الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هندسة الذات8: الذات والتغيير

سعاد جبر

2006 / 3 / 29
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تواجهنا في الحياة معضلات وازمات ، ربما يشتد سعيرها ، وربما يتغلغل اثرها فينا فتعرقل اهدافنا من خلال ما تؤول إليه من مثبطات واحباطات ، تزعزع القوة العملاقة التي تسكن ذواتنا ، فتجعل مارد الإرادة والتحدي فينا يخمد تأجج طاقته فينا ، ونغدو صرعى الأحباطات والأستسلام في الحياة ، وربما تلك الأبعاد اثرت في حياة احد مشاهير العالم امثال ( بيلي جويل ) إلى ان قادت قدماه بعد متتاليات الأحباطات والأزمات في حياته إلى ان يكون في مصح عقلي بعد صراع مع رحلة الرغبة في الأنتحار ، وعندما واجه العالم من خلال عيون صرعي الأزمات في ذلك المصح اتخذ قراراه الأول في الحياة بأن يصعد القمة في الحياة مردداً كلمته الشهيرة " لن اسمح لنفسي ان اصل إلى ذلك الدرك من الشعور ، وغدا بعد ذلك من مشاهير الغناء في عوالم الفن الأمريكي
وهنا تتشكل اهمية اتخاذ القرار واتباع ما تتطلبه من استراتيحيات التغيير الواجب اتخاذها في مواجهة الأزمات ، التي ربما يفرزها الم الواقع وتأخر الفرص وغير ذلك من معطيات الأحباط في الحياة
وفي ظل تلك الأزمات تتراكم على المرء في ضوء قانون الجذب مجالات الجذب للرسائل السلبية والمثبطات ، في الوقت ذاته الذي يغفل فيه عن مواهب متعددة تكمن في داخله ، يمكن ان تمده بالقوة وتوجهه لأفضل السبل بحيث تجعل عواطفه مطواعة لها ، واداة قوية تساعده على تحقيق اقصى ما لديه من امكانات بدلا من ان تكون عائقاً في طريقه
وهنا تتأكد مقولة انتوني روبنز " هناك قوة ما زلت استخدمها في كل يوم من ايامي لتشكيل حياتي الشخصية " وتلك القوة هي مارد عملاق في ذواتنا لكنه ساكن بفعل الأستسلام للواقع ورفض التغيير ، وجوهر المسألة يتأكد في ان نسيطر على انفعالاتنا المستمرة إذا كنا نريد ان نتولى زمام المبادرة في توجيه حياتنا
وتتعزز تلك الأيجابية في الأنفعالات واستثمار تلك القوة الداخلية من خلال اللحظات التي تتخذ فيها قرارك وبالتالي يتولد من رحم ابداعاتك منجزاتك ومستقبلك بثقة ، وهذا يقتضي الألتزام الصادق الكلي مع قراراك المقدس بالتغيير واستثمار تلك القوة الداخلية الحيوية المشعة في عوالم انجاز بلا حدود واستقرار نفسي هادئ ، في ظل رحلة التغيير للذات في ضوء القرار الجاد ومساحات الحرية المسؤولة للذات
ويحتاج القرار إلى مراجعة ذاتية للذات في كافة الأبعاد المختارة سواء في رحلة التغيير لازماتك المالية او مضمون العلاقات التي تحياها فما لوكنت غير راضٍ عنها او في ضوء عملك وشعورك بأنه لايتسق وقدراتك الكامنة في اعماقك وهنا تتجدد لذة التواصل مع مقولة " قررت الا اقبل قط اقل مما يمكنني تحقيقه "
وما سبق ذكره يؤكد اهمية اتخاذ القرار الحاسم في حياتك للتو دونما تأخير ، ومعيار النجاح في اتخاذ القرارات هو اتخاذ المزيد من القرارات ، وهذا يقتضي امتلاكك بزمام قيادة القوة العملاقة في ذاتك ، والتي تشكل رونق ونكهة حياتك الأبداعية ومستقبلك الماسي اللامع وتطلعاتك اللؤلؤية ، في ظل شعار جميل " المعلومات قوة حين يتم وضعها موضع التنفيذ " وتلك الكلمات والمعارف التي يسيجها قلمي لك تحت منهجية هندسة الذات تبقى كلمات وافكار معرفية ان لم يتمكن القارئ من التواصل معها عبر رحلة الذات والمنجزات من خلال التطبيق العملي لمعطياتها في الحياة فتغد قوة اضافية كامنة فيك في رحلة التغيير للذات وواقعك الذي ترزخ ذواتنا تحت سلبياته وازماته في بعد الذات والمجتمع والثقافة والسياسة ومأسسة التنظيم وادارة الذوات والمال وما لاينتهي في حياتنا من متتاليات الفوضى في الذات والمجتمع والأمة
وتستند استراتيجيات التغيير بإيجاز في ابعاد متنوعة هي على النحو الأتي
ـ قررالأن ما تريد ، في هندسة ذاتك ، ابداعاتك العملية ، مساراتك الأجتماعية ، هرمك الثقافي ، مملكة وجهات نظرك في الحياة والناس والنظم بكافة اشكالها
ـ اقدم على العمل فيما تريد ، وثق انك تملك قوة عملاقة لذلك ، وان ابداعك يولد مع لحظة اتخاذ قرارك للتو
ـ راقب مسيرتك في ضوء ذلك ومحطات نجاحك والتحديات التي تواجهك
ـ غير اتجاهك فيما يعيقك ويتناقض مع هدفك وتواصل مع هدفك حتي تتوصل إلى تحقيق ما تريد
ـ ثق انك ستصل وان تأخر هبات الله سبحانه وتعالى لك بالتأييد لايعني مطلقاً ان الله يمنعها عنك ، لأنه في اللحظة التي تلتزم بها التزاما كليا بالتغيير فأن العناية الألهية لابد ان تواتيك بالمساندة ، فلا تتعجل الثمر . وثق بالتأييد
ـ اجعل ذاتك مستغرقة في قرارك ومتطلباته في ضوء (Just Do It)
وهنا تتأكد اهمية تفعيل طاقة التركيز فيما تود تغييره ومعنى الأشياء وقيمتها لديك في ضوء رحلة التغيير وما الذي يبلغك النتائج المنشودة ،والأجابة محددة في طاقة التركيز التي تنتهجها في توجيه القوة الخارقة في ذاتك التي لو عمقت تركيزها في اهداف محددة فإنها تخترق الوجود ابداعا ومنجزات
وتبرز اهمية متابعة التركيز عوضاً من تشتيت الطاقة في الالألم الناجمة من الواقع ومراراته وعوالم المقارنة المرة مع الأخرين ، وهنا تبرز اهمية مقولة وانت تندفع في النهر ( الحياة ) إلى اهدافك البعيدة لا بد ان تصل بهدوء وذكاء إذا استثمرت قوتك الداخلية في ضوء طاقة التركيز وإذا ما ركزت على الصخرة التي قد ترتطم بها فإنك لاترى او لاتستطيع ان ترى ما ينتظرك ، ويغدو الأفق ضبابيا متأزما يحمل المحبطات، وعشوائية سلوكية بلا معنى ولامضمون
والمتتبع لحياة المشاهير والمبدعين لابد ان يرصد الكم الهائل من المصاعب والتحديات والمثبطات التي اعترضت حياتهم واوشكت ان تسرق احلامهم ولكنها لم تثني جهودهم ولم تبعث الاحباط في حياتهم ، ولم يكونوا قط يندبون حظوظهم وواقعهم والمصاعب التي تغلغلت إلى حياتهم وابداعاتهم ، لأنهم كانوا دوما يؤمنون بالقوة المبدعة التي تحملها ذواتهم ومساحاتها المشعة الخارقة ، ولم يكن مجرد اعتقاد في مرجعياتهم الفكرية بل كان هدفا عظيما يؤججه طاقات تركيز عاليه نحو الحلم المنشود والأستثمار المطلوب فواصلوا التركيز في تلك الطاقة اللامعة المشعة ، فأبلغتهم مساحات اختراق الوجود ابداعا وتميزا فكان العناق بين بين الطاقة البشرية الخارقة في ذواتهم والطاقة الأيمانية بالتأييد فلكل مجتهد نصيب ولابد لمن يطرق ابواب الحرية الحمراء ان تفتح له الأبواب يوما ما ولابد لمن يحاول صعود القمة ان يعتليها يوما ما ، وليس المهم هناك اعتلاء القمة وانما ما يتبعه من هدوء واستقرار نفسي واستمتاع بالمنجز والتواصل في رحلة العطاء والأبداع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صفقة الاتحاد الأوروبي مع لبنان..ما خلفياتها؟| المسائية


.. بايدن يشدد على إرساء -النظام- في مواجهة الاحتجاجات الجامعية




.. أمريكا.. طلاب يجتمعون أمام منزل رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شف


.. الجيش الإسرائيلي: 12 عسكريا أصيبوا في قطاع غزة خلال الساعات




.. الخارجية الأمريكية: هناك مقترح على الطاولة وعلى حماس قبوله ل