الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا بقي من فرحة العيد؟

سامية غشير

2018 / 8 / 27
المجتمع المدني


في زمن تشوّهت فيه جواهر الأشياء، وأضحى الزّيف يحتلّ حياتنا، تفاقمت فيه مشاكلنا وتشرّخت ذواتنا، وصار الهمّ أنيس يومياتنا صرنا فعلا حفاة القلوب والأرواح.
العيد... هذه المناسبة الدينيّة العظيمة التي أهداها اللّه سبحانه وتعالى إلى عباده المؤمنين، لتكريمهم وتبجيلهم في الأرض، ومن أجل خلق جوّ من التآلف والتراحم، والمحبة والتكافل بين عباده... أضحى يأتينا عابسا، قاتما، كئيبا، فأمتنا التي من المفروض أن تفرح وتسعد بهذا اليوم العظيم، وتهيئ له مراسيم الاستقبال والحفاوة التي تليق بهذا الضّيف العزيز الذّي يبعث في النّفس الانشراح والزّهو، والبهجة والمودّة صار ثقيلاً عند الكثيرين، فمع تفاقم المشكلات الحضاريّة والإنسانيّة من حروب، وقهر، واستعمار، وجوع، وفقر، وجرائم إنسانيّة وقتل للبراءة فقد العيد بهجته وألقه وصار يوما عاديّا كسائر الأيّام، واحتلّ الحزن واليأس والكآبة، فانقطعت أواصر المحبّة والتوّاد والتكافل، وغاب الشّكر والحمد – عند أغلب النّاس -، وفقد العيد الكثير من طقوسه الجميلة، ومظاهره الجليلة؛ بل أضحى يمرّ عابرا دون أن يترك أثره العميق في الأرواح والنّفوس التي التحفت بالسّواد، وطغت الكراهيّة والأنانيّة، وتفشّى الحقد والحسد، فلا الأرواح توحّدت، ولا القلوب استبشرت خيرا وفرحا بقدوم هذا اليوم الذّي فضله اللّه سبحانه وتعالى، وكرّم عباده بهذه المناسبة الإسلاميّة.
إنّ تراجع الاهتمام بهذه المناسبة الدّينيّة راجع إلى ضعف الوعي بتعاليم الدّين الإسلامي عند الكثير من الأشخاص، وتغليبهم هموم العصر ومشاكل الواقع على الاهتمام بهذه المناسبات الدّينيّة اهتماما يليق بمكانتها وقيمتها الكبيرتين.
الواجب على الأفراد الاحتفاء بهذه المناسبة الدّينيّة، وتبجيلها، نظرا لدورها الكبير في توليد الفرح والبهجة، والترابط والتماسك والتكافل بين الأشخاص والمجتمعات، وقد وردت أحاديث نبوية شريفة تبين فضله، ومن أمثلة ذلك ما جاء عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَال: " قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَقَالَ مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ قَالُوا كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الْأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ . " سنن أبي داود 1134








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح المجاعة يخيم على 282 مليون شخص وغزة في الصدارة.. تقرير ل


.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر




.. مقررة الأمم المتحدة تحذر من تهديد السياسات الإسرائيلية لوجود


.. تعرف إلى أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023




.. طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة