الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ايران والتواجد العسكري على الاراضي السورية بين المطرقة الاسرائيلية والسندان الروسي - الاميركي
صافي الياسري
2018 / 7 / 24مواضيع وابحاث سياسية
ايران والتواجد العسكري على الاراضي السورية بين المطرقة الاسرائيلية والسندان الروسي - الاميركي
تقرير تفصيلي من اعداد - صافي الياسري
صحيح ان اطراف المعادلة السورية متعددة الجنسيات والهويات،فهي روسية –اميركية – اوربية - ايرانية – تركية – اسرائيلية – خليجية – ارهابية – ثورية – واتباع النظام – ومن تعرف ولا تعرف ممن يتحركون على الارض السورية وحولها من قوى وميليشيات ،الا ان مانناقشه هنا هو المطرقة الاسرائيلية التي تدق يوميا على راس التواجد الايراني في سوريا ،وسندانها الروسي - الاميركي، ونترك الحديث عن ادوار الاطراف الاخرى لزمان ومكان اخر حتى لا نشتت الانتباه ويترهل الموضوع ،مع ان كل الاطراف الاخرى لها تاثيراتها الكابحة والدافعة التي يمكن تاجيل الحديث عنها انما ليس اغفالها نهائيا ،فهي تفرض نفسها علنا او خفية بطرقها الخاصة وبحسب ما تقتضيه مصالحها وفي هذا التقرير الذي تداولته عدة مواقع الكتروني وعدد من المدونين على صفحات الميديا الاجتماعيى بشان مندرجات قمة هلسنكي بهذا الشأن ،وان منها تلك التي فوّضت روسيا أمر سوريا وأزمتها، حيث حاز ملف اللاجئين السوريين على جانب مهم من المباحثات بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين.
وقبل أيام قليلة على القمة، خرجت روسيا لتعلن عن إنشاء مراكز لإيواء اللاجئين السوريين، وتسجيلهم لإعادة نحو مليونين منهم إلى أراضيهم. وفي البيان الصادر عن الخارجية الروسية،قرأنا كلمة أساسية تنص على إعادة اللاجئين إلى أراضيهم ومناطقهم التي هجروا منها. ولهذه الجملة أبعاد سياسية واستراتيجية تتعلق بالدور الإيراني في سوريا. وهي إذا ما طبّقت جدّياً تعني أن كل عمليات التهجير والترانسفير التي حصلت او التي قامت بها ايران ، يجب أن تلغى، ويعود السوريون إلى بلداتهم التي هجّروا منها، إذا ما كانت الخطوات جدية.
لم تثبت التجربة التزام روسيا بكل الاتفاقات التي أبرمت، لا سياسياً ولا عسكريا. والدليل الأبرز على ذلك هو مناطق خفض التصعيد. بالتالي، لا شيء يلزم موسكو تطبيق حرفية ما جاء في نص الإعلان عن إنشاء مراكز لإيواء اللاجئين وإعادتهم إلى ديارهم . والأخطر هو أن هذا الكلام يترافق مع حديث عن توافق تركي روسي برعاية أميركية، في شأن الوضع في الشمال السوري. موسكو تستعد للدخول في معركة إدلب، وهذه تحتاج إلى غطاء أو ما يلهي الناس عنها، فربما جاء الحديث عن عودة اللاجئين، مترافقاً مع كلام عن تسليم جانب أساسي من الشمال السوري في حلب وريف إدلب الشمالي وبعض المناطق المحيطة إلى تركيا. مقابل إيجاد حلّ سياسي أو عسكري على الأرجح لمدينة إدلب وريفها. على أن تتحول تلك المناطق في الشمال بقعاً رئيسية لإعادة اللاجئين مع مشاريع إعادة إعمار تتولاها تركيا.
قد تكون هذه المسوغات لها صلاحية وحيدة، هي الذهاب إلى "إنهاء" وضع إدلب، بذرائع متعددة من بينها ملف اللاجئين. هذا من ناحية القراءة السياسية. أما إذا ما قرئت الخطوة الروسية بشكل حرفي، وكانت واقعية مبنية على توافق دولي، فهذا يعني أن إعادة اللاجئين إلى مناطقهم الأساسية، هي خطوة رئيسية على طريق إلغاء مناطق النفوذ الإيرانية. ما يعني انتقال مواجهة النفوذ الإيراني من العسكر إلى السياسة ومن خلال ملف اللاجئين. طوال السنوات السابقة عملت إيران على إنجاز عمليّات ترانسفير هائلة من الوسط السوري والمناطق الحيوية، من العاصمة دمشق ومحيطها إلى ريفها على الحدود مع لبنان غرباً، ومنها شرقاً في اتجاه الحدود مع العراق. عودة اللاجئين إلى أراضيهم الأساسية تعني عودة أبناء الزبداني ومضايا والقصير وحمص إلى أراضيهم. وهذا إن حصل يكون عامل تأثير أساسي على النفوذ الإيراني في سوريا. والأكيد أن إيران لن تسلّم بذلك.
ومثلما كان التنافس على مناطق النفوذ في سوريا، وعلى السيطرة العسكرية من قبل كل طرف، هناك تنافس جديد على ملف اللاجئين السوريين. الورقة المثيرة التي طرحها الروس بذكاء ، ما ينعكس على الواقع السياسي في لبنان. منذ فترة يرفع رئس الجمهورية اللبنانية ميشال عون والتيار الوطني الحر، ملف إعادة اللاجئين استناداً إلى التنسيق مع النظام السوري. ثم دخل حزب الله على الخط بقوة مستنداً إلى اتفاق مع النظام على عمليات إعادة اللاجئين. كان رئيس الحكومة سعد الحريري معارضاً هذه الخطوات لأنها لا تتم بموافقة الأمم المتحدة ورعايتها. ولكن، مع إعلان الروس عن إنشاء مراكز إيواء للاجئين، رحّب الحريري سريعاً، وذهب إلى التنسيق مع موسكو، بدون الحاجة إلى وجود الأمم المتحدة. ما يوحي أن ثمة توافقاً دولياً على هذه الخطوة. وهذا ما انتزعته موسكو من واشنطن. ليأخذ التنافس في لبنان شكلاً جديداً بشأن هذا الملف، يختصر في من يتولى ذلك.
وسيشكل ملف اللاجئين في المرحلة المقبلة، عنواناً رئيساً للصراع على النفوذ في سوريا. ومنه تتفرع تنافسات هائلة، تبدأ بمناطق النفوذ ولا تنتهي بعمليات إعادة الإعمار وحجز كل طرف حصّته منها. كل ما يجري يعني أن روسيا هي التي أمسكت بمختلف ملفات القضية السورية. وما تسعى إليه هو إعادة ترميم الوضع الاجتماعي السوري، من خلال تكريس نفسها الجهة الضامنة لعودة اللاجئين والحامية للتنوع داخل سوريا، إذ تقدّم نفسها راعية للجميع وليس للنظام فحسب. بمعزل عن الاقتناع بهذا الكلام من عدمه ، فإن موسكو تريد أن لا تكون على صورة ايران. وهذا نوع من تثبيت المرجعية الروسية على سوريا. لكن ما هو أبعد من ذلك في ملف اللاجئين، هو الدور الأساسي الذي سيلعبه اللاجئون في الانتخابات الرئاسية في العام 2021، وهذا ما تركز عليه مختلف الدول للاستثمار فيه.
** اضاءة اعتراضيه على المطرقة الاسرائيليه
أكّد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أنّ "إسرائيل لن تكف عن التحرك ضدّ المحاولات الإيرانية للتموضع عسكرياً في سوريا".
وأشار عوفير جندلمان، المتحدث باسم نتنياهو في تصريح له على أحد مواقع التواصل نقلاً عن الأخير: "إنّنا لن نكف عن التحرك ضدّ المحاولات الإيرانية للتموضع عسكرياً في سوريا. وفي نفس الوقت نعمل في الجنوب، حيث سددنا لحماس، خلال نهاية الأسبوع، ضربات قاسية جدّاً، وإن لزم الأمر ذلك، سنضرب حماس سبعة أضعاف؟؟
وما دمنا تطرقنا الى بعض مادار في قمة هلسنكي فعلينا ان نكمل من خلال قراءة تحليلات الصحافة العربية والعالمية والتساؤلات التي اثيرت حول التفاهمات الاميركية – الروسية فيها بشان التواجد الايراني في سوريا ومطالب اسرائيل حوله، او بالاحرى قراءة متفاعلات معادلة المطرقة والسندان ، وقمة الأطلسي التي قد تزيد من التوتر بين الرئيس الأمريكي والحلفاء الأوروبيين وزيارة ترامب إلى بريطانيا وسط رفض شعبي وتفاعل سياسي مع ملف البريكسيت والتقدم الميداني لقوات الأسد واذا ما كان سيجلب مزيداً من الفوضى إلى سوريا والمنطقة- وهي اشارات الى دور السندان الاميركي الروسي لدعم المطرقة الاسرائيلية ،حيث حاز نتنياهو من ذلك تفعيل اتفاقية 74 وضمانا دائميا لامن اسرائيل على وفق بنودها .
ومما قرأناه صحفيا قبل قمة ترامب وبوتين في هلسينكي
كتابات واحاديث عن حلول وقت جرد الحسابات في سوريا .
الكاتب خير الله خير الله في صحيفة
العرب
،يثير تساؤلات عدة أبرزها تتعلق بمدى قدرة الرئيس الروسي على تنفيذ المطلوب منه إسرائيلياً وأمريكياً في سوريا ومن سيبقى ومن سيرحل عنها. والعديد من الأسئلة الاخرى لكن الثابت منها يتمثل في إيجاد إيران طريقها
للخروج من سوريا
كما يقول كاتب المقال الذي يؤكد أن القرار الإيراني لن يكون سهلاً نظراً لتداعياته السلبية على نظام يعاني مشاكل داخلية جمة خصوصاً في ظل العقوبات الأمريكية على طهران.صحيفة العرب عادت لتشير الى نوع من المقايضات التي لم تعد خافية على أحد، في ظل كلام بشأن رفع العقوبات عن روسيا إذا نجحت الأخيرة في إخراج إيران من سوريا.
والسيناريو الروسي لا يبدو واضحاً في شكل سيطرة القوات السورية على درعا رغم بسط قوات النظام السوري سيطرتها على المنطقة وعلى طول الحدود مع الأردن تقول- صحيفة
الحياة
على الاقل ليس كما حدث في حمص والغوطة. الكاتبة سميرة المسالمة وفي مقال تحليلي ركزت على التجاذبات الدولية والإقليمية في سوريا على ضوء التقدم الميداني للقوات السورية بدعم روسي، روسيا التي تسعى للبقاء في سوريا وتركيا التي تظل لاعباً مهماً في المعادلة السورية إضافة الى الولايات المتحدة التي تلعب أكثر من ورقة في سوريا واسرائيل التي تسعى لإخراج إيران من سوريا.
مجلة
"فورين أفيرز"
تقول إن النصر الذي حققه الأسد خلال السنوات الماضية سيجلب مزيداً من الفوضى الى سوريا واحتمالات كابوس جديد للعالم. المجلة الأميركية عادت لتؤكد بأن الأخطر بالنسبة للغرب والعالم أن قرار الأسد تدويل الحرب سيضع أساسات حروب مستقبلية مشيرة الى أن قدرة الرئيس فلاديمير بوتين نشر قوات على الأراضي السورية ستدعم جهوده لتقويض النظام العالمي بقيادة الولايات المتحدة ومساعي تفكيك حلف الناتو.
قمة حلف الأطلسي التي انعقدت في بروكسيل على مدى اليومين الماضيين ورغم أجواء التوتر الذي شهدته الا أن المشاركين الاوروبيين حرصوا على إظهار وحدة الحلف ولو شكلياً و تنقل
العربي الجديد
ما أسمته ابتزاز ترامب للحلفاء الأوروبيين للرفع من نسبة إنفاقهم العسكري، كما أشارت الى أن قمة الأطلسي كانت مناسبة أيضاً بالنسبة للرئيس الأميركي للحديث عن قمته مع بوتين
. لكن الأهم هو ما تم الكشف عنه من أن ترامب خلال اجتماع مغلق مع الحلفاء لم يتوان عن التصريح بنسبة إنفاق كل دولة في ظل مخاوف مراقبين من تداعيات إضعاف ترامب لحلف الاطلسي.
ترامب يؤكد حصوله على التزام الحلفاء الأوروبيين بزيادة إنفاقهم العسكري داخل حلف الاطلسي .
ومن المؤكد هنا اننا القينا بالاسطر الانفة اضواءا متعددة على فعالية السندان الروسي الاميركي للمطرقة الاسرائيلية وتاثيراتها على فاعلية كل منهما في تثبيت المطلب الاسرائيلي – المطرقة – وبقي علينا ان نتساءل هل يتمكن بوتين من فرض المتوافق عليه – اميركيا – اسرائيليا روسيا على ايران ،ولا اقول طرد ايران من سوريا فلا يمكنني تقليل حاجة روسيا لايران في سوريا ولا اغفال عجزها عن فرض ارادتها على وفق التوافقات الثلاثية – الروسية – الاميركية – الاسرائيلية ،ويمكن ادراج تركيا تحت المظلة الروسية لجهة هذه التوافقات .
وعلى اية حال فان تصاعد التوتر الاميركي – الايراني وتحذير الرئيس الاميركي ترامب للملا روحاني من تهديد اميركا ثانية على خلفية مواجهة اقسى ما يتوقعه منها ،والحديث الساخر عالميا من روحاني واسده المريض الذي يذكرنا بتوصيف الامبراطورية العثمانية بالرجل المريض ،سيفتح ابوابا واسعة امام المطرقة الاسرائيلية ومن ثم سندانها – الروسي ،للنعامل مع التواجد الايراني على الاراضي السورية سلبا .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. كامالا هاريس أم دونالد ترامب.. لمن سيمنح الأمريكيون مفاتيح ا
.. أبرز تكريم أدبي فرانكفوني... منح جائزة غونكور للجزائري الفرن
.. كلمة الفصل.. مصير أميركا والعالم تحدده 7 ولايات حاسمة. فمن ي
.. آثار قصف مطعم في بعلبك شرقي لبنان جراء غارة إسرائيلية
.. أسامة حمدان: مفتاح التوصل لاتفاق ينهي الحرب هو العودة لاتفاق