الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يجب العمل على فرنسة التعليم

محمد رتيبي

2018 / 7 / 25
التربية والتعليم والبحث العلمي


محمد رتيبي/ كاتب وباحث

يعيش المغرب في مجال التعليم على وقع تقهقر ملحوظ، يتمثل في عدم القدرة على إنتاج كفاءات فضلا عن فقدان الثقة في التعليم العمومي بوصفه غير قادر على تحقيق متطلبات السوق. هذا التقهقر في نظرنا يعود لأسباب مركبة أبرزها اعتماد اللغة العربية.

إن الطالب الآن، وبعد أن يتخرج يجد نفسه إزاء تناقض صارخ بين ما يتعلمه من المقررات الدراسية والتي تفقد الكثير من قيمتها بسبب قيامها على اللغة العربية. وبين ما يتطلبه منه سوق الشغل من إثقان للغات الأجنبية والإلمام بمهارات عملية، من شأنها أن تساهم في الرفع من الإنتاج. لذلك فإن المغرب يجب عليه أن يعيد النظر في لغات التدريس المعتمدة، انسجاما مع المعايير الدولية . الأمر الذي يتطلب التخلي عن التدريس باللغة العربية. وإحلال محلها اللغة الفرنسية، فهي اللغة التي من شأنها أن تهدم الهوة بين النظري والعملي، بين التعلمات والسوق.

لقد قلنا مرارا وتكرارا في مقالاتنا، بوصفنا باحثين في مجال التربية ، قلنا بأنه آن الأوان لننصهر في معايير الجودة العالمية. يجب العمل على فرنسة التعليم، بكافة أسلاكه، وذلك من أجل تجاوز العوائق التي تطرحها اللغة العربية.

إن الفلسفة مثلا، كمادة للتدريس، تفقد الكثير من معانيها بمجرد العمل على ترجمة نصوص الفلاسفة للعربية، لأنه لا توجد ترجمة كاملة، ومادامت الترجمة مجرد تأويل ممكن، والتأويل هنا ليس المقصود منه الخروج عن حرفية النص، بل محاولة الوصول لمقصد المؤلف. أنا أفضل أن يصطدم المتعلم مع النص كما هو، وبلغته الأصلية على أن يحصل على معلومات تبقى مجرد تأويل يتخذ شكل ترجمة.

لنكن واضحين، إن أغلب من لا زالوا يتمسكون بتعريب التعليم، إما أنهم ينظرون للأمر من زاوية سياسية، وإما أنهم يتمسكون بنظرة محافظة للمجتمع والتاريخ نظرة تجاوزها العالم المتقدم، بل حتى التاريخ كشف قصورها. إننا لا ننكر أن التمسك بالتدريس بواسطة العربية يهيمن أكثر على الأوساط التي ينخفض فيها مستوى التحصيل العلمي. بينما الأوساط الراقية، والنخب توصلت بما لا يدع مجالا
للشك إلى حتمية فرنسة التعليم. إننا اليوم في أمس الحاجة لقراءة أعمال فولتير وهيغو وكوندورسيه وروسو وماركس بلغاتهم الأصلية بدل الاختباء من موجات التحديث المتزايدة.

إن فرنسة التعليم تعد خيارا استراتيجيا لإصلاح التعليم، عندئذ ستزول الهوة التي أسست لها اللغة العربية ولن يكون عندها طلبتنا محتاجين لمعادلة الشهادات لأن المعايير ستكون موحدة. إن الفرنسية هي لغة العلم فضلا عن كونها لغة الأدب والعلوم الإنسانية. فضلا عن كون الثقافة الفرنسية تعتبر مثالا بالنسبة لنا لتجاوز التخلف الاجتماعي. لأن الثقافة الفرنسية هي التي من شأنها تجاوز الفكر المحافظ والبنية الاجتماعية ليتحقق مفهوم الفرد الحر والمستقل تماما عن الجماعة. ينبغي التخلي عن فكر الأخونة الذي ارتبط منذ زمن بعيد باللغة الغربية من أجل التمتع بثقافة ليبرالية حرة متحررة من القيود التي أكل الضهر عليها وشرب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رد فعل لا يصدق لزرافة إثر تقويم طبيب لعظام رقبتها


.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصفه بنى تحتية عسكرية لحزب الله في كفر




.. محاولات طفل جمع بقايا المساعدات الإنسانية في غزة


.. ما أهم ما تناوله الإعلام الإسرائيلي بشأن الحرب على غزة؟




.. 1.3 مليار دولار جائزة يانصيب أمريكية لمهاجر