الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدخل الى سيناء - جزء خامس

سعيد رمضان على

2018 / 8 / 22
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


قبل الفتح الإسلامي ساد مصر اضطراب بسبب رفض المصريين تدخل البيزنطيين في جدل ديني حول طبيعة السيد المسيح ، ووجد المصريون في هذا الخلاف الديني سبيلا للخروج على بيزنطة والقيام بحركات ضد الإدارة البيزنطية التي سادها الظلم والتعسف وخاصة في جباية الضرائب ، وقد اتخذت المقاومة المصرية شكلا خاصا بحركة هجرة إلى المعابد والأديرة بالصحراء ، مما نتج انتشار الفوضى بالبلاد ثم هجم الفرس أعداء بيزنطة على مصر والشام وقد استطاع هرقل رد الفرس لكنه عجز عن تحقيق الاستقرار في مصر بسبب استمرار المشكلة الدينية .
نتج من هذه الأوضاع الترحيب بالفتح الإسلامي لمصر من قبل المصريون الذين استقبلوا الجيش الإسلامي بالترحاب وقدموا له كل مساعدة ممكنه .
وقد سلك عمرو بن العاص طريق حورس في شمال سيناء إلى مصر على رأس جيش مكون من أربعة آلاف جندي فاستولى على العريش في أوائل سنة 19 هـ / 640م ثم تابع زحفه من العريش إلى الفرما شرق بور سعيد ، وتم فتحها بعد حصارها شهرا ، وبسبب هذا الحصار وكثرة الحصون وتركه حاميات بالفرما والعريش أرسل عمرو بن العاص طالبا إمدادات فأرسل الخليفة إليه بإمدادات فبلغ الجيش الإسلامي 15600 الذي تقدم ففتح مدينة بلبيس، وقرية أم دنين شمالي حصن «بابليون» ثم انتصر على جيش الروم في عين شمس ومحاصرة حصن بابليون وبعد شهر من الحصار والمناوشات وافق «المقوقس» نائب إمبراطور الروم على مصر دفع الجزية وكتب شروط الصلح، ثم غادر إلى الإسكندرية، ومن هناك أرسل بشروط الصلح لهرقل فرفضها .
قرر عمرو بن العاص بعد فتح معظم أجزاء مصر التوجه لفتح الإسكندرية، عاصمة مصر حينها ، وعندما وصل حاصرها ثم ترك جزءًا من قواته للحصار، بينما تحرك بباقي القوات لفتح باقي أجزاء مصر في الصعيد .
قررت الإمبراطورية بعد موت هرقل إجراء صلح مع المسلمين نظير رحيل حاميات روما من الإسكندرية، وفي يوم 16 شوال 20هـ ـ 17 سبتمبر 641م، رحل الجنود الرومان من الإسكندرية بعد الصلح مع عمرو بن العاص، ، وبذلك أصبحت مصر منذ ذلك الوقت دولة إسلامية .
وإذا كان الفتح الإسلامي قد وضع نهاية للسيادة البيزنطية على مصر والتي حرمت المصريين من إدارة شئون بلادهم ، ووضعت حدا للاضطهاد الديني ، فقد كان الفتح أيضا مشجعا لبعض العناصر البدوية في شبة جزيرة العرب للنزوح إلى سيناء والاستقرار بها مما ساعد علي انتشار الإسلام بين سكانها ، وقد اعتبرتها بعض هذه العناصر نقطة وثوب إلي شمال إفريقيا فاستقر بعضها ببعض قرى مصر ومدنها ، بينما نزح البعض الآخر إلي بلاد المغرب. فكانت سيناء أحد أهم المعابر البشرية خلال القرون الأولي من الفتح الإسلامي . وهذه الهجرات التي عبرت سيناء منذ الفتح الإسلامي أخذت تزداد خلال العصرين الأموي والعباسي ، ثم أخذت تقل بشكل ملحوظ منذ عصر الطولونيين ، نتيجة انهيار النفوذ العربي خلال العصر العباسي الثاني، وتزايد نفوذ عناصر أخري كالفرس والأتراك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات الطلبة في فرنسا ضد حرب غزة: هل تتسع رقعتها؟| المسائ


.. الرصيف البحري الأميركي المؤقت في غزة.. هل يغير من الواقع الإ




.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في مستقبل الفورمولا؟ | #سك


.. خلافات صينية أميركية في ملفات عديدة وشائكة.. واتفاق على استم




.. جهود مكثفة لتجنب معركة رفح والتوصل لاتفاق هدنة وتبادل.. فهل