الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كارثة مقدسة

كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)

2018 / 9 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أن تتأمل عظمة الكون، فتبحث عن سبب أول لوجوده، وقد تبرمجت عقولنا وفق ما يحكم عالمنا الفيزيقي من حتمية وجود سبب لكل نتيجة، فهذا أمر يحتاج بالفعل للبحث والتقصي.
وأن تذهب لوجود سبب أول متعال على الزمان والمكان تطلق عليه "إله"، فهذا مجرد افتراض ينتظر برهان.
وإن تماديت بيقين مجرد من أي دليل مادي، على نسبة حزمة من صفات الكمال لهذا "الإله"، فأنت تقفز هكذا قفزة إيمانية، من حقك أن تتبناها، بذات القدر الذي من حق آخرين الوقوف منها موقف المحايد أو الرافض.
لكن إلى هذا الحد الذي يذهب إليه كثيرون، نكون أمام سعي إنساني لملء فراغات الأسئلة الوجودية التي يطرحها عقله، ولا نستطيع الحجر عليه، لنجبره أن يذهب في هذا الاتجاه أو ذاك.
تبدأ المشاكل مع ذلك النحو الإيماني الموغل في الغياب العقلاني والمنطقي، عندما يستغله البعض ممن نسميهم كهانا، لتجارة وارتزاق شخصي لهم. يتبوأون به عروش السلطة وخزائن المال. ذلك بإضافتهم ما لم يكن مطلوبا إجابة على أسئلة الإنسان الوجودية. فينصبون أنفسهم نوابا للإله المفترض، وحرسا على ما يزعمون تعسفيا أنها وصاياه وتعاليمه.
هو الطغيان المقدس
أن تدعي أنك تستطيع بطقوس وتلاوات وتعاويز، الحصول من الإله على مفاتيح الملكوت السماوي أو الجنة. وأن ما تحله على الأرض يكون محلولا في السماء، وما تربطه على الأرض يكون مربوطا في السماء.
يقول دهاقنة المقدس أن التحول في أسرار الكنيسة لا يعتمد على جدارة الكاهن. تتبقى إذن جدارة الألفاظ الصوتية التي يتمتم بها، والتي قالت صديقة أن جهاز تسجيل يمكن أن يغني في هذه الحالة عن الكاهن غير الجدير. لأن إيمان المتلقي الذي يهربون إليه من لا منطقيتهم،كان بالأولى أن يغنيه عن كل هذا.
لكن المثير أنهم يزعمون أن قدرة الكاهن على استحضار الروح القدس ليحل في المادة سائلة وصلبة تتوقف بالأساس على الموهبة التي حصل عليها بطقوس سيامته كاهنا. فرسامة كاهن هكذا تعني تحويله من إنسان عادي،
إلى رجل بقدرات إعجازية، تستحضر روح الإله لتحل في الماء والزيت والخبز والخمر والبخور والأيقونات.
هؤلاء المدعين بجسارة مذهلة، يستغلون الكسل العقلي والجبن لدى الدهماء، ليذهبوا في غيهم وتجسيد هلاوسهم وخزعبلاتهم، إلى المدى الذي لا يطيقه كل من يحترم نفسه وعقله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الطريق العكس هو الحقيقة
عليه السلام ( 2018 / 9 / 8 - 14:57 )
الكاتب : لكن إلى هذا الحد الذي يذهب إليه كثيرون، نكون أمام سعي إنساني لملء فراغات الأسئلة الوجودية التي يطرحها عقله، ولا نستطيع الحجر عليه، لنجبره أن يذهب في هذا الاتجاه أو ذاك.

ظاهر الكلام جميل لكنه يجافي الحقيقة وأرضها وينطلق من أبراج عاجية ليست شيئا آخر غير أوهام , الحقيقة تقول أن كل البشر لُقنوا وجود الإله من خلال الأديان وكل من سيتساءل بعد ذلك سينطلق من موروثه الديني وليس من ذكاء خارق امتلكه أو من حيرة وجودية انتابته كما يُزعم .

نقطة الانطلاق في كل مكان على سطح الأرض كانت الدين وكهنته وليس الإله المجرد , لو مُنع تعليم الدين لما تساءل أحد عن وجود الإله من عدمه ...


2 - الاديان
على سالم ( 2018 / 9 / 8 - 21:01 )
الاشكاليه هنا كبيره ومعقده , نحن لدينا اكثر من خمسه الاف دين وعقيده فى العالم وربما اكثر بكثير من هذا الرقم وكل عقيده لها اله مختلف تماما عن الاخرين ورساله مختلفه وايضا كل عقيده تؤمن تماما انهم هم العقيده الصحيحه والباقى كفره وزنادقه وسوف يكون مصيرهم العذاب الابدى , هذا الاختلاف فى تعريف الاله وتنوع العقائد يضرب نظريه الاديان فى مقتل من الاساس


3 - دين الكهان
ابراهيم الثلجي ( 2018 / 9 / 9 - 10:36 )
المسيح عليه السلام اتى عند اعلى مرحلة لطغيان الكهنة والذين وصلت بهم الوقاحة بان الرب يلعب مع الحوت بالنهار ويتعلم منهم علوم الاجتماع البشري التي يكتبها عظماؤهم وهي فكرة استحضار القوة الالهية في المادة الارضية واقترحوا ان تحل في اثمنها بالذهب والالماس مثلا المجموع من عرق الكادحين والفلاحين لذلك ترى المذهبات المقدسة من شرق العالم لربه وخرجوا علينا بنظريات وحدة الوجود لتسويقها كهنوتيا فقالوا بان هناك من هم اقرب لقلب الرب فهم نخب اول وتبعا لجدول مندليف للعناصر الارضية فاذن لهم السيادة على الناس فهم من سلالة من ذهب وهذا جوهر الايدولوجيا اليهودية بانهم الافضل من الاخرين
المسيح عليه السلام بعث بدون اب وبيولوجيا التكاثر لنسف نظريات الكهنة وما تقوم عليه فها هو اتى بدون احلال بل بامر من السماء التي جهد الكهنة ليدعوا انها خاضعة لهم بل وزادوا عليها بان الله خلقهم ليخدمهم لا لان يخدموا هم الرب
ولا زال الكهنة يتنقلون في البلاط الحاكم في كل مكان ليدعوا انهم اكتشفوا في ذلك الحاكم بانه من طينة ارضية مقدسة وثمينة لذلك اختاره الرب للحكم والملك
من اراد لقاء ربه فليعمل صالحا ولا يصنع ربه بيده

اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah