الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يهتم نظام الحكم بترسيخ الفضيلة أم الرذيلة

طلعت رضوان

2018 / 7 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من خلال علاقاتى بأفراد عائلتى أوالجيران أوالأصدقاء، علمتُ أنّ معظم الشباب {من الجنسيْن} غيرمُـتحمسين للزواج..والأكثرفداحة ما سمعته من كثيرين وملخصه: هوّأنا قادرأصرف على نفسى لما أصرف على زوجة وأولاد.
وقال آخرإذا كان راتبى لايصمد حتى نهاية الشهر، علمـًـا بأننى لا أدخن ولا أجلس على المقهى..وقال ثالث: ليس فى مقدرتى شراء شقة تمليك..والبديل شقة إيجار..وإذا كان مبلغ الإيجارأكثرمن راتبى أوـ على الأقل ـ سيبتلع معظم الراتب، فكيف أظلم معى إنسانة بالزواج منها؟
وإذا تجاوزنا موضوع الشقة، فإنّ العقبة الثانية {فرش الشقة} والأسعارالخرافية التى سمعتها من الشباب أومن أولياء الأمور..وقد ضاعف من هذه العقبة أنّ معظم الشباب ـ خاصة الفتيات ـ مع ضرورة الالتزام بثلاث غرف وكافة الأجهزة الكهربائية، بل إننى سمعتُ فى حوارعائلى: إصرارالفتاة على التكييف و{شاشة التليفزيون} فى رفض قاطع للتليفزيون التقليدى الذى أصبح (موده قديمة)
وذهب ظنى أنّ هؤلاء الشباب معهم {العذر} ومعهم الحيثيات التى يـُـدافعون بها عن مطالبهم: أول الحيثيات: المناخ العام الذى أفرزظاهرة {التقليد} أى أنّ كل فتاة وكل فتى ينظران إلى من فى مستواهما الاجتماعى..وبالتالى فإنّ شقة الزواج لابد أنْ تكون فى نفس مستوى شقة فلان أوشقة فلانة، بغض النظرعن طروف كل عائلة، حيث شاع فى السنوات الأخيرة {مساعدة الأب أوالأم للابن} ومع ملاحظة أنه فى فترة {جيلى من العواجيزأمثالى} كانت مساعدة الأب فى جهازابنته فقط ، بل جيلى لم يكن ينتظرمساعدة الأهالى.
الفقرة السابقة تــُـحتم فرض سؤال: كيف جاءتْ {ظاهرة المناخ العام}؟ أعتقد أنّ الجهازالذى سيطرعلى تفكيرمعظم المواطنين {فقراء وأغنياء} هوالسبب: أى التليفزيون الذى صار{الأفيون الجديد} وأخذ شكل الإدمان..والمشكلة ليست فى التليفزيون {الجهاز} وإنما فى {المادة المعروضة} وتلك المادة هى التى أشعلتْ نار {تقليد الآخرين} ومن أين جاءت تلك النار؟ من المسلسلات التافهة التى تدورفى الفلل والقصور..وحتى الشقق فى المسلسلات هى أقرب إلى الفيلا، ثـمّ جاءتْ النارالثانية من {الإعلانات} التى تعرضها محلات الموبيليا أوشركات الأجهزة الكهربائية أوالشركات التى تبيع الشقق..إلخ.
000
أعتقد أنّ ما ذكرته معلوم لدى شعبنا ـ أما أعضاء النظام الحاكم ـ ومنذ زمن الانفتاح الاقتصادى ـ والسفن الأمريكية التى {سوف} تأتى إلى شواطىء مصرمحملة بالخيرات..كما دأب الإعلام على الترويج لتلك الخدعة..وإذا كان ذلك فى السبعينيات فإنّ الظاهرة تمـدّدت كالسرطان فى الجسد المصرى، إلى أنّ وصلنا للحظة الراهنة، لحظة السرطان الذى صاريـُـهـدّد مجتمعنا المصرى.
من بين مظاهرهذا السرطان: انتشارالرذيلة..وأعتقد أنها جاءتْ كنتيجة طبيعية لظاهرة عكوف الشباب عن الزواج..والسؤال الذى لم يهتم أحد من أعضاء النظام الحاكم بطرحه ـ ولوعلى نفسه ـ ماذا يفعل الآلاف من الشباب فى حالة عجزهم عن الزواج؟ والسؤال الثانى المُـترتب على الأول: أليس الإشباع العاطفى بين الجنسيْن، والغريزة الجنسية {مطالب إنسانية مشروعة}؟ مثلها مثل الطعام والشراب..وهنا يتولــّـد السؤال الثالث؟ ما البديل أمام الشباب؟ هل يوجد بديل آخرغيرتلبية احتياجات العاطفة والجنس من خارج مؤسسة الزواج؟
أليست تلك الأسئلة تفرض على الحكومة تكليف الجهات البحثية {المركزالقومى للبحوث الاجتماعية والجنائية وغيره} لدراسة وضع الشباب العازف عن الزواج؟ ولماذا لاينزل الباحثون الاجتماعيون إلى الأحياء الشعبيةـ بصفة خاصةـ ومعهم استمارات استبيان..وفيها أسئلة مكتوبة بذكاء وحنكة وفق علم الاجتماع..حول الزواج ونسبته فى كل حارة وشارع داخل الحى المقصود..وهذا البحث لابد أنْ يتجاورمعه بحث ميدانى آخرمع السجينات فى قضايا الدعارة..بهدف الكشف عن الأصول الاجتماعية لكل فتاة أوسيدة لجأت لبيع جسدها..ومن هم {الزبائن}؟
أليس ذلك البحث الميدانى سوف يلقى بعض الضوء فى ذلك النفق المُـعتم..والذى يتجاهله المسئولون عن شعبنا؟ وهل تجاهل الظاهرة يعنى أنها ليست موجودة؟ كما فى حالة الأعمى أوالمُـبصرالذى أغمض عينيه، فهذا لايعنى عدم وجود الشجرة كما علــّـمتنا الفلسفة المادية.
أليس السكوت على ظاهرة عزوف الشباب عن الزواج، سوف يؤدى إلى انتشارشتى مظاهرالرذيلة؟ التى تؤدى بدورها إلى ارتفاع معدلات الانحطاط الأخلاقى؟ فهل من مصلحة نظام الحكم ترك الرذيلة تتمـدّد فى جسد مجتمعنا المصرى؟ أم أنّ من مصلحته ترسيخ وتعميق كل معانى الفضيلة؟
***
هامش حتمى: أدلى مسئولون ـ أكثرمن مرة ـ بتصريحات عن اكتشاف مناجم جديدة للذهب..وبالرغم من ذلك فإنّ الشاب لايستطيع شراء شبكة العروسة، بعد أنْ وصل سعرالجرام عيار21{وهوالمُـحبب لدى الأسرالمصرية} بلغ ثمنه630جنيهـًـا.. فلوافترضنا إنّ أقل شبكة من عشرة جرامات فمعنى ذلك مطلوب من العريس مبلغ 6300جنيها بخلاف ثمن الدبلتيْن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ملاحظة تقنية بسيطة جدا..
احمد سعيد احمد ( 2018 / 7 / 28 - 00:55 )
بخصوص الانتاج الفنّي الذي يكون غالبا في -شقق- أشبه بالفلل .. هذه مسألة تقنية محضة, و لا علاقة لها بمدلول ايديولوجيّ أو ثقافيّ معيّن ..
حيثُ أن عملية -التصوير- تستدعي مكانا فسيحا .. فارغا, و بأقل عدد ممكن من الجدران .. و مساحات كافية لضمان مرونة التصوير, تمكين الكاميرات من دمج المشاهد التي تُصوّر في أكثر من -قطعة- داخل المنزل أو الشقة الواحدة .. و هذه مسألة عويصة جدا بالنسبة للاخراج الفنّي .. حيثُ يضطرّ فريق العمل في بعض الأحيان , لهدم الجدران .. أو اللجوء لمكان فسيح -فيلا- .. لأن ذلك يظل أقلّ كُلفة من -المونتاج- .. و إعادة التوظيب .. ..


2 - أستاذنا
عدلي جندي ( 2018 / 7 / 28 - 10:44 )
ترسيخ فضلة كرم عبقرية حكمه
ورذيلة كل من يتجرأ ويستخدم عقله


3 - الرد
على سالم ( 2018 / 7 / 28 - 16:34 )
للرد على استفسارك فهو , مصر محكومه بعصابه فاسده جاهله وسارقه نصابه عديمه التربيه ومنحطه المنشأ , انهم لايهمهم اى شئ سوى الحكم بالحديد والنار والقمع واسكات الناس او قتلهم , هؤلاء غير مؤهلين لحكم دوله , النقطه الاخرى والاهم وهى التكاثر الحشرى ( ثلاثه ملايين طفل ) فى العام ؟؟ هذه كارثه وقنبله موقوته ورجال الدين الافاقين يباركوها بحجه انه كله جاى برزقه ؟؟

اخر الافلام

.. يهود متشددون يهاجمون سيارة وزير إسرائيلي خلال مظاهرة ضد التج


.. مختلف عليه - الإلحاد في الأديان




.. الكشف عن قنابل داعش في المسجد النوري بالموصل


.. شاهدة عيان توثق لحظة اعتداء متطرفين على مسلم خرج من المسجد ف




.. الموسى: السويدان والعوضي من أباطرة الإخوان الذين تلقوا مبالغ