الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقاط علمانية على كلمات مشيخية

عمار عرب

2018 / 8 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يريد البعض "لأغراض في نفسهم" أن يصوروا أن هناك حربا من العلمانيين العرب على المتدينين "المساكين" منطلقين في ذلك من مبادىء مظلومية المتدين العربي الراسخة دائما في لاوعيه بسبب ظروف تنشئته الغير طبيعية بل والمريضة أحيانا .. أو أن يصوروا بهتانا أن العلمانيين العرب يحاربون الإسلام!! و الأكثر سخرية محاولتهم التفريق بين العلمانيين العرب وغير العرب وهنا وجب وضع النقاط على الحروف كي لا يتماهى هؤلاء في خطابهم اللا أخلاقي الشعبوي واستغلالهم لجهل قسم كبير من متابعيهم :
أولا - العلمانية هي طريقة لمنع تدخل رجال الدين المؤدلجين في سياسات الدولة كيلا ينطلق هؤلاء من مبادىء كره المخالفين لتمرير سياسات الأغلبية الطائفية العددية على باقي شرائح المجتمع لتضع الحواجز الطائفية بين الناس وتجعل الطائفة أهم من الدولة .. و أيضا كي لا توصم الدول بأن لها دين في دساتيرها وهذه مهزلة لازالت تحملها حتى بعض الدول الغربية منذ أيام التخلف وسيطرة الكهنوت عليها إلى يومنا هذا و باتت اليوم لا تعرف كيفية التخلص منها فهل إذا كان دين الدولة الإسلام معناه أن الدولة ستدخل الجنة معهم وتجلس معهم على نهر الكوثر؟ هذه مهزلة لا أخلاقية و تمنع الإنسان الكفؤ من الطوائف الأخرى من أن يأخذ دوره في المجتمع كاملا أو الترشح لرئاسة الدولة .

ثانيا - العلمانية هي وسيلة لمنع تدخل رجال الدين المؤدلجين طائفيا بالسياسة عبر تحريض متابعيهم من الغوغاء الطائفيين وهم الأكثرية في بلادنا حاليا للأسف لانتخاب شخص على أساس طائفته وليس على أساس برنامجه
ثالثا - كثير من العلمانيين العرب متدينون مسلمون و لكنهم يحاولون إفهام رجال الدين أن التدين هو علاقة بين الإنسان وربه لا تستوجب وساطتهم أصلا ولا محاولتهم تنصيب أنفسهم ناطقين بإسم الله أو وكلاء حصريين لكيفية عبادته .. وحتى هؤلاء العلمانيين المتدينين لا يحق لهم فرض شرائع على الناس وفق رؤيتهم الدينية أحادية الجانب .
رابعا - الإسلام بطبعه وبنسخته الأصلية قبل الأدلجة المذهبية السياسية علماني فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ولا مجال للضحك على البسطاء لإفهامهم أن العلمانيين يحاربون الإسلام لأن العلمانية جزء من الإسلام الحقيقي ولكن ليس جزءا من إسلامهم المذهبي المعبوث به سياسيا .
خامسا- نعم العلماني المثقف الحقيقي لا يحترم مظاهر التدين السطحية المتخلفة التي تذهب بمجتمعه للحضيض لأنه يحترم عقله ويحاول دائما إفهام الناس أن الدين جوهر وهو وسيلة لخدمة الإنسان وليس غاية بحد ذاتها وأن رجل الدين الحقيقي هو من يحاول الإرتقاء بمجتمعه فكريا و يفهم أن دينه عالمي الطبيعة ومنفتح وليس من يحول الدين إلى قبيلة هو ناطق إسمها .
سادسا - العلمانيون العرب لا يفترقون عن العلمانيين الغربيين مطلقا ولكن العلمانيين الغربيين خاضوا معركتهم الصعبة ضد الكهنوت وربحوها أما نحن فلازلنا نجاهد ضد عقول مريضة طائفيا ومشيخيا يصعب شفاؤها ولذلك نحن "حاليا" أكثر حدة وقد كانوا قبلنا أكثر حدة بل ودموية ضد "كهنتهم" .
سابعا - لا يدعين متمشيخ أنه علماني لأنه عندما يريد أن يشرع في البرلمان من منطلق الحلال والحرام "المذهبي لطائفته" وليس من منطلق المصلحة المجتمعية فقد خان ضميره و عمله أولا و سعيه وجماعته للوصول للبرلمان بناخبين مذهبين يشكلون أغلبية طائفية لايختلف بتاتا عن مبدأ الحاكمية لسيد قطب والإخوان المتأسلمين .
ثامنا - معركة العلماني العربي ضد الكهنوت أصعب بكثير من نظيره الغربي ولكنه لم يدعو يوما عبر أحد من رموزه لسفك دماء المتميشخين تجار الدين رغم كل ما فعلوه وشوهوه في عقولنا ..ومن يدعو لذلك هم الطواغيت الذين يستخدمون العلمانية والدين والكهنة على حد سواء أو عبيدا لسلطة ما يحاولون التلطي خلف العلمانية لمآربهم السلطوية القمعية السافلة.
تاسعا - يؤسفني أن يصدر هذا الكلام من أشخاص تأملت يوما بقلمهم خيرا .. و السلام ختام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟


.. نشطاء يهود يهتفون ضد إسرائيل خلال مظاهرة بنيويورك في أمريكا




.. قبل الاحتفال بعيد القيامة المجيد.. تعرف على تاريخ الطائفة ال


.. رئيس الطائفة الإنجيلية يوضح إيجابيات قانون بناء الكنائس في ن




.. مراسلة الجزيرة ترصد توافد الفلسطينيين المسيحيين إلى كنيسة ال