الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الهرمنيوطيقا القوة والحاكمية : بين جدل السلطة وجدلية النص !! الفصل الأول
محمود الزهيري
2018 / 8 / 2العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
![](https://www.ahewar.org/search/pic/1280.jpg)
الحيرة والإضطراب تلازم علي الدوام الواقع الإنساني المعاش بما ينتجه من منتوجات حديثة تولدت بفعل الحاجة الملحة إلي تواجدها والتي تعمل بداءة ونهاية علي راحة الإنسان ورفاهيته , ويضاف إليها كافة المكتشفات أو المخترعات الحديثة والتي طالت غالبية مناحي الحياة والتي تتسم بالدقة والمصداقية بإعتبارها أدوات جامدة تنطق بما تريد به راحة الإنسان وسعادته , وقصر الزمن والمسافات في الكثير من الأحيان ليقترب من الصفر , وأخصها عالم الإتصالات المقروءة والمسموعة والمرئية أو هم معاً , وظهور العديد من العلامات أو الإشارات الدلالية الجديدة في هذا العالم بحيث أن أيقونة معينة ترمز إلي الغضب أو الإرتياح , التعاسة أو السعادة , لتبين الحالات التي يكون عليها الإنسان حالة تخاطبه مع آخر , وهذه الإشارات الدلالية صارت لغة جديدة متعارف عليها لدي الجيل المعاصر من الشباب , بجانب القضايا الملهمة للعقل والوجدان كقضايا الحرب والسلام , والأممية والوطنية , والقومية والكونية , والأصالة والمعاصرة , والتراث والحداثة , والأديان والقضايا المرتبطة بها كالإيمان بالغيب المقدس ,و اللا أدرية و الإلحاد , والقوانين السماوية والصراع حول تطبيقها , وصراع الدساتير والقوانين واللوائح والنظم الوضعية مع القوانين السماوية , والصراع القائم بين الشرعية الدستورية والقانونية الوطنية مع الشرعية الدينية والقوانين السماوية , وتصادم الأخيرة مع الشرعية الدولية / القانون الدولي الإنساني وآليات تطبيقه وتنفيذه , ومجلس الأمن الدولي والمحكمة الجنائية الدولية , ومحكمة العدل الدولية , ومجلس حقوق الإنسان با لأمم المتحدة , وغيرها من القضايا ذات الصلة بحياة الإنسان الفرد أو داخل إطار الدولة الوطنية المحكومة بالدستور وجملة من الحزم القانونية التي تنظم حياة الأفراد وعلاقتهم فيما بينهم , وفيما بين الدولة , وأزمة الهوية والوطنية والقومية , والأمر يتسع ليطال العديد من المسائل التي قد تستغرق وقتاً طويلاً في الإعلان عنها وسردها وأخصها علي المستوي الداخلي الإطاري قضايا الديمقراطية وتداول الحكم والسلطة , والمناخ الليبرالي الذي يتوجب تواجده للديمقراطية , عبر المسطرة المتنازع عليها بين حاملي الهويات الدينية تحديداً وهي المسطرة العلمانية التي هي بمثابة قرار يتوجب علي الدولة / السلطة أن تطبقه وتعمل علي إنفاذه علي كل المواطنين , وهذا مايزعج ملاك الهويات الدينية وأخصها الإسلامية في واقعنا العربي المعاصر , وعلي وجه أخص : جملة القضايا التي تمس حياة المرأة منذ الميلاد وحتي الوفاة , وويلازمها قضايا الأقليات الدينية والعرقية والتي صارت هي الأداة التي من خلالها يتم صناعة أو الأدق إعادة صناعة الجغرافيا العربية الحديثة , بما يتلائم من النزاعات والنزعات العنصرية التمييزية , بين الأغلبية العددية والأقليات , ويضاف إلي هذه المسائل , مسألة الوجهة تجاه تحصيل التقدم والنمو والتنولوجيا والعلوم والمعارف والتقنيات التي صارت غاية في الحداثة والتقدم !!
كل هذه المسائل / الموضوعات / القضايا , تشكل أزمات صارت لصيقة بحياة الإنسان ومتصلة برغيف الخبز , وكوب الماء , والبنزين , والمحروقات , والسكن , والوظائف والأجور والتأمينات الإجتماعية , وعلائق / وسائط العمل والإنتاج , عبر منظومة حداثية قوية لها صداها في الدساتير والقوانين الوطنية والإتفاقيات والمعاهدات الدولية .
وخلال هذه المتاهة أري أن الغالبية دوماً تتصور أو تتوهم أو تعتقد حسب مرجعياتها أنها تسعي للوصول إلي الحق , وبصورة أخري الحقيقة , فالتيارات الدينية حسب مرجعيتها تستند إلي الحق , مقارنة بالباطل , والتيارات المدنية تعمل في إطار البحث عن الحقيقة , حيث الثواب والخطأ , أما التيارات الدينية , فيتبعها بحثها للوصول إلي مرادفات لغوية منسوبة إلي مصادرها الدينية التي حازت الإيمان بقداستها لديهم , ومن ثم تستتبع النتيجة للحق أو مخالفته ليكون الأمر متعلق بالجنة أو النار , بالثواب والعقاب , سواء الدنيوي المتمثل في صب الغضب الإلهي علي المخالفين للحق , والمتمثل في الفقر والمرض والبلاء والخراب , وضيق الرزق وانعدام البركة وتفشي الأسقام والأوجاع الغير معروفة المصدر والمجهولة العلاج , وأن يسلط الله الحكام الظالمين عليهم ليسومونهم سوء العذاب , إلي الكثير من الأمثلة التي يصعب سردها .
ولذلك كان الصراع علي الدوام بين الحق المطلق , وبين الحقيقة , وما يتصل بهما من وقائع متجددة لانهائيةونصوص ثابتة نهائية, فالواقع له مؤكداته , والنصوص لها براهينها الآنية أو المؤجلة , ليتم الصراع بين طلاب الحق وطلاب الحقيقة , وإذا كانت الحقيقة هي أقوي الأسلحة , حسب أندريه زخاروف مخترع القنبلة الذرية الروسية: " كنت أظن لسنين عديدة إن أقوى سلاح في الوجود هو القنبلة الذرية , ولكنني إكتشفت مؤخراً أن أقوى سلاح في الوجود هو الحقيقة " . ولكن بالرغم من مدي مصداقية هذه المقولة نسبياً , إلا أن الحقيقة تحتاج إلي سلطة أقوي من القوة التي تحوزها القنبلة الذرية , فالحقيقة تحتاج علي الدوام إلي القوة , وليست القوة هي التي تحتاج إلي الحقيقة , وصار من الثابت أن الدول العظمي بما تمتلكه من قوة عسكرية وتدميرية جبارة تستطيع محو الكرة الأرضية عدة مرات , إلا أنها ترفض الحقيقة وتدير صراعات وشائعات مشبعة بالأكاذيب والأباطيل والخداعات المضللة , والذي يصنع ذلك ويؤدي إلي تصديقه هو القوة العسكرية الغاشمة بجبروتها الذي كاد أن يكون لامتناهي في إحداث الرعب والخراب الذي لامثيل له .
وعلي نفس الوتيرة , فمن يستخدم قوة الأرض , فعلي الجانب الآخر , من يمتلك قوة السماء حسب إيمانه الإعتقادي بذلك , فإنه يلتجأ إلي الحق بإعتباره مقدس , وأنه صاحب القوة التي لاتقهر بأسلحة الكون , وصاحب الجبروت الكاسر للجبابرة , والأمر مرهون بإرادته في الحرفين الكاف والنون "كن " : فـــ "يكون " !!
وهذا المضمار الذي يسير علي هديه هؤلاء , سواء كان هناك أخذ بالأسباب أو عدم الأخذ بها والإرتكان حسب إرادة العديد من الجماعات الدينية إلي الإرادة المطلقة والمشيئة والقدرة والقضاء والقدر , مما يستتبع معه أن هذه الحياة بكل ما فيها من كائنات موجودات مرهونة في البدء والمنتهي بالقضاء والقدر والمشيئة والقدرة .
وهنا تحدث الصراعات التي قد تصل للدموية !
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. أمطار ورعد وبرق عقب صلاة العصر بالمسجد الحرام بمكة المكرمة و
![](https://i4.ytimg.com/vi/ICmyAxrhF9U/default.jpg)
.. 61-An-Nisa
![](https://i4.ytimg.com/vi/IVXHeBbrqBs/default.jpg)
.. 62-An-Nisa
![](https://i4.ytimg.com/vi/5eD-P9QzhHI/default.jpg)
.. 63-An-Nisa
![](https://i4.ytimg.com/vi/RS_liKtRy1U/default.jpg)
.. 64-An-Nisa
![](https://i4.ytimg.com/vi/F6-rsWJ_RaU/default.jpg)