الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سكوت الناس يعني انها راضيه عما يجري في البلاد

محمود الشيخ

2018 / 9 / 1
المجتمع المدني


ان تخلي البعض عن تحمل مسؤولياته وانقسام حركة فتح وتسلم الصغار ادارتها في ( المزرعة الشرقية) فلسطين - محافظة رام الله جعلها ضعيفه وغير فاعله مع تفكك التنظيمات السياسيه على اختلافها أنهى هذا دورها وأتاح الفرصة لبروز العائليه من جديد وتحركت الدواوين وتراجع اهتمام الناس بالعمل السياسي وبالسياسة كنتيجة طبيعيه لفشل أوسلو ونتائجه الخطيره على شعبنا مع التراجع الكبير لقيمة القوى السياسيه في ذهن الجماهير وهي أيضا لعبت دورا في هذا التراجع بركونها على حل تقدمه اسرائيل عن طريق طاولة التفاوض،ولا زالت قناعات تلك القيادات منصب على التفاوض ومتمسك بها بدليل استمرار عملها في اتفاقات أوسلو رغم دوس جنود الاحتلال ومستوطنيه على الاتفاق اكتر من مليون مره وتأكدت القياده بان الاحتلال بات لا تعنيه الاتفاقات وما يعنيه استمرار احتلاله للأرض من جهه واتساع استيلائه عليها وبقاء السلطه ضعيفه لا حول لها ولا قوه تدير شؤون ألناس في الضفة بعيدا عن تحمله مسؤولياتها وتأكيد انفصال غزه عن الضفة الغربيه كجزء من تطبيق ما يسمى بصفقة القرن وصولا الى تصفية القضيه الفلسطينيه.
كل هذا دليل ومؤشر على استمرار سكوت الناس فهي ساكته عن القضايا الاعم والأشمل المتعلقة بقضية فلسطين فكيف إذن ستهتم بقضايا فرعيه تتعلق بشؤون بلده صغيره قياسا الى قضية شعب انما هل سيستمر سكوت شعبنا ومتى سينفجر في وجه ظالميه.
ففي سنة 1987 انتفض شعبنا بعد مرور عشرين عاما على الاحتلال ومتوقع ان ينفجر لعدة أسباب أولها فشل القياده السياسيه في تحقيق امال وطموحات شعبنا في التحرر ، وتكالب قوى الشر وهي كثيره عليه ومنعه من الوصول الى أهدافه منها عربيه ومنها دوليه والادهى المحلية التى اركنت على طيبة الاحتلال وعلى كرمه من خلال طاولة التفاوض التى جلبت الاسى لشعبنا فذهب مئات الشهداء والاف الأسرى وهدمت مئات بل ألاف البيوت في غزة والقدس وباقي البلاد واتخذت ضد شعبنا إجراءات تعسفية كثيره وصودر مئات بل آلاف الدونمات وقيادة شعبنا متمسكة بطاولة التفاوض ولا يعني هذا غير عجزها اي القياده اما عن فهم دورها او فهم طبيعة أسرائيل او انها قاصره عن اداء اي دور وعاجزة او ان مصالحها تمنعها من الاصطدام مع الاحتلال هذا من جهه ومن جهة اخرى فان الفقر والفاقة سيدفع الناس على التمرد على سلاسل القيود التى تقف أمامه ولن يحترم احدا بل سيعتبر ان الكل وقف ضده وساهم في إيصاله لهذا الوضع المأساوي ولهذا سيكون انفجاره مدويا ويبدو ان الاحتلال نسي أسباب انتفاضة شعبنا الاولى.
ثم ان البطالة التى تتربع على صدور الشباب وأنهكت حالهم وجعلتهم يفكرون في الهجرة عن الوطن ف (400) الف عاطل عن العمل و (360) الف يتلقون معونات يعني ان شعبنا اصبح من الشعوب المتسوله وضف الى ذلك ضعف الخدمات سواء الطبيه او غيرها وما يرافقها من مشاكل تسببت باشكاليات مع العديد من العائلات،مع انتشار عدة ظواهر في البلاد على رأٍسها القتل والمشاجرات على اتفه الأسباب،والمخدرات،والتسول،وسمي ما شئت ستجده في فلسطين.
ثم ان الحقيقه الراسخة في عقول الناس ان قوانا السياسيه لم تعد قادره على اداء دورها والقيام بخدمتها او القيام بواجبها بعد ان شاخت وغدت تنتظر المخصصات في نهاية كل شهر ولَم يعد همها احترام القرارات التى صدرت لا عن المركزي ولا عن الوطني لذلك يقرر الرئيس ما يشاء دون اعتبار لشركائه اذ انهم لم يعودوا شركاء لانه في سلوكه غير مهتم لكل قرارات المركزي والوطني وبقيت تلك القوى خجولة في اعتراضها.
ورغم ما تمر به قضيتنا الا ان شعبا كشعب فلسطين تمرس على التمرد لن يستمر في سكوته وواهم من يعتقد انه سيستمر فثورته ستظهر يوما ولو بعد حين.
وفِي بلدنا أيضا رغم سكوت الناس على ما يجري والاحباط الذى يكتنز في عقول البعض منهم الا انهم اي أهالي بلدتنا سيقولون يوما كلمتهم وسيتحمل البعض ممن تخلوا عن مسؤولياتهم المسؤولية عن بروز الفكر البدوي والعشائري،وعن التشكيلات العائليه لخوض الإنتخابات البلديه،هدفهم ليس خدمة البلد بقدر ما هو التمسك سواء بالرئاسه او عضوية البلديه.
لا زال الوقت مبكرا لوضع حد للإرباك الحاصل في بلدتنا من قبل لجنة حكماء تقضي بصياغة خارطة طريق لتصحيح الأوضاع في البلد ويفترض الواقع ان يقوم المغتربين بدور فاعل لوضع حد للأزمه،عن طريق فرض حل كونهم الممول لمشاريع البلديه وان لم يستطيعوا وضع حل ستتمكن الأزمه من الإمساك في عقول الشباب وسنعود الى ثلاثينات القرن الماضي،لهذا على الكل الوطني ووجهاء العائلات والحريصين على مصلحة البلد ان يقوموا بدور فاعل اولها المصالحه بين فتح وفتح في البلد مع عودة رعيلها الأول لقيادة الحركه حتى تعود لدورها الإجتماعي الفاعل مع باقي القوى دون استئثار ودون استثناء ودون تهميش لأحد.
ان قضية بلدنا هي مثال حي لباقي قضايا شعبنا اثبتت ان الفرقة والتمزق سيقضي على امال الناس ولن يحققوا غير الفشل وسيتكرر الفشل عشرات المرات الى ان يتحدوا ويراجعوا انفسهم ويتصالحوا اولا مع انفسهم ثم مع بعضهم البعض،وغير ذلك عبثا.
فمنذ العام 2007 والكل يتحدث عن المصالحه الا انها تصطدم بمصالح فئات ممسكه بتلابيب السلطة سواء في غزة او في الضفة وليس لهولاء مصلحة في الوصول الى مصالحه،مهما حصل للقضيه لا هم لدى هؤلاء بقدر همهم لمصالحهم ولذلك ليس لدى هؤلاء استعداد للتصادم مع الإحتلال وهكذا اصبح حال حركة حماس ليست معنيه في التصادم مع الإحتلال بقدر ما هي معنية في بقاء سلطتها في غزة بين ايديها ولذلك فان المصالحه ليست من اولوياتها بقدر ما هو اتفاق التهدئه مع اسرائيل يأخذ الأوليه في عملهم،واسرائيل معنيه في انقسام يستمر وتهدئة دائمه وضفة ممسوكه بإستيطان يأخذ صفة الديمومه،وبسلطة ضعيفه تريحها من تحمل المسؤوليه عن شعب احتلت ارضه،ومنعته من حقه في تقرير مصيره.
واما نحن في بلدنا بمقدورنا ان نصل الى حل يرضي الكل الوطني والإجتماعي وما علينا غير التحرك الجاد والتخلي عن تحمل المسؤوبيه لن يجلب لنا حل بل سيتمكنوا الساعين الى القوائم العائليه من الإستمرار في عملهم غير عابئين بأية اعمال هامشيه تجري هنا او هناك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم بدء تشغيل الرصيف العائم.. الوضع الإنساني في قطاع غزة إلى


.. تغطية خاصة | تعرّض مروحية رئيسي لهبوط صعب في أذربيجان الشرقي




.. إحباط محاولة انقلاب في الكونغو.. مقتل واعتقال عدد من المدبري


.. شاهد: -نعيش في ذل وتعب-.. معاناة دائمة للفلسطينيين النازحين




.. عمليات البحث والإغاثة ما زالت مستمرة في منطقة وقوع الحادثة ل