الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شنكال مدينة الأشباح في المستقبل ....؟!

خالد تعلو القائدي

2018 / 9 / 8
المجتمع المدني


شنكال مدينة الأشباح في المستقبل ....؟!
ربما يتصور البعض بأنني قد أبالغ في عناوين مقالاتي أو يعتقد البعض بأنها عناوين من نسج الخيال العاطفي وفلسفة فارغة في صياغة هكذا عناوين ؟
عذرا يا قرائي الأفاضل ، فانا لست بحالم ولا عاطفي المزاج عندما أبالغ في الكتابة عن شنكال ، لأنني ولدت على أرضها وترعرعت فيها وأكلت من تينها الطيب والحلو المذاق ، وشربت من ماءها العذب ، نعم إن شنكال ، ستصبح في المستقبل مدينة من الأشباح المخيفة وهي تأن بين أودية جبالها وكهوفها المظلمة ، فالإرهاب من جهة وغضب الطبيعة من جهة أخره ، والهجرة الأوربية من جهة ثالثة ، ولا ننسى ظاهرة الانتحار من كل جهات ، عذرا قد نسيت امرأ لا يمكن أن يكون في طيي النسيان ، إلا وهو تلاشي أبناء شنكال بين الأحزاب والانتماءات بعيدة كل البعد عن واقع شنكال العميق والذي يغور في القدم في منبع الكوردياتي الذي لا يقبل الشك والمناقشة ، هذه المدينة التي بنيت على سفح جبل شامخ رغم كل الصعاب ورغم كل الظروف ، إلا أن الآن قد اختلفﹶ المكان والزمان تماما ، وكأننا لسنا في شنكال ولسنا من أهلها بل مجرد ضيوف يطيب لنا الرحال يوما بعد يوم والأصعب في الأمر هجران بلا رجعة ولا عودة في اللقاء مجددا ، تاريخها قد ضاع بين الأمس واليوم تراثها الجميل اختفى بين الجارفات وجشع الطامعين ، وبين غضب الطبيعة ، والأمطار الرعدية التي أبت أن تمنح الطمأنينة لأهلها الكرام ، شنكال ، مدينة الأشباح والخوف المريع ، كم كنت أتمنى لو ولدت في مكان أخر ، غير شنكال ، ليس كرها فيها ، بل خوفاﹰ وحزناﹰ عليها ، لان الحياة فيها أصبحت مملة لا تطاق ، لا يكمن السبب في ارض شنكال ، بل السبب يكمن فينا نحن البشر فقد تركناها تنهش من قبل الآخرين ، وعلى أرضها بنيت أقوى إمبراطوريات السلطوية من اجل المال والجاه ، وعلى أرضها صنعت أقوى الكراسي وجلس عليها أناس كأنهم ملوك أزليين وأبديين ، أما الأوفياء فيها مجرد أشباح وأشباح وأشباح ، لا روح فيهم ، الذي مات بسبب الإرهاب قد مات والذي جرفته مياه الأمطار أيضا قد مات والذي تلاشى بين الانفجارات أيضا مات والذي ضاع بين رغبات الجشعين أيضا قد مات ، حزني عليك يا شنكال لا يطاق ، ودموع كأنها أمطار رعدية لا تنتهي إلا بقتل أحلام الصغار ، كتلك الفتاة التي أدمعت عيناها حزنا على أبيها الذي جرفه مياه الأمطار ، مازالت معلقة بالعامود الكهربائي كأنها من الأشباح أصبحت ، كما كان الحال لتلك الطفلة الرضيعة والتي أصبحت رمادا في سماء تل عزير الحزينة ، السنا أشباح في مدينة الأشباح ؟؟؟
شنكال ، يا نبع الوفاء في الوجود أصبحت مدينة الأشباح مبكرا ، وجعلت أبناءك أشباح بين أزقتك وشوارعك التي انقلبت من الحضارة الى تجدد فوضوي ، الناس فيها غرباء والحياة فيها لا تطاق ، هذه البداية ولا نعلم متى النهاية ، شنكال يا ارض أجدادي وارض الأبطال ، هكذا يكون حالك ، مدينة ضائعة بين المدن أخره ، لا وألف لا لن نتركك هكذا ، لن ننساك أبدا ، وسنعمل على إحيائك من جديد ونطرد الأشباح من أرضك ، وسنهدم تلك الإمبراطوريات التي بنيت على أرضك ، نعم سنكسر تلك الكراسي التي صنعت من قبل نجار التوابيت الذي يسعى لنزع الأرواح وإكثار الأشباح في بيوتك ، وسنعود إليك خشوعا وطاعة ونقبل ترابك يا مدينتي الجميلة مدينة السلام والطمأنينة ، فلك حبي يا شنكال ولك روحي يا شنكال ، واحذف هذا العنوان واكتب من جديد ، شنكال مدينة السلام في المستقبل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عشرات المحتجين على حرب غزة يتظاهرون أمام -ماكدونالدز- بجنوب


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - الأونروا: يجب إنهاء الحرب التي تش




.. الأمم المتحدة تنهي أو تعلق التحقيقات بشأن ضلوع موظفي -الأونر


.. أخبار الصباح | حماس تتسلم الرد الإسرائيلي بشأن صفقة الأسرى..




.. ما آخر المواقف الإسرائيلية بشأن صفقة تبادل الأسرى؟