العاصمة استكهولم واقمت في احد الفنادق بالحى القديم لمدة خمس أيام أخرى ,حيث ان مدينة استكهولم تتميز بميزتين فريدتين وهما ان نصفها قديم جدا والنصف الاخر حديث جدا والأخرى انها كما لو كانت مجموعة جزر حيث ان المجارى المائية الطبيعية تتخلل احياءها وترتبط ببعض بمجموعة ضخمة من الكبارى وخطوط المواصلات .. كما أتذكر بها حديقة جميلة كبيرة يقصدها معظم عامة الشعب وبها شطرنج كبير جدا من البلاستيك حيث ان اللعب به مجانى ويلتف حوله المحترفون يتابعون بشغف من يلعب .
أيضا في السويد خلال هذه الفترة لم اقابل اى مصري او عربى سواء مقيم او يعمل
سواء النمسا او السويد لا يوجد بهما صحراء وانما أشجار وخضرة تحيط بك من كل مكان مع حرص كامل على احترام القانون واحترام الانسان .. مع اعتبار معتقدات الاتسان شيء شخصى جدا والدولة لا تتدخل على الاطلاق في اى إجراءات دينية سواء اذاعة برامج دينية في وسائل الاعلام او الصحف او في قرعة الحج او تخصيص اى مبالغ من ميزانيتها للكنيسة والزواج والطلاق يجب ان يكون بمكتب الحكومة اما اذا أراد العروسان بعد ذلك باضفاء الطابع الدينى على زواجهما بالكنيسة او الجامع فهذا شأن شخصى بحت لا تتدخل فيه الدولة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ??مراسلة الجزيرة: آلاف الإسرائيليين يتظاهرون أمام وزارة الدف


.. -لتضامنهم مع غزة-.. كتابة عبارات شكر لطلاب الجامعات الأميركي




.. برنامج الأغذية العالمي: الشاحنات التي تدخل غزة ليست كافية


.. كاميرا العربية ترصد نقل قوارب المهاجرين غير الشرعيين عبر الق




.. هل يمكن أن يتراجع نتنياهو عن أسلوب الضغط العسكري من أجل تحري