الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زيارة أخرى إلى حرف -تيفيناغ- الأمازيغية

عبد الغاني بوشوار

2018 / 7 / 24
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


زيارة أخرى لحرف "تيفيناغ"الأمازيغية
لقد أزعجنا كثير ممن يدعي العلم وحبه المتطرف الأعمى لحرف "تيفيناغ" بالنفخ في العواطف واستهبال العقول بدون سند علمي ويتجاهلون أصوات العقل والأهداف المنشودة من نشر وتطور روافد اللغة الأمازيغية الأم. فالذين يدعون بأنهم نشطاء في هذا الميدان ويعتقدون أنهم يمثلون كل الأمازيغ ويتكلمون باسمهم كمدافعين عن هذه اللغة الجميلة المتجذرة في تراث شمال إفريقيا لم يخطر ببالهم، أو أنهم تجاهلوا، بأن الأمور الخطيرة والمهمة لا يقطع فيها بالعواطف،بل على بيانات علمية وتحاليل حسابية دقيقة من قبل العقلاء والأكفاء والمهنيين. "تيفيناغ" إبداع عجيب يمكن تشبيهه بإبداع العجلة وبإبداع الرماح للصيد والدفاع عن الأخطار، لكن ما لا يفهمه الذين يدافعون عن استعمال هذا الحرف، هو أن العالم قد تطور وساهم في تطوره كل المجتمعات البشرية كل حسب ما تيسرلها تحت ظروف معيشتها ومحيطها.
أزعجنا المتبنين لحرف "تيفيناغ" وتسلطوا علينا بدون وجه حق واعتقدوا أنهم وصاة على الأمازيغ ولا يقبلون مناقشة الآراء المخالفة لهرتقاتهم ولا يؤمنون بالطرق العلمية لفحص معتقداتهم وإخضاعها لسيف المنهجية العلمية. اللغة الأمازيغية لغة الملايين من ساكنة شمال إفرقيا منذ آلاف السنين وثبت إبداع أبجديات (يقال إنها أربعة) مختلفة أخذ عنها الفينيقيون والإغريق والرومان مع العلم الثابت أن الامازيغ ساهموا مساهمة مباشرة في هذه الثقافات واللغات والحروف المستعملة في هذه اللغات. إضافة إلى هذا، فإن الذين ايتعصبين لحرف "تيفيناغ" يدعون ما لا علم لهم به وذالك أن الأجداد أغبياء وجهلاء وانكمشوا على حروف القدماء وتركوا الآخرين يتقدمون عليهم في شتى حقول المعلرفة بينما كانوا رواد تلك الحقول التي أبدعوا فيها وكتبوا باليونانية وخططوا بأحرفها أفكارهم ومساهماتهم العلمية، وكتبوا باللاتينية وأحرفها التي انهالت من "تيفيناغ" ، فلماذا، يا ترى، لم يدونوا بالحروف القديمة التي هي من إبداع أجدادهم؟ أيظن الذين يعتبرون أنفسهم أنهم من أحفادهم ووصاة على الأمازيغية أنهم أشطر وأذكياء منهم، حتى يرغمونا على استعمال "تيفيناغ" بالنهوض بلغاتنا الأم؟ أين الموروث بتلك الحروف؟ ولماذا نغض الطرف عما أنتجوه بحروف اللغات التي أبدعوا فيها؟ أول بابا الكنيسة حول طقوس العبادة إلى اللاتينية أمازيغي ,وأكبر النحويين في اللغة اللاتينية أمازيغي وغيرهم ممن ساهم في إثراء الثقافة العالمية كثير ويتجاهلهم من لا علم لهم بحركات تطور البشرية ويميل إلى خرافات الماضي ويحث غيره بالتشبث بها. كفانا من قيادة الجهلاء والعميان لمصير الأمم.
يكفي من الإزعاج والهوس بالحرف، فاللغة الأم حية ترزق ولا تحتاج إلا لذوي العقل والمتخصصين والإرادة السياسية الحقة التي تثمن وتعترف بالتعدد والمساواة بين كل مكونات المجتمعات، والحقيقة المطلقة لا يملكها أي إنسان على الإطلاق، وبالخصوص الذين يدعون أنهم يملكون الإجابات على كل شيء مع جهلهم بطبيعة الأمور ولا يسعون إلا لمكاسب مادية ومعنوية وركوب موجات الظهور والشهرة.
أختتم هذة الخلجات بمقتبس من من قالة سابقة تحت عنوان:"
مسألة كتابة وتدريس اللغة الرسمية الثانية في المغرب":
حرف تيفيناغ جمد الأمازيغية وخنقها وكاد يقتلها مع العلم بأن تدريسها وانتشارها بين ذويها والمعتزين بها يبدأ قبل كل شيء آخر بانطلاق كتابتها بغير تيفيناغ وتبني الحروف السائدة في الساحة العالمية وهي المسماة عند البعض باللاتينية ذات الجذور التيفيناغية والفينيقية واليونانية. فقبل التدريس والقوانين التنظيمية وتوحيد اللغة بين أبنائها، فلا بد قبل أي نقاش لكل حيثيات هذه اللغة الجميلة من شجاعة اختيار الحروف الناجعة للكتابة والحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم.
ملاحظة: لآ أنكر أنني تابعت وتعرفت على بعض النشطاء في هذا الحقل ولم يجرأ أحد منهم مناقشتي ولا استضافتي للمساهمة في أي نشاط من الأنشطة التي يحتكرونها ويجنون ثمارها. وأفترض أنهم قرأوا بعض ما كتبت، وإن لم يفعلوا، فإن ذلك يبين معدن انطلاقهم وتفاهة ادعاءاتهم لأنه تحد لما يذهبون إليه. أجدد هنا إيماني بعبقرية المغاربة اللغوية وقدرتهم على تحدي مستحمريهم وتكليخه في جميع المجالات. لقد تبدل العود وأصبحت الشعوب متفطنة وواعية بالمنافقين المهرجين.
الدكور عبد الغاني بوشوار
اكادير، المغرب الآمن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكسيوس: الولايات المتحدة علّقت شحنة ذخيرة موجهة لإسرائيل


.. مواجهات بين قوات الاحتلال وشبان فلسطينيين أثناء اقتحامهم بيت




.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال تقوم بتجريف البنية التحتية في م


.. إدارة جامعة تورنتو الكندية تبلغ المعتصمين بأن المخيم بحرم ال




.. بطول 140.53 مترًا.. خبازون فرنسيون يعدّون أطول رغيف خبز في ا