الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابراهيم والحج: دروس خرافية ضد القيم والأخلاق والضمير الانساني

انور سلطان

2018 / 8 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قصة ذبح ابراهيم هدفها الأساسي بيان مدى ايمان ابراهيم. وهي قصة توراتية، حرفها محمد. والله في التوراة قد يجهل أمورا، لذلك يعرفها عن طريق الاختبار. والقران أخذ القصة التي يناقض هدفها صفات الله في القران، أنه مطلع على السرائر وما كان وما هو كائن وما سوف يكون، مما يجعل الله في غنى عن اختبار ابراهيم ليكتشف مدى ايمانه.

وقد تحقق الله من مدى قوة ايمان ابراهيم. وقد تبنى القران هذه القصة وما بها من عوار، مثلما تبنى قصة لوط بكل عوارها الأخلاقي.

هذه القصة، والحج الاسلامي، هي تأسيس لمعيار خطير حول الخير والشر والصلاح والفساد. فالخير ما يأمر به الله والشر ما ينهى عنه. ولو كان أمر الله يخالف ضمير الانسان.

ذبح الطفل جريمة، ولا يمكن تبريرها بأي مبرر. لكن الاسلام يقول أن هناك مبرر مقبول، وهو أن يأمر الله بذبح طفل. وسواء فعلها ابراهيم أو لم يفعلها فلا قيمة لذلك (وان لم يفعلها ابراهيم فقد فعلها صاحب موسى الخضر)، فالقصة تضع معيارا للخير والشر هو ارادة الله. (وهذا من التناقضات الأساسية في الاسلام).

عندما يطلب الله ذبح طفل، ويصرخ الضمير من هول الفاجعة، فلا يجب طاعة الضمير وما تمليه القيمة، بل طاعة أمر الله ولو كان قبيحا، فعندما يصدر من الله فلا يعود قبيحا بل حسنا، ولا يعود ذبح طفل برئ، وكأنه خروف، تقربا لله أو انتقاما مبكرا (كما في قصة موسى)، جريمة وهدر للقيم بل حسنة وعمل عظيم. ان اسقاط القيم وعمل ما يهز الضمير ويزلزل كيان الانسان، طاعة لله، هو قمة العبادة والايمان وقمة النجاح والصلاح والخير.

هنا تكمن خطورة الأديان التي تدعي أنها سماوية. والاسلام أخطرها، لأنه لم يكتف بتبني قصة توراتية خرافية، بل أضاف لها عداء الكافر والأمر بكرهه،ولو كان من الأقربين، وجعل ابراهيم قدوة للمسلمين في ذلك عندما تبرأ من قومه. وزاد عليها هدر دم الكافر وتخييره بين القتل أو الاسلام، وان كان من اليهود أو المسيحيين يعطيه خيارا ثالثا هو الجزية يدفعها وهو ذليل (أي الخضوع والذلة للمسلمين). فمن يتبرأ من أهله ويعاديهم، أو الأهل الذين يتبرؤون من ابنهم أو ابنتهم ويعادونه أو يعادونها، فصنيعهم هذا من العمل الصالح، ولم يصلوا الى أروع العمل الصالح وهو ذبح ابنهم الكافر أو ذبح الابن لأهله الكافرين، ولو فعلوه لن يصلوا الى ما وصل اليه ابراهيم، فقد وصل قمة القمم الايمانية وأصلح الصلاح وهو عزمه الأكيد على ذبح طفل مؤمن هو ابنه، وليس كافرا بالغا، تقربا لله.

ما أقبحه من قربان، وما أقبحه من اله!

ما ذنب طفل ليكون قربانا وعملا صالحا لغيره؟

هذا مرفوض من حيث المبدأ، ولا يقبل أن يكون الاختبار فيه. الا اذا كان الاله لا توجد لديه قيم ولا معايير أخلاقية. وهذا هو الاعتقاد في الديانات الوثنية. والقربان نفسه فكرة وثنية صميمه نابعة من طبيعة الاله الوثني لدى الوثنيين. والديانات الثلاث، اليهودية والمسيحية وابنهما غير الشرعي الاسلام، لم تخرج عن العقلية الوثنية. ان أساسها وجوهرها وثني، وان ادعت أنها سماوية، لأن العقلية الحاكمة وثنية، ونواتها الفكرية وثنية.

فالله في هذه الديانات ليس الا وثنا تم تجريده وتحويله الى روح (وهي خرافة دينية بائسة).

هكذا دين هو هدم للقيم ويتعارض مع الطبيعة الانسانية، وينتج عقلية خطر على نفسها وعلى الحياة وعلى البشرية.

ان ضمير المسلم في الحقيقة يواجه هذا الامتحان الأخلاقي العسير دون وعي منه. ويحاول أن يوفق بين ضميره وبين تعاليم هدفها الأول قتل ضميره. ومما يساعد على هذا التوفيق هو شيطنة الكافر، والاعتقاد أن الانسان خلق لطيع الله، ومن يكفر مصيره جهنم.

تعاليم عبارة عن خلطة متناقضة. خلطة من اللامنطق واللاعقل واللاأخلاق واللاانسانية، ومن الخرافات والأساطير.



















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رد
انور سلطان ( 2018 / 8 / 22 - 20:02 )
من الردود الدفاعية نفهم مدى جناية الدين على الانسان.
المقال في واد والردود في واد اخر.
هذه القصة تجعل ارادة الله هي المحدد للخير والشر. فما يأمر به الله خير  وطاعته خير ومعصيته شر ولو كان شنيعا وقبيحا.
لماذا تضحكون على انفسكم، أفيقوا.

اما حكاية المسلم أن أصل القربان يعود الى قصة ابني ادم، فلا تدل الا على بؤس العقلية الدينية. عقلية مستلبة تدور في حلقة مفرغة.  تجعل من خرافاتها مسلمات.

القربان نابع من تصور الاله، انه يشبه البشر في شهواته ويختلف عنهم في قدراته، يأكل ويشرب ويعربد، وسادي يعمل الشناعات، فيتقربون له بما يشبع نهمه، ليتقوا شره ويجلبوا رضاه. وهذا الاعتقاد متناقض ذاتيا، لانه الاله القدير سيوفر لنفسه كل شئ ولا يحتاج للقربان.

هل تخلصت الديانات التوحيدية من الوثنية. لم تتخلص على الاطلاق، ما فعلته هي أنها وحدت الوثن، واستعاضت عن الالهة الاخرى بالملائكة والشياطين.


2 - رد
انور سلطان ( 2018 / 8 / 22 - 20:04 )

وأضيف للأخ سامويل التالي: هل طلب الله من ابراهيم ذبح ابنه؟ اذا طلب ونفذ ابراهيم الأمر الا ان الله تدراك الامر فلا يدل الا على ما ذكر المقال وهو اعتبار ارادة الله معيار الخير. فقط تدارك الله الامر رحمة بابراهيم، اما امر الله فليس خطأ في ذاته، بدليل أن ابراهيم استجاب، وان الله لم يعاتبه بل أكبر صنيعه.
قل ان القصة رمزية او غير رمزية، لا يقبل من حيث المبدأ أن يأمر اله حكيم عنده معايير أخلاقية عبد من عباده هذا الأمر ويطلب هذا الطلب. لكن من قال ان اله التوراة والانجيل والقران حكيم ولديه معايير أخلاقية رفيعة، انه وثن الأوثان.

اخر الافلام

.. القبض على شاب هاجم أحد الأساقفة بسكين خلال الصلاة في كنيسة أ


.. المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهدافها هدفا حيويا بإيلا




.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز


.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب




.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل