الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


للشعوب الله ولليمين واليسار الثروات

سليم صويعي

2018 / 8 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لم تعتنِ الأديان الابراهيمية بالتوزيع العادل للثروة, فقد جاءت لتسيطر وتحكم بالحديد والنار: حديد الدنيا الذي وضعته في أيدي السادة لاستغلال الشعوب ونار الآخرة التي وضعتها في أيدي رجال الدين لترهيب كل من سوّلت له نفسه رفض النظام الالهي والثورة عليه. هي مشاريع سياسية ومنظومات اقتصادية يمكن اعتبارها دون أدنى شك منتجات بشرية راكمت تطور الوعي البشري بمحيطه وتفاعله مع مستجداته إضافة إلى الطبيعة البشرية ورغبتها في السلطة والنفوذ والاستئثار بالملذات والمجد.
طوال تاريخ البشرية كانت النخب هي المحرك الأول والمسيطر المملي على الشعوب وعيها وآمالها, ليس تجنيا لكن هذه النخب لم تهتم لحظة لمصالح شعوبها بل لتطلعاتها ولمصالحها الشخصية وإن حصلت الشعوب معها على بعض الفتات.
يمكن رؤية ذلك في أوروبا الغربية إبان ثوراتها على تسلط الدين الكاثوليكي وحلفائه حيث أشعلت البرجوازيات الصاعدة الحرب على الكنيسة الرومانية والاقطاع بتعلة تسلطها ونهبها لثروات الأوروبيين وأيضا -وهذا مهم- بزعم أنها "لا تمثل صحيح المسيحية" وقد تزعّم ذلك الموقف رجال دين جدد اشتد عظمهم من موائد الكاثوليكية التي تربوا على خيراتها. في بداية ثورتها كانت تلك البرجوازيات "ملحدة" معادية للدين لأنه كان يصب في مصلحة أعدائها لكن وما إن استتب لها الأمر حتى أصبحت "مؤمنة" أشد إيمانا من رهبان الكاثوليك, نشأت البروتستانتية واشتد عودها ونشأ التحالف الجديد بين البرجوازية الوليدة والدين: لو كانت البرجوازية تهتم لمصالح الشعوب ما تحالفت مع الدين وما شرعنت لاستمراره تحت قناع الحريات وعلى رأسها حرية العقيدة التي سرعان ما سُحبتْ عند اضطهاد الكاثوليك و "سلفيي" البروتستانتية الجدد الذين نزحوا إلى أرض الميعاد الجديدة واقترفوا في أمريكا أرض الهنود جرائم لا يمكن أن تُنسى وتغفر بالسهولة التي استقر عليها ويريدها العالم الرأسمالي وأذياله اليوم.
لكن السؤال الذي يلح والذي لا يوجد له جواب شافي هو: أين اليسار من كل هذا اليوم؟ في فرنسا مثلا ومنذ الثمانينات خان اليسار مبادئه بتبني الليبرالية ونهجها المتوحش مثله مثل اليمين فصارت السياسة واحدة وإن تغيرت وجوه الرؤساء يمينا ويسارا, أما في بلداننا فاليسار اقتات ولا يزال على موائد اذلال الشعوب.. الموائد القومية والدينية حتى صار "يسارا قوميا دينيا" بامتياز. من بقى لكل هذه الشعوب المنكوبة؟ للأسف لم يبق لها إلا الله, فلكِ الله ولهم ثرواتك وخيراتكِ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - .....
ابو اخلاص الجياشي ( 2018 / 8 / 29 - 10:44 )
ما كان للحسناء ان ترفع سترها لو كان في هذه الجموع رجال ...

اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج