الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنصاف الاله

صادق جبار حسين

2018 / 8 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


صادق جبار حسين

أنصاف الاله


العراق بلد الحضارات العريقه من بابلية وآشورية وأكديه التي بسطت سطوتها وهيبتها الآلاف السنين وكان لها الأثر الكبير في صنع خارطة التاريخ سواء القديم او الحديث ، بعلومها وحضارتها وخير مثال انها اول حضارة عرفت الكتابه ، بلإضافة الى العلماء والمفكرين الذين كان لهم الفضل الكبير المؤثر في الحضارة البشرية 0 ذلك التاريخ الذي يتمنى العديد انهم يملكون مثله لكي يفتخروا به ، لكن حاضرهذا البلد العريق ليس كاماضيه المشرق ، حاضره غائم قاتم بفضل ابناءه الذين لا يهمهم سوا مصالحهم الشخصيه وتبعيتهم الطائفيه المقيته 0 التي جعلت من العراق يعيش عصره الجاهلي

بعد مئات السنين من دخول الإسلام ارض العراق وانتهاء عباده الأصنام والأوثان بدخول اغلب سكانه في الدين الإسلامي وتركهم عباده الأصنام وتقديس الأحجار والكهنة وغيرها من العبادات الوثنية ، تعود إلينا هذه العبادات من جديد لكن بصوره أخرى فا اصنام الْيَوْمَ من لحم ودم وليست من حجاره او وثن ، اصنام بصوره إنسان يدعي انه يعتنق الدين الإسلامي الذي يرفض تقديس أشياء أخرى غير اله واحد هو الله
فاصبح هؤلاء أشباه الاله مقدسين عند اتباعهم من الهمج والأميين الذين جعلوا منهم فوق الله وفوق البشر وفوق القانون وكل شى مقدس ، فأصبحوا يقدسونهم ويتباركون بهم ويتفاخرون بالانتساب بموالاتهم واتباعهم فأصبح خط التقليد في بعض الأحيان من اهم أشكال التمييز بين افراد المجتمع فنجد اتباع المرجع الديني الفلاني يبغضون ويكرهون اتباع المرجع الديني العلاني حتى وصل الامر بين افراد الأسرة الواحدة كما حصل مع اتباع المرجع الديني الصرخي الذين يقطعون علاقاتهم بأفراد اسرهم اذا كانوا يقلدون مرجع اخر غيره ، ولا يتزوجون من اتباع مرجع غير الصرخي 0
فسب الذات الإلهية والانبياء وحتى ال البيت الذين يدعي الشيعة بأنهم اتباعهم ، ليست بذات الكبيره التي توازي سب او تقليل من شان احد من هؤلاء المراجع الذين أصبحوا مقدسين وانصاف الإلهية والتي عاقبتها القتل بكل تأكيد 0
فأصبحوا بفضل العبيد من اتباعهم خط احمر ممنوع تجاوزه والا يكون مصيرة الموت ، سواء كانوا على حق او باطل ،
ولَم يقف الامر عند المراجع وانما تعداه الى كل رجالات الدين وقادة مليشيات ومن لف لفهم في دائرة رجال الدين الذين اتخذوا منه وسيلة لتحقيق اطماعهم الشخصيه ومأربهم في القيادة والرئاسة بعد ان كان اغلبهم منبوذين اجتماعيا لكن سنحت لهم الفرصة عقب الفوضى التي اجتاحت العراق بعد سقوط نظام القبظه الحديده البعثي الذي كان جميع رجال الدين يسبحون في فلكه ويرضخوا لأوامرهم من دون أدنى اعتراض ، لكن الاحداث المتسارعة والتي عصفت بالعراق بعد سقوط بغداد جعلت منهم في مراكز القرار والقيادة ، من
أمثال عمار الحكيم و الصرخي و السيستاني و اليعقوبي و مقتدى الصدر وغيرهم الكثير ممن يسبحون في فلك العمامه سواء البيضاء او السوداء 0
فعلى الرغم من الويلات والمآسي التي حلت بالعراق بسبب هؤلاء من حروب ومجازر وتهجير وتمييز عنصري الا ان اتباعهم من الجهله والأميين ورعاع المجتمع من قتله وشواذ ومنبوذين اجتماعيا ممن وجدوا الملاذ الأمن لتحقيق رغباتهم وأحلامهم تحت عباءت مرجعيات ورجال الدين والمليشيات الدينية 0
فالسيستاني هذا الصنم الصامت الذي يتبعه ملايين من الشيعه ليس في العراق فحسب بل حول العالم اصبح بفضل اتباعه اله يعبد من دون الله وخط احمر عاقبه من يتجاوزه الموت والثبور ، على الرغم بانه لم يخرج الى اتباعه ومقلديه يوما وخطب بهم اوصلى بهم بل انه يخاطبهم من خلال وكلاءه 0 الذين لم يقدموا شى ذو فائده للمجتمع او الى المقلدين غير الوعود بالاخره والصبر في الوقت الذي زادوا هم فيه ثراء وسلطه 0
كذلك الحال بالنسبة الى اتباع مقتدى الصدر هذا الشخص الذي جعلت منه الصدفه من إنسان مهمش لا دور له يذكرالى زعيم وقائد تحت امرته الآلاف من الاتباع المستعدين بالتضحية بارواحهم من اجله على الرغم من استحقاره لهم بأكثر من مناسبة ونعتهم بالجهلة والغير منضبطين ، الا انهم يقدسونه حد العباده وجعلوا منه فوق الله وفوق القانون والمجتمع ،
فمقتدى الصدر الذي لمع نجمه بعد سقوط بغداد عام 2003 وما تلاها من فوضى سيساسية جعلت منه قيادي وزعيم مليشيات عاثت في البلاد خراب وفساد وارتكبت المجازر بحق جميع الطبقات بدون استثناء كادت ان تودي الى حرب طائفية 0
مستغلى نسبة الذي يعود الى والده محمد محمد صادق الصدر مما جعل العديد من مقلدي والده ينخرطون في جيش المهدي وأخذوا ينفذون كلامه كأنه نبي مرسل من الله ، فكانت سنوات 2003 و2008 التي كانت ذروه نشاط جيش المهدي الذي وقف ضد الجيش والشرطه العراقي بلاضافه الى قوات التحالف الدولي أصحاب الفضل في سطوع نجم مقتدى وغيره بعد ان كانوا يرضخون تحت حكم البعث الذي كان يعد انفاسهم ، فما كان منهم الا ان طعنوا ظهر حليفهم أمريكا التي حررتهم من نظام ما كان لهم ان يتخلصوا منه لولا القوات الاميركيه فما كان الا ان رفعوا السلاح بوجها و نعتوها بالقوات المحتلة بلاضافه الى القوات العراقيه والشرطه ومترجمون ومدنيين ممن يعملون مع قوات التحالف والتي اغلبهم من سكان الجنوب الشيعة بلاضافه الى التصفيات الى الضابط والأطباء والأساتذة والعلماء كذلك تصفيات الطائفيه السنية وتهجيرهم من المناطق الشيعيه
لم ينل العراق او اتباع مقتدى الصدر الخير من هذا الشخص المتردد وعديم الشخصيه غير الماسي والويلات
ولا يختلف الامر مع عمار الحكيم الذي بفضل نسبة الذي يعود أبوه عبد العزيز الحكيم وحفيد المرجع الشيعي محسن الحكيم وعمه محمد باقر الحكيم
فورث كما ورث مقتدى الصدر اتباع لا يقلون غباء وحب للسلطه عن غيرهم من الرعاع الذين انعدم عندهم حب الوطن وأصبح البلد مجرد مكان للسكن والانتفاع 0
لذلك اصبح لديهم الولاء للشخاص الذين ينتفعون منهم اكبر من ولاءهم للوطن 0
فالصرخي اله والسيستاني اله ومقتدى الصدر اله يعبد من دون الله وكلامهم اصبح مقدس غير قابل للنقد او النقاش 0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحديث المكذوب والعقول المدجنة
سمير آل طوق البحراني ( 2018 / 8 / 28 - 03:58 )
من كان من الفقهاء صائن لنفسه مخالف لهواه مطيع لامر مولاه فعلى العوام ان يقلدوه (حديث مكذوب) وارد على لسان الامام الغائب كما يدعون علما ان الامام الغائب لا وجود له الا في المخيلة . فهل تريد ممن يقلد كـ الببغاء حتى في اتفه الامور كـ كيف يغسل مؤخرته بان يصبح انسانا سوي وهل حقا ان الديموقراطية والحكم المدني جآئز في عرف الفقهاء ام انه تورية؟؟. اخي الكريم ان الحكم في العراق لا يختلف عن الحكم في ايران الا ان الاول يطبق عبر نواب المقلد في البرلمان والثاني عبر الولي الفقيه وهما اختلاف في الشكل فقط وليس اختلاف في المضمون.لبيك يا فقيه لبيك يا فقيه والفقيه جالس على سريره يصدر كلام مضرته اكثر من نفعه لانه لا يعرف من السياسة الا اسمها وسياسته هي ماورد على لسان رواة ماتوا قبل الف سنة ولا احد يعرف الصحيح من السقيم. هل الديموقراطية تعني التقليد؟؟. الديموقراطية لا علاقة لها بالتقليد لا من قريب ولا من بعيد.اخي الكريم انه من عجآئب الزمن ان يصبح عمار الحكيم ومقتدى الصدر ومن على شاكلتهم حكام العراق ـ وهذا ليس احتقارا لهم ـ الا ان فآقد الشيء لا يعطيه.هل حكم يقوم على احزاب دينية يرجى له النجاح كلا ثم كلا.

اخر الافلام

.. 154-Al-Baqarah


.. استقالة أول موظفة يهودية من إدارة بايدن -بسبب سياسة واشنطن م




.. المفكر د. يوسف زيدان: اجتماعاتنا في -تكوين- علنية وبيتم تصوي


.. المفكر د. يوسف زيدان: اتكلمنا عن أشكال التدين المغلوط .. وه




.. دار الإفتاء في طرابلس تدعو ل-قتال- القوات الروسية في البلاد