الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شنكال... من الإبادة إلى الاستباحة ...

خالد تعلو القائدي

2018 / 9 / 5
المجتمع المدني


شنكال... من الإبادة إلى الاستباحة ...
على مر التاريخ تعرض شنكال إلى العشرات من عمليات الإبادة وتغير جغرافيتها السكاني والإداري، وشمل التغير ايضا إعادة توزيع الايزيديين وفق متطلبات الحكومات المتعاقبة، ولعل اخطرها هي عندما النظام البعثي بإنشاء مجمعات سكنية لهم وإجبار الايزيديين على مغادرة قرأهم الأصلية والسكن في تلك المجمعات وبذلك يمكن وبكل سهولة التحكم بهم والتي هي اشبه بمعتقلات حكومية ولكن بشكل حضاري، وكانت تتوفر فيها مقومات العيش من الكهرباء والمدارس والمراكز الصحية وأسواق مركزية والخ ولكن للأسف أبناء تلك المجمعات لا يملكون سندات تمليك لمنازلهم، والآن نفس المشهد يتكرر ونحن في القرن الحادي والعشرين، بعدما اجتاح تنظيم الدولة الاسلامية لقضاء شنكال وبقية مناطقها، ولكن هذه المرة يختلف عن النصف الأول من السبعينات من القرن العشرين، حيث اليوم يعيش أبناء شنكال وبالأخص الايزيديين في مخيمات للنازحين في إقليم كوردستان، في السابق كانوا يعيشون في ١٣ مجمعاً مع وجود بعض القرى الأخرى، أما الآن فإنهم يعيشون في اكثر من ١٣ مخيماً في داخل العراق وتركيا وسوريا، ويبدو أن نفس السيناريو يتكرر ولكن هذه المرة في ظل ظروف صعبة جدا، وفي كلتا الحالتين سببه السياسيات الفاشلة للحكومة، وبات واضحا للجميع ان هذه المرة كانوا يستهدفون الايزيديين بشكل علني، حيث تعرض الايزيديين إلى إبادة جماعية راح ضحيتها أكثر من ٦ آلاف ايزيدي بين قتيل ومفقود والخطف، وهروب مئات آلاف من مناطقهم، والعملية لم تقف هنا فقط بل إن شنكال تعرضت إلى منهجية الاستباحة بشكل علني، حيث سيطرة الأحزاب والمليشيات عليها وتدمير المدينة بشكل كامل ونهب الممتلكات الايزيدية على وجه الخصوص، والآن ما تبقى من أرض شنكال مستباح بشكل علني وواضح، والدليل على ذلك عدم إيجاد حلول عقلانية وحقيقية من أجل عودة الايزيديين إلى مناطقهم، بحيث خلال اربع سنوات احتلت شنكال من قبل جهات عديدة وتختلف فيما بينها من الأفكار القومية والسياسية التي من شأنها فرض هيمنتها على شنكال ورسم سياسات استراتيجية لا تصب في مصلحة الايزيديين ابداً، وهذه السياسات اشبه إلى سياسة التجويع السياسي القسري في المخيمات والعيش تحت رحمة الأحزاب، مما رافق ذلك منهجية الهجرة إلى الخارج وهذه بحد ذاتها إنهاء الوجود الايزيدي في العراق، وهو في الحقيقة أفضل الحلول من أجل التخلص من عبء السياسيات الانتهازية بحقهم والهروب إلى شواطئ السلام وامان في الدول الأوروبية والغربية.
بعد أحداث عام ٢٠١٤ وسيطرة تنظيم الدولة الاسلامية ،"داعش" على ثلث أو ربما أكثر بقليل على مساحة العراق وسقوط ثلاث محافظات سنية بالكامل، ومن ثم تحرير تلك المحافظات عسكرياً، أغلب أبناء تلك المحافظات عادت إلى مناطقهم غير أن الايزيديين إلى الآن لم يستطيعوا العودة أو الأصح لا يسمح لهم بالعودة.
اليوم الايزيديين يعيشون مرة صعبة جداً وهي مرحلة استباحة مناطقهم من قبل الأحزاب والجهات السياسية المختلفة، وإذا لم تتكاتف الجهود لن يكون هناك مستقبل مشرق للايزيديين في شنكال .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمم المتحدة: إزالة دمار الحرب في غزة يتطلب 14 سنة من العمل


.. السودان.. مدينة الفاشر بين فكي الصراع والمجاعة




.. إعلام إسرائيلى: إسرائيل أعطت الوسطاء المصريين الضوء الأخضر ل


.. كل يوم - خالد أبو بكر ينتقد تصريحات متحدثة البيت الأبيض عن د




.. خالد أبو بكر يعلق على اعتقال السلطات الأمريكية لـ 500 طالب ج