الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حدود سلطة المظاهرات 2 - 3

اسماعيل شاكر الرفاعي

2018 / 8 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حدود سلطة المظاهرات
2 - 3

نتيجة لهفته الشديدة الى تغيير الحالة الكارثية التي وصلتها البلاد ، اطلق بعض الكتاب ، على المظاهرات : صفة الثورة ، متجاهلاً التركيبة الفكرية والنفسية للفرد العراقي التي تمنعه من الأقدام على فعل الثورة ، والمتمثلة ب :
1 - الانشطار العميق في ولاء المواطن العراقي بين الطاءفة والوطن ، والذي تسبب بولادة وانتشار احزاب وتيارات يمينية محافظة : إسلامية وقومية وصعودها الى السلطة .
2 - تأييد المواطن لعملية تحول الفكر اليميني الى تشكيلات عسكرية مسلحة ، تطرح نفسها الان - بعد فوزها في الانتخابات - كمشروع ناجح لقيادة المجتمع والدولة .
3 - دور الفقيه الشيعي والسني الحاسم في المواقف السياسية لافراد الطاءفة ( احداث المنطقة الغربية بعد 2003 حتى اجتياح داعش لها ) ، كما برز في التأييد الكاسح - بعد اجتياح داعش - لفتوى الجهاد الكفاءي لدى غالبية افراد الطاءفة الشيعية ، فادى الى انحسار دور الدولة وتراجعه الى مجرد آلية تدور حول توفير الرواتب لإدامة تشغيل الوزارات .
4 - ضعف التيار الثالث ( وهو خليط من روءى سياسية يسارية وليبرالية وقومية ) وعجزه عن دفع شعار المظاهرات المركزي لعبور المطلبية الى مرحلة التفكير بالثورة ، وطالما تعرض هذا التيار لمحاولات ابتلاع صوته وشخصيته من قبل بعض التشكيلات العسكرية اليمينية .
نضيف الى ذلك : ان لا احد من هوءلاء الكتاب جاء على ذكر العلاقة الحميمة بين الثورة ونصب المتاريس ، وهي علاقة تكرر حضورها في كل الثورات الكلاسيكية في التاريخ : من ألثورة البريطانية المجيدة 1688 الى الفرنسية 1789 الى الروسية 1917ذلك ان حضور المتراس في الشارع : دلالة تاريخية على ان الوعي السياسي للثوار امتلك إرادة التغيير ، وصمم على ان ينجز على الارض مشروعه الحياتي الجديد ، ولهذا نصب المتاريس دفاعاً عن هذا المشروع : لا حوار ، ولا أنصاف حلول ، فإما ان يرحل العالم القديم بطبعته الثلاثية : الملك - الكنيسة - الإقطاع ، وأما ان تنهار المتاريس عل جثث الثوار .
ولم تكن المظاهرات الجنوبية هكذا ، فهي ليست مظاهرات ذات روءية حضارية لكي نسميها : ثورة ، اذ لم تقم على أساس الوعي بضرورة استبدال عالم الحضارة الزراعية ، بكل ما ترسب عن مدونته القانونية والتشريعية من امتيازات واستبداد وتفاوت ، تلك التي تدور في أفق الراعي والرعية ، بعالم حضاري اخر يدور حول مفهوم المواطنة والمساواة وكفالة كل انواع الحريات ومنها حرية الضمير والتدين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إبراهيم عبد المجيد: يهود الإسكندرية خرجوا مجبرين في الخمسيني


.. سياسي يميني فرنسي: الإخوان ساهموا في نشر الإسلاموفوبيا في أو




.. 163-An-Nisa


.. السياسي اليميني جوردان بارديلا: سأحظر الإخوان في فرنسا إذا و




.. إبراهيم عبد المجيد: لهذا السبب شكر بن غوريون تنظيم الإخوان ف