الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدرسة الراهبات .. اخر مسمار في نعش تنوع الروح العراقية

مهند نجم البدري
(Mohanad Albadri)

2018 / 8 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يبدوا ان اغلب اصحاب رؤوس الاموال وحديثي النعمة بالوقت الحالي لايملكون عقول اقتصادية تمكنهم من مضاعفة ثرواتهم المفاجئة فتراهم يلجأون الى "مطعم،مول،وكالات وهمية لماركات عالمية" لاتخرج عن هذا الاطار...

الشوارع الحيوية تحولت الى منيو مطاعم والمولات امست تنتشر بين تقاطع واخر فما الغاية من ذلك؟

السعي لتحويل مدرسة الراهبات التي سميت في عهد النظام السابق ثانوية العقيدة للبنات إلى مول تجاري يؤكد قمة الجهل الاقتصادي والتجاري من جانب "المستثمر" لان المشروع سيعطي لمستثمر حتى تكتمل صورة الاطمئنان لمن يخاف خطوة التحويل، ويؤكد ايضاً العقلية غير المبالية للتراث واهمية التنوع التراثي الممتمد الى اصول التنوع الديني في البلاد "سابقاً"...
فهل تحتاج الكنيسة في العراق الى واردات المدرسة؟ ليشاع ان الاعداد المتناقصة للطلاب المسيحين دفعهم لهذه الفكرة ام يكفيها ما يأتيها من تبارعات كنسية عالمية وحتى من قبل اثرياء مسيحين فهي تكفي لتقدم الدعم البسيط للقليل من المسيحين المتبقين .. ام ان الضغط والتترهيب من قبل متنفذين هو ما دفعها للموافقة على تحويل المدرسة الى مول تجاري ..



من المستحيل الاقتناع بأن ما تمارسه هذه الحكومة والمتنفذين بها هو نتاج الجهالة وحدها
؟
مبنى عمره اكثر من قرن مثل مدرسة راهبات التقدمة (ثانوية العقيدة للبنات ) بمعماره الفذ وبكيانه المعنوي كرمز من رموز التعليم المتحضر الذي كان ، ودلالاته الرمزية كمكان للعلمانية التربوية التي سادت مرة في العراق حيث تدرس المسيحية والمسلمة واليهودية والمندائية في ثانوية واحدة بمنتهى الوئام والمحبة ، كم صحبة عابرة للاديان نشأت في ظلال هذا الصرح الخالد
كم ذكرى لبلاد كانت رحبة القلب والروح طافت في ارجاء هذا المبنى ؟
لا يعرف ساسة المولات من حديثي النعمة شيئا عن ذاكرة هذا المكان ، وان عرفوا لن يعنيهم لان أية ذاكرة فيها روح المواطنة العراقية تكشف مدى قبحهم الطائفي الذي اسسوا عليه دولة العصابات والمولات
حين يفكرون بتحويل هذا المبنى الأثري الى مول تجاري فانهم ، وعن قصد واصرار يسعون لتدمير ذاكرة اجيال نادرة مرت بهذا الصرح .



الحرب على المسيحيين جزء من الحرب على الشعب العراقي كله لقتل تنوعه . إنها تحد صارخ للحكومة العراقية معلنة لها: "أين انتم؟ او مع من أنتم؟! هل انتم موجودون هنا..هل انتم السلطه و القانون...ام انتم فعلا كما يؤمن العراقيون جزء من مليشايات ومافيات , فماذا فعل المسؤولون يا ترى لوقف جرائم استباحة المسحين واموالهم ؟! بل هم دوما كانوا هم من يصادر ويهجدر المسحيين باسم الشريعة والدين كعمار الحكيم وغيره.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج