الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الاعلام الروسي : حان الوقت لطرد ايران من سوريا
صافي الياسري
2018 / 7 / 24مواضيع وابحاث سياسية
على رغم كل محاولات الكرملين وبوتين واجهزته السياسية والدبلوماسية والاعلامية اخفاء التحركات الروسية والصفقات التي ناقشت مصير الوجود الايراني العسكري على الاراضي السورية ،الا ان واقع تلك التحركات والصفقات ما لبث ان تكشف حذرا خجولا ابتداءا ،ومن ثم علنيا قويا لاحقا حتى غزى مساحات الاعلام الروسي ذاته ،ما يعني ان ضوءا اخضر من الكرملين وبوتين فتح الابواب امام الاعلاميين والكتاب الروس لتبيان حقيقة سعي روسيا لطرد ايران من سوريا او في الاقل تحجيم قوتها ودورها،وان بشكل تلميحي انما مكشوف للعارف ببواطن الامور وما يجري تحت السقف ،وكانت ايران تامل من حليفها الروسي العكس .
فقد أوردت صحيفة "غازيتا" الروسية تقريرا، تحدثت فيه عن توافق الروس مع الأميركيين والإسرائيليين لإرساء السلام في مرتفعات الجولان، مع ضمان مصالح كل من إسرائيل وسوريا.
وقالت الصحيفة في تقريرها إنه خلال اجتماع جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره الأميركي دونالد ترامب في هلسنكي، شدد بوتين على ضرورة احترام ما تنص عليه اتفاقية سنة 1974. وبما أن كلا من الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شاطراه الرأي ذاته، فإن ذلك يعني أنه حان الوقت للحد من دور إيران النشط في سوريا.
وأوردت الصحيفة أن مرتفعات الجولان تعدّ واحدة من المناطق الساخنة في سوريا؛ لذلك يعتقد الرئيس الروسي أنه يجب أن تتحول إلى منطقة وقف تصعيد؛ لأن ذلك سيساهم في إعادة الهدوء للمنطقة، وضمان أمن إسرائيل، وقد حظي رأيه بدعم أميركي.
من جهته، رحب نتنياهو بهذا الاتفاق، مشيدا بما قاله الرئيس الروسي حول أهمية احترام بنود اتفاقية سنة 1974، التي أبرمت بين إسرائيل وسوريا. كما قال نتنياهو: "أحيي الالتزام العميق بالحفاظ على الأمن الإسرائيلي، الذي أبداه الرئيس ترامب في المؤتمر الصحفي في هلسنكي".
وأشارت الصحيفة إلى أن استقرار الوضع في سوريا مهم بالنسبة لتل أبيب؛ نظرا لأن التوترات على الأراضي السورية قد تشكل خطرا على أمنها. وحسب ما أكده كبير الباحثين في نادي "فالدي" للحوار، الباحث ديميتري مارياس، تمثل مرتفعات الجولان نقطة إستراتيجية، من الممكن انطلاقا منها توجيه هجمات على كامل الأراضي الإسرائيلية.
وذكرت الصحيفة أن انسحاب إيران من سوريا هدف صعبة المنال، إلا أن الخبراء يعتقدون أنه سيكون من السهل التخلص من القوات الإيرانية في حال هدأت الأوضاع في مرتفعات الجولان. في المقابل، أوضحت مصادر سياسية إسرائيلية أنه إذا انسحبت القوات الإيرانية من سوريا بالكامل، ستغض تل أبيب الطرف عن "جرائم" الأسد، وتتعاون معه من أجل إعادة الاستقرار للمنطقة. أما ترامب، فلن يطالب برحيل الأسد مثل سلفه باراك أوباما، مقابل ضمان انسحاب إيران.
وأفادت الصحيفة بأن قبول إيران الخروج نهائيا من سوريا شبه مستحيل حاليا، خاصة أن الصراع في سوريا لم ينته بشكل تام. وفي الوقت نفسه، فإن تأثير روسيا على إيران غير رسمي، ولا يمكنها إجبارها على الانسحاب، بينما يظل الأسد صاحب الدور الرئيسي في هذه المسألة؛ لأن القوات الإيرانية موجودة في سوريا بإذن رسمي منه.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الروسي ساهم السنة الماضية بشكل كبير في تعزيز موقف الأسد، لكن ليس واضحا إلى حد الآن مصير العلاقات الإيرانية السورية بعد انتهاء الصراع السوري. وحسب الخبير ورئيس مكتب الشرق الأوسط لقناة "آر تي في"، إيفغيني سوف، فإن النفوذ الإيراني يمكن أن يشكل تهديدا على النظام السوري وإسرائيل بعد انتهاء الصراع.
ونقلت الصحيفة عن الخبير في شؤون الشرق الأوسط في المجلس الروسي للشؤون الدولية، يوري بارمين، أن رؤية إيران لمستقبل سوريا غير واضحة، لكنها ترغب في الحفاظ على وحدة سوريا كحليف لها في المنطقة. ومن ناحية أخرى، لا تحتاج إيران إلى وجود عسكري ضخم في سوريا .
من جانبها ما زالت وسائل الإعلام الإسرائيلية تمنح الوضع السوري أولوية في تغطياتها الإخبارية، عشية المباحثات الجارية بين عدة عواصم لإخراج القوات الإيرانية والمجموعات التابعة لها من الأراضي السورية.
وقالت القناة العاشرة الإسرائيلية، إن "تل أبيب وموسكو توصلتا إلى تفاهمات مشتركة بشأن الوضع على الحدود مع سوريا، وإن مباحثاتهما أسفرت عن رضاهما بشأن هذه القضية".
وكشفت في تقرير أن "رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تباحث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأبلغه بمواصلة العمل ضد أي تواجد إيراني في سوريا، فيما اتصل وزير الحرب أفيغدور ليبرمان مع نظيره الروسي سيرغيو شويغو للغرض ذاته".
وأوضحت أن "الأربعة اتفقوا على تنسيق مواقفهم بشأن زيادة التعاون بين الجيشين الإسرائيلي والروسي، واستمرار الحوار الدائم بين المستويات العملياتية رفيعة المستوى في الأيام القادمة".
ونقلت عن السفير الروسي في تل أبيب أناتولي فيكتوروف قوله إن "إسرائيل وروسيا توصلتا إلى تفاهمات مشتركة حول الوضع القائم على الحدود السورية، وإن ممثلين عن وزارتي الخارجية والدفاع الروسيتين زاروا مؤخراً إسرائيل، وتوصلوا إلى اتفاق مع نظرائهم حول الحاجة إلى استقرار الوضع الأمني في المناطق السورية القريبة من الحدود الإسرائيلية".
وأكدت أن "الجانبين توصلا إلى ترتيبات تفصيلية حول طبيعة وشكل المناطق التي سيتم إخلاء المجموعات المسلحة بالكامل منها، وكيف سيكون الموقف الإسرائيلي من ذلك، حيث أسفرت هذه المباحثات عن رضا الجانبين من نتائجها".
في الوقت ذاته، أعلن السفير الروسي في إيران أنه "لا تجرى مباحثات بين موسكو وطهران حول انسحاب قوات إيرانية من سوريا، رغم وجود أطراف تحاول توتير العلاقات بين الدولتين".
وأشار إلى أن "الحكومة السورية هي التي تقرر مدى بقاء القوات الإيرانية على أراضيها، نحن نبذل جهوداً كبيرة لمنع وقوع احتكاكات مسلحة بين الإيرانيين والإسرائيليين داخل سوريا".
أما صحيفة "معاريف" الاسرائيلية، فذكرت أن "وفداً روسيا وصل إلى إسرائيل للبحث في نشر قوات دولية على طول الحدود مع سوريا، في حين أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن موسكو تسعى لأن يتمكن الرئيس السوري بشار الأسد من فرض سيطرة جيشه على كامل الأراضي السورية".
ولفتت إلى أن "تل أبيب ترغب في عودة الأمور في سوريا لما كانت عليه قبل اندلاع الحرب الدائرة قبل سبعة أعوام، وإن الأطراف الأميركية والتابعة للأمم المتحدة شريكة في هذه المباحثات".
ونقلت الصحيفة عن أوساط سوريا أن "النظام السوري قرر في الآونة الأخيرة إعادة النظر في اتفاق فصل القوات لعام 1974، بهدف نزع أي ذريعة للجيش الإسرائيلي لمهاجمة بلاده، لأن الدولة السورية غير معنية بأي حوادث استفزازية من قبل إسرائيل".
وأوضحت أن "الجيش السوري لن يتم استدراجه لأي أعمال عسكرية إسرائيلية قد تعيق إعادة نشر قواته في جنوب البلاد، والسيطرة على الحدود، لأن المهمة الأكبر اليوم هي استكمال العمليات العسكرية الجارية داخل سوريا دون إعطاء إسرائيل أي فرصة لإعاقة أو عرقلة هذه العمليات"
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تونس: ملايين الناخبين يصوتون لاختيار رئيسهم الجديد وقيس سعيّ
.. هل تباغت إسرائيل أميركا بضرب منشآت إيران النووية؟
.. خليل العناني: هناك تغير إقليمي قادم وأمريكا لم تعد قوة عظمى
.. غارة جوية إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت
.. الكوفية حاضرة في مهرجان وهران الجزائري