الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثنائية الهمجية والحضارة ؟

احمد مصارع

2006 / 3 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يقول الحكماء : من لا يعرف قيمة للطائر المغرد , فانه سيشويه ليأكله ؟
الله حاميها بتساؤل من هو منتجها ؟
فإذا كان المنتج التكنولوجي أمريكيا أو صينيا , شاحنة صغيرة على سبيل المثال , فما معنى أن نراها قد تحولت محليا , الى بعير يحمل هودجا ؟
تكنولوجيا الاستيعاب المحلي لمنتج عالمي بائسة جدا ؟
الحرية في الاستهلاك , وقوانين محلية لا تعارض التزوير , بحجة حرية المستهلك في التطبيع المحلي لمنتجات الآخرين العالية , وفي إضافات مقيتة لا يبررها سوى شريعة الجشع , بل الفساد والإفساد , بدون ضوابط وبدون حدود ؟
في الشرق الهند وباكستان , وفي أفريقيا بوروندي والكونغو وربما السودان , ما يجعل الشرق الأوسط مختنقا من الرياح السامة التي تجتاحه من هناك ؟
طالما ظل العالم غير موحد بمافيه الكفاية , بل يشهد حربا مكشوفة بين الزمن القديم جدا, والزمن الحديث للغاية , الأمر الذي سبقي عوامل الضغط العالي شبحا مخيما على الجنس البشري , نتيجة المفارقة من صعوبة تعايش الزمن في عالم واحد ؟
الزمن المتخلف غير جدي في تفاعله مع ضرورة الأخذ بأسباب الحضارة بكل ما تعنيه من قيم أخلاقية , ومن صعوبة الفصل بين التكنولوجي والأخلاقي , لكون التكنولوجيا تطبيقات للنظريات العلمية , التي تتناسب مع الشخصانية الإنسانية للأمم صانعة الحضارة الحديثة , فاللمنتوج الصيني دلالته على الرغم من سيادة عوامل السوق , على تكيف مشخص للتفاعل القومي , وقد تم إسقاطه على التكنولوجيا , وهو أمر يقترب من درجة المتعارف عليه ؟
ولكن الطفيلي للغاية هو الشاحنة الشرقية جدا أو الغربية جدا , وقد تحولت الى بغال أعراس , مزركشة بشكل غابي , ووحشية سرية , من نقوش آيات كريمة , أو معلقات شعرية على أستار , على كعبة آلة صنعت في بلد معين , لتكون صادرا حضاريا وثقافيا , بأقصى درجات التكيف والإنتاج , وما الاستهلاك العالي سوى الخاتمة الطبيعية لوصول المنتج الى العنوان المحدد , كما تمضي الرسالة في طريقها نحو العنوان الصحيح نحو الصندوق البريدي لشخص معين معرف بدقة , فيروسات وكائنات طفيلية تهاجمنا باستمرار , تسخر من المنتجات العالمية , وتطبعها بالتخلف والهمجية , ميت وحي وعايش بالجبايش , من والى ؟ إما أو ؟
حرية المستهلك , حتما ستجري في فضاء , بموجب قضاء , ولكن لابد من وقفة مع النفس وساعة حساب , وحساب حدود التكيف والاستيعاب , عن طريق فضح تبعية الشكلانية المقيتة , بل الحرية التعسة , بدون أفق حقيقي للحرية , والسلام , بل في الحياة الديمقراطية , المشخصة بعلومية تكشف القدرات الحقيقية على الأخذ والعطاء , بل والمنافسة الجادة في الإنتاج والاستهلاك , وربما يتطلب ذلك روحا , وشخصا نية انتظارية ولريثما تحل على العباد لحظات الإبداع لا التقليد والاتباعية المقيتة , بل الروح الاستهلاكية الاعتراضية والسلبية للغاية , من نحو قانون : أنا حر في الاستهلاك كما أشاء , وليغمر العالم بأسره طوفان الماء ؟
كيف أسمح لنفسي أن تتعايش مع الاستياء ؟
لو قام السيادي بشر عنة الفساد بلا حدود , من الحاضر الغائب نحو الغائب الحاضر الى الجدود , بل وألغى الحدود ؟ وتراب السدود , وصولا للحكمة الشهيرة : اعرف نفسك ؟
من أنت ومن تكون ؟
اصنع نفسك ..
قل لي من أنت ؟
أين إنتاجك غير المزيف والمزور ؟
لا أحد حتما سيتباهى بحتمية التعايش بين الهمجية والتقدم ؟ رغم أن الحياة عند العقل الفلسفي المنتج , ستقبل حتما بوجود من لا وجود له ؟!...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مستوطنون يقتحمون باحات المسجد الأقصى ويؤدون طقوسا تلمودية


.. قلوب عامرة - د. نادية عمارة تتحدث عن عناية الإسلام بتربية ال




.. 76-Al-Aanaam


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تتربّص للاحتلال بكم




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية تخوض أول اشتباك مع قوات الاح