الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إهدار المال العام وخطورة مناهج التعليم

طلعت رضوان

2018 / 7 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


فى ديسمبر2018صرّح وزيرالتعليم أنه سيتم إلغاء الكتاب المدرسى..والبديل هوالتابلت وتطبيقه فى العام الدراسى2018/2019وحتى الآن لم تــُـعلن الوزارة عن خطة لتدريب المدرسين على استخدام التابلت..صوّب أعضاء لجنة الخطة والموازنة النارعلى المشروع بالتعجيزبحجة أنّ جهازالتابلت سيحتاج2مليارجنيه لاستيراده، علما بأنّ طباعة الكتب المدرسية كلــّـفتْ الدولة2مليار,344مليون جنيه للسنة الدراسية2017/2018.
وأعتقد أنه لوتوافرتْ الجديةـ لتدبيرمبلغ2مليارلاستيراد التابلت ـ فالحل بسيط وهوإلغاء الكتاب المدرسى من الابتدائى إلى الثانوى..والسبب أنّ التلاميذ وأولياء الأمورأدمنواـ منذ سنوات ـ الكتب الخاصةـ سلاح التلميذ، الأضواء إلخ ـ فهل يستطيع الوزيرتحدى مافيا مؤلفى الكتب الخاصة؟ ومع ملاحظة أنّ معظمهم يعملون فى المؤسسة الرسمية (= وزارة التعليم) ومع ملاحظة أنّ مصيرالكتب التى تطبعها الوزارة يكون أسطح البيوت وعربات الكارو(فى واقعة واحدة تبيّن أنّ عشرة ملايين كتاب بمخازن وزارة التعليم تـُباع روبابيكيا– الأهرام المسائى 23/11/2010ص7) أى أننا إزاء ظاهرة إهدارللمال العام..وقد ورد فى موازنة الجهازالإدارى للدولة للسنة المالية 99/2000باب قطاع التعليم أنه تم اعتماد مبلغ 583مليون جنيه للكتب المدرسية أى أكثرمن نصف مليارجنيه عام 99وظلّ الرقم يتكاثرمثل تكاثرالخلايا السرطانية ليصل إلى أكثرمن2مليار..فهل يستطيع الوزيرحسم هذه المأساة؟ أعتقد أنه ليس أمامه إلاّ أحد اختياريْن شجاعيْن: إما إلغاء كتب الوزارة وبالتالى تخفيف العبء على موازنة الدولة واستخدام هذا المال المُهدرلخدمة الأنشطة الثقافية مثل الموسيقى والرسم وزيارة المتاحف إلخ..وإذا كان هذا الاختياريبدومستحيلا فليس أمام الوزيرإلاّ القضاء على مافيا مؤلفى الكتب الخاصة، لتكون هذه الكتب من مسئولية الوزارة..وبمراعاة أنْ تــُـطبع كل عشرسنوات كما يحدث فى الدول المتقدمة التى تحرص على أنْ يكون الكتاب مطابقــًا لمواصفات الجماليات والجودة من حيث تحمله للتداول ويتم هذا بالتنبيه على أولياء الأمورأنه فى حالة عدم تسليم الكتب فى نهاية العالم الدراسى فإنهم يتحمّـلون نفقاتها..ولنا أنْ نتخيل المستقبل لوأنّ الوزيراقتنع بهذا الاقتراح وألغى كارثة طبع (نفس الكتب) كل سنة..وأمربأنْ تـُـطبع كل عشرسنوات..وبالتالى تنتعش ميزانية الدولة..ويتم تحويل جزء من هذه المبالغ لتحسين دخل المدرسين..فيشعرالمعلم بالكرامة بعد أنْ تخلــّـص من عار(الدروس الخصوصية) التى يلجأ إليها مضطرًا.
ولوأنّ الدولة جادة فى محاربة أفكارالمتطرفين دينيـًـا ومذهبيـًـا..وجادة فى تنفيذ ما يـُـسمى "تجديد الخطاب الدينى" فلماذا تتقاعس وزارة التعليم؟ وهل يمتلك الوزيرشجاعة إعادة النظرفى الكتب المُـحرّضة ضد المختلف دينيـًـا؟ والحل يسيربإعادة الاعتبارللشعراء المصريين أمثال ابن عروس والنديم وبيرم وصلاح جاهين وصلاح عبدالصبوروحسن طلب إلخ والمبدعين المصريين أمثال توفيق الحكيم ويوسف إدريس إلخ..وهل يمكن تدريس كتاب (قادة الفكر) لطه حسين وكتاب (تحت شمس الفكر) لتوفيق الحكيم؟ فهل يمتلك المسئولون عن التعليم شجاعة نقد الذات بإعادة النظرفى مناهج التعليم؟ وبمراعاة أنّ مؤسسة التعليم هى (مصنع) صناعة عقول الأطفال الذين يتوقف عليهم مصيرشعبهم فى المستقبل..وأنّ تلك المؤسسة هى من تدفع الوطن إلى التقدم وهى- أيضًا من تسحبه إلى الخلف والتخلف..وهى القادرة (مع الإعلام) لوتوفرتْ الإرادة لانقاذ مصرمن بحرالظلمات بالعودة بها إلى العصورالوسطى..وصدق الشاعربديع خيرى فى قوله الحكيم عندما كتب ليُغنى سيد درويش ((مصرجنة طول مافيها إنت يانيل/ عمرابنك لم يعيش أبدًا ذليل/ يوم مبارك تم ليك فيه السعود/ حــِـبْ جارك زى ماتحِبْ الوجود/ إيه نصارى ومسلمين؟ أخلص جنود/ للوطن من نسل واحد م الجدود))
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الدهماء
عادل سلامة ( 2018 / 7 / 29 - 23:14 )
يستطيع الرئيس غدا غلق الأزهر وتسريح شيوخه وتحويل جامعته ومعاهده الى جامعة ومدارس حكومية عادية .. ولكن هل لك أن تتخيل رد فعل الدهماء على قرار كهذا ؟

بستطيع غدا أن يقوم يصدر قراره بتعديل المناهج والغاء كل ما يحرض على العنف ويدعو للتخلف وإشاعة أعمال العباقرة التاريخيين من مصريين وأجانب بدلا منها ... ولكن هل لك أن تتخيل رد فعل الدهماء على قرار كهذا ؟

يستطيع غدا أن يصدر قرارا بالتضييق على السلفيين وجمعياتهم وتحجيم أنشطتهم والقبض على من يحرض الأهالى على الفتنة الطائفية منهم .. ولكن هل لك أن تتخيل رد فعل الدهماء على قرار كهذا ؟


الدهماء

هذه هى لب المشكلة .. وأى حل لا يأخذ الدهماء فى اعتباره هو حل فاشل لا قيمة له

أشكرك

اخر الافلام

.. د. حامد عبد الصمد: المؤسسات الدينية تخاف من الأسئلة والهرطقا


.. يهود متشددون يهاجمون سيارة وزير إسرائيلي خلال مظاهرة ضد التج




.. مختلف عليه - الإلحاد في الأديان


.. الكشف عن قنابل داعش في المسجد النوري بالموصل




.. شاهدة عيان توثق لحظة اعتداء متطرفين على مسلم خرج من المسجد ف