الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المنبر الاعلامي الايراني ببيروت

صافي الياسري

2018 / 8 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


ابان مسرحية الانتخابات العراقية التي ازيح فيها العميل الايراني نوري المالكي كان من جملة ما تستغربه و لماذا تستغربه فالاوضاع ببيروت قابلة لتكييفها على وفق رؤية طائفية تغلبها روحية الفرض والاجبار التي تصطبغ بها بيروت بشكل خاص على وفق ارادات ومرامي حزب الله ،كنت ترى على امتداد شارع مطار رفيق الحريري بوسترات صور العميل المالكي وبحجوم كبيرة ،ومن المؤكد انها كلفته مبالغ ضخمة ،دون ان يعترض عليها احد او يمكن القول ان الاعتراضات كانت خفيفة وخجولة ،بتبرير بسيط ان الدعاية تخص العراق ولا علاقة لها بلبنان ، انما وانت تطالع هذه البوسترات ،فانت تشعر انك لم تغادر بغداد ،وان يدا قوية كانت تحمي هذه البوسترات وتجبرك على مشاهدتها ،وتلك هي اليد الايرانية الوكيلة او الحاكمة والفاعلة بالنيابة ،اليد التي حولت بيروت الى مركز اعلامي اقليمي نشط لجمهورية الملالي وعملائها ،ومنذ عام 2011 عام اندلاع الثورة السورية ضد حليف الملالي الدكتاتور بشار الاسد ،نشط هذا المركز بالترويج لفكرة عدم السماح باسقاط محور الممانعة السوري واتخاذ بيروت منبرا للدعاوى الاعلامية الايرانية بهذا الشان ،ومن الملاحظ بشكل مكشوف ان النشاط الاعلامي الايراني اتخذ وسائل وسيطة – عراقية وسورية ولبنانية وحوثية – يمكنك ان تقرأ لافتات كبيرة وعديدة تحيي زعماء الحوثيين في شوارع الضاحية كما يمكنك ايض ان ترى صور الخميني وخامنئي ،وان ترى حدائق صغيره هنا وهناك كتب عليها انها هدايا من بلدية طهران تتوزعها صور خامنئي وروحاني وسليماني ونصر الله وما اعرف ولا اعرف من اسماء ملالي ولاية الفقيه الخمينية ،كذلك يمكنك مراقبة اعداد عديدة من الفضائيات والقنوات العراقية واليمنية والخليجية فضلا على اللبنانية والسورية وظيفتها خدمة مجموعات تدور غب الفلك الايرانيه ومن بينها تلفزيون "المسيرة" لجماعة الحوثي في بيروت، الذي على وفق الكاتب اللبناني مهند الحاج علي احتل رأس قائمة المطالب الخليجية من لبنان لإعادة العلاقات الطبيعية، وتحديداً السماح للسياح الخليجيين بالعودة، وانعاش قطاع الخدمات بعد موت بطيء. والحقيقة أن أي دولة تملك أدنى سيطرة على مصالحها السيادية، كانت أقفلت هذه القنوات بالشمع الأحمر، وطردت العاملين فيها، لأن ميزان المنطق يقضي بأن وجودها الضئيل يضر بمصالح مئات آلاف اللبنانيين، ولا فائدة محلية له. وليست هذه جماعات حقوقية مهددة، بل شبكات لها وظائف وعلاقات اقليمية. لكن الدولة اللبنانية لم تُؤد مهمتها اللازمة، بما أن القنوات موجودة في جزر "حزب الله" الخارجة عن سيطرة الإرادة اللبنانية البحتة. والواقع أن لبنان هو المكان الوحيد لمثل هذه القنوات، لأن وجودها في طهران يُثبت التهمة عليها. والأرجح أيضاً أن النظام السوري، وبدعم روسي، لن يقبل بتحويل أراضيه إلى محطة، إلا إذا كانت ورقة لها دور محدد في التفاوض مع العالم الخارجي. هي من حُصتنا، نحن المغلوب على أمرنا، حتى تصير هناك حكومة كاملة السيادة.
وهذه القنوات أيضاً أشبه بشبكات إقليمية، بما أن وجوداً سياسياً يحيط بها. وبالتالي فإن عملها من المكان ذاته، يفترض وجود مركزية في إدارتها والعلاقات بينها. وهذا الوجود السياسي، تماماً كالإعلامي، مضبوط الإيقاع، وهو خارج نطاق الإرادة اللبنانية ومصالح الدولة. بكلام آخر، هناك تقاطع لشبكة النفوذ الإقليمي (الإمبراطوري) الإيراني في الضواحي الجنوبية لبيروت.
وما يزيد من منسوب القلق حول هذه الشبكة الإيرانية في بيروت، تعيين سفير جديد أدى أدواراً اقليمية الطابع من موقعه الرفيع في وزارة الخارجية الإيرانية في طهران. السفير محمد جلال فيروزنيا الذي تولى موقعه الجديد قبل مدة قليلة في بيروت حيث حظي باستقبال مهيب في قاعة الشرف بالمطار، من وفد رجال دين وسياسة. إلى جانب توليه منصب السفير في البحرين واليمن وماليزيا سابقاً، كان فيروزنيا مدير مكتب الخليج في الخارجية ولعب أدواراً بارزة خلال أحلك المفاوضات في حرب العراق. كان الإسم الإيراني البارز خلال أحداث البصرة عام 2008 مثلاً. واللافت أن دوره في الخارجية امتد بين عامي 2001، وهي لحظة مفصلية للسياسة الأميركية في المنطقة، ولكن أيضاً للتمدد الإيراني نتيجة غزو أفغانستان والعراق، و2012، أي بعد الثورات العربية (أمضى 3 سنوات منها مستشاراً لوزير الخارجية الإيراني حينها).
تعيين فيروزنيا جاء ضمن حزمة تعيينات لسفراء (مجموعهم 10) في أنحاء العالم، وفي شهر انطلاقة العقوبات الأميركية على مبيعات النفط الإيراني. كما تأتي بعد شهر على اعتقال أسد الله أسدي، الدبلوماسي الايراني في باريس، بتهمة التحضير لتفجير في فرنسا يستهدف تجمعاً لمنظمة "مجاهدين خلق". وكأن الدبلوماسية الإيرانية تُحضر للعب أدوار مشابهة لما حدث خلال حقبتها الثورية في ثمانينات القرن الماضي، عندما كان التفجير والاغتيال وظيفتين رئيسيتين في السياسة الخارجية.
حتى لو لم يحمل تعيين فيروزنيا تغييراً في مستوى التدخلات الايرانية في لبنان، فإن السلطات اللبنانية مطالبة بإجراءات احترازية لتفادي أي مخاطر. ربما الخطوة الأولى المناسبة في هذا الاتجاه، سحب رخص هذه القنوات، واعتبارها غير شرعية، حتى لو واصلت عملها رغماً عن الارادة الرسمية اللبنانية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احمد النشيط يصرح عن ا?ول راتب حصل عليه ????


.. تطور لافت.. الجيش الأوكراني يعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسي




.. أهم ردود الفعل الدولية حول -الرد الإسرائيلي- على الهجوم الإي


.. -حسبنا الله في كل من خذلنا-.. نازح فلسطين يقول إن الاحتلال ت




.. بالخريطة التفاعلية.. كل ما تريد معرفته عن قصف أصفهان وما حدث