الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلاقة بين عبادة العجل و يهوه

عمري سارة

2018 / 8 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هذا المقال مجرد تحليل بسيط مني لحادثة عبادة العجل التي ذكرت في التوراة ( في القرآن أيضا ) و لستم ملزمين بتبني رأيي المتواضع .
من دون مقدمات لقصة عبادة العجل المشهورة نقرأ في سفر الخروج بالأصحاح العشرين عن يهوه رب إسرائيل و هو يطلب من شعبه تجنب نحت أي تمثال من فضة و ذهب لتجسيده فهو الإله المتعالي الذي ليس مثله أحد و الذي لا يحتاج لتجسيد بأي صنم لكن كالعادة فالشعب العبراني في التوراة مشهورين بنقض الوعود مع يهوه و عصيانه في كل مرة الشيء الذي يجعله إله غاضب و سادي دائما فبعدما نهاهم عن ذلك نجد في الأصحاح الثاني و الثلاثون أنهم قاموا بصناعة عجل ذهبي يرمز إليه و هم يقولون " هذه هي آلهتك التي أصعدتك من أرض مصر " و بطبيعة الحال فمن غير يهوه الذي أصعدهم من مصر إلى جانب ذلك نقرأ في نفس الأصحاح قبل الآية السابقة قولهم لهارون " اصنع لنا آلهة تسير معنا "و من وجهة نظري أظنها عبارة تدل على ترحال هذا التمثال الإلهي معهم إلى أرض كنعان و إقامة معبد له .
العجل و الثور يرمز للقوة و الخصوبة منذ عصر الباليوليت الأوسط في المجتمعات البدائية و في الحضارات السامية خصوصا الكنعانية ففي مصر فإن العجل و الثور قد كان يرمز إلى الإله أبيس الذي يعرف عنه قدرته على الإخصاب و القوة في النسل و إذا صدقنا قصة الخروج من مصر و فرضية اليهود الدخلاء إلى أرض كنعان فإننا نجد أن هناك علاقة بين أبيس العجل و مكوثهم في مصر ثم خروجهم و تجسيدهم ليهوه كعجل مثله يضاهيه في القدرة نفسها ( تأثير أبيس يكون إذا صدقت الرواية التوراتية )
قديما احتفالات الرقص و المجون كانت تقام لتمجيد الآلهة و يمكننا أن نلمس جذور ميثولوجية في القصة بسفر الخروج عندما رجع النبي موسى و وجد شعبه يرقص و يحتفل و تمثال يهوه بينهم فما كان منه إلا أن كسر اللوح الذي كتبه له يهوه و حدث بعد ذلك أن يهوه قد قام بإصدار أمره الإلهي بأن يقاتلوا بعضهم البعض حتى صاروا أقل عددا و هذا عقابا لنسلهم خصوصا أن يهوه وعدهم أنه سيزيد و يكثر من نسلهم بقوة الإخصاب كما قال لإبراهيم و إسحاق و يعقوب لكن نتيجة لتحديهم أوامرهم عاقبهم بتقليل عددهم و ما يمكن ملاحظته أن العجل ارتبط بآلهة الخصب الكنعانية كذلك مثل الثور و العجل بعل و لأبيس المصري أيضا كما أشرت .
و منذ فترة و أثناء قرائتي لأحد كتب فراس السواح ( آرام دمشق و إسرائيل في التاريخ و التاريخ التوراتي ) التي تتحدث عن إسرائيل و السردية التوراتية لفت نظري بالصدفة ما أراه دليلا على وجهة نظري و هو أنه قد تم اكتشاف أن يهوه هو آلهة كنعانية تخص الخصب و قد ورد في عدة نقوش حيث كان يلقب بالعجل ياهو في إحداها كما وجدوا كذلك معبد به تمثال عجل ذهبي في مدينة السامرة التي قام ببنائها الملك عمري و التي كانت عاصمة إسرائيل و قد أرجع الخبراء إلى أنه يمثل الإله ياهو .
و لعل أكثر ما يزيد ذلك توثيقا هي النظرية التي تقول بكنعانية اليهود أي أنهم مجرد كنعانين ثائرين الشيء الذي يفسر عبادتهم لآلهة كنعانية إلى جانب يهوه الممثل بعجل و و قيام قصصهم التوراتية على قصص كنعانية قديمة أو يمكن أن نذهب لفرضية مماثلة و هي أنهم قبائل مؤلفة من عدة أعراق و قوميات متحدة تعيش في بادية كنعان أما تأثرهم بأبيس فإن ذلك ينفع إذا صدق خروجهم من مصر فقط كما قال مدوني التوراة و للتوضيح فقط أعيد
- إذا صحت فرضية الخروج من مصر فإن تأثير الإله أبيس يمكن أن يكون حقيقي على الشعب عند صناعتهم العجل أو يمكن أن يكون مجرد تأثير أدبي أي قصة كانت من اختراع مدوني التوراة لتأكيد قصة الخروج من مصر إذا افترضناها صحيحة
- إذا صحت فرضية الكنعانين أو القبائل البدوية فإن التأثير هنا يكون مجرد تأثير أدبي ميثولوجي كنعاني و لا علاقة له بأي حقيقة و لا أي تاريخ موثق .
إن عبادة العجل التي رواها سفر الخروج قد جاءت بجدال و نقاشات جمة و سواء تحليلي كان صائب أو خاطئ فإننا نحتاج لهكذا تحليلات بمساعدة الميثولوجيا التي ستساعد الباحثين أكثر في مجال المقارنة بين الأديان و نقدها علميا و تاريخيا و أدبيا .
المصادر : كتاب ميثولوجيا و أساطير الشعوب ، آرام دمشق و إسرائيل ، سفر الخروج








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4


.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا




.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة


.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه




.. عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في قداس عيد القيامة المجيد ب