الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ازلية غياب الهوية الوطنية عن العراقيين ... حقيقة يجب الاعتراف بها .

حيدر حميد الصافي

2018 / 8 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


تتمدد الهويات الفرعية على حساب الهوية الوطنية اذا ما تهاوت الدولة وضعفت ، وما حصل بعد الاطاحة بنظام صدام حسين عام ٢٠٠٣ كان كافيا لبروز العديد من تلك الهويات .
الهويات الفرعية - عادة - ما تكون متجذرة وراسخة في المجتمعات المنغلقة على نفسها ، وتضعف او تنعدم كلما تقدم المجتمع ومؤسساته المدنية والامنية ، في العراق الحديث لم تكن الهوية الفرعية غائبة لعدة اسباب اهمها القمع السلطوي و العوامل الاقتصادية .
فمنذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة وتنصيب الملك فيصل الاول عام ١٩٢١ وليومنا هذا لم تغب الهوية القومية او الطائفية او العشائرية وحتى المناطقية منها.
فسلطة العشائر وشيوخها في العهد الملكي لا تحتاج الى حديث مطول واسهاب فكان الاقطاعيون من شيوخ العشائر يملكون كل شيء حتى ارواح الفلاحين والساكنين في مناطق نفوذهم والولاء للعشيرة يقربك للاقطاعيين زلفى ويوفر لك الحماية .
وبعد ثورة عبد الكريم قاسم عام ١٩٥٨ بالرغم من قانون الاصلاح الزراعي ومحاربته للاقطاعيبن الا ان العشيرة بقت محتفظة بمكانتها ولكن قلت سطوتها نتيجة لتلك الاجراءات ، ولكن برزت هويات فرعية اخرى والمتمثلة بالهويات الحزبية ( الشيوعية ، القومية ، الاسلامية ) فبعيدا عن تناحر الضباط القوميين مع الحزب الشيوعي الذي انتشر كالنار في الهشيم في اوساط المجتمع الجنوبي والفرات اوسطي ، احس رجال الدين متمثلين بحوزة النجف بالخطر وبدأوا العمل على تأسيس حركة سياسية على اساس ديني طائفي تمخض اخيرا عن ولادة حزب الدعوة الاسلامية الذي دخل الصراع " الهوياتي " ( فتوى اية الله محسن الحكيم بان الشيوعية كفر والحاد ابرز تمثيل لدخول الحوزة الصراع ) ، فزدادت الهويات الفرعية عددا وبدأت معادلة السيطرة والاقصاء فيما بينها .
تولى القوميون السلطة بعد انقلاب ١٩٦٣ فحصر الهوية الوطنية بفكره ونهجه وكنتيجة طبيعة لذلك ارتكب جرائم بحقه معارضيه وكل يدعي الوطنية والوطنية لا تقر لهم بذلك . فضلا عن ذلك فان عبد السلام عارف قائد الانقلاب اتى بابناء مدينته الفلوجة الى السلطة وقربهم منها ،فنتجت هوية فرعية اخرى " المناطقية " .
وعندما قبض حزب البعث على السلطة بالرغم من وحشيته و شدته الا ان الهويات الفرعية تحولت من العلن الى الخفاء وانتفاضة الشيعة عام ١٩٩١ والحركات العشائرية السنية كان طبيعية لاظهارها .
ولا نغفل الهوية الكوردية المنقسمة على نفسها عشائرية وفكريا ومناطقيا .
وانتهت الحلقات بوصول الهويات الفرعية جميعها الى السلطة بعد ٢٠٠٣ فالقوة الشيوعية تجزأت والاسلامية تمزقت والقومية تشظت واليسارية واللبرالية لم تكن افضل حالا والعشائرية ترأست والمناطقية برزت ، فظهرت هويات فرعية اكثر من ذي قبل بعشرات المرات وغابت الهوية الوطنية تماما ، فلا يدعي الوطنية الا طامع بسلطة تخدم مصالحه الشخصية ومصلحة هوية التي ينتمي اليها .
فهل العراقيون وطنيون ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إعصار ميلتون يخلف دمارا كبيرا في فلوريدا الأمريكية


.. الضربات الإسرائيلية تطال رجال الدفاع المدني في لبنان وتقتل 5




.. فرنسا: حظر تجول في المارتينيك إثر حركة احتجاجية -عنيفة- ضد ا


.. جائزة نوبل للسلام 2024 تمنح لمنظمة -نيهون هيدانكيو- الياباني




.. بعد عقود من الحرب..الحياة تعود إلى حديقة الحيوان الوحيدة في