الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن (لا إكراه في الدين)

سالم الورغمي

2018 / 9 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ورقة رابحة عند الضعف، لا نرى لها ذكرا إلا عند الغرب وعندنا للضحك على البسطاء الطيبين...هذه الجملة تشريع ينص على حرية الإيمان ، على العلمانية ؟ وكيف يمكن الحديث عن علمانية وحرية في صحراء قاحلة إنتاجها الوحيد الغزو؟

أصل الحكاية من البداية للنهاية...

1 - حالة خاصّة :

* بيهود يثرب:

قصة أولى: المرأة اليثربية التي كانت لا يعيش لها ولد كانت تنذر إن عاش لها مولود أن تهوّده، بعد إجلاء بني النضير وكان فيهم بعض أولاد اليثاربة المُهَوّدِين اعترض أهلهم على محمد وطلبوا استعادتهم فـ (وسبحان الله) -نزل- نص لا إكراه في الدين وقال محمد لأصحابه : خيروا أصحابكم! فإن اختاروكم فهم منكم، وإن اختاروهم فهم منهم. يعني النص جاء لإرضاء الصحابة مع ملاحظة صغيرة: ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنهم فانتهوا! محمد أمر بإجلاء النضير كلهم والصحابة اعترضوا فوافقهم! أيضا: لا ينطق عن الهوى أم نطق عن الهوى؟

قصة ثانية: مع بدايات محمد في يثرب وقبل استقوائه وحربه لليهود، طلب منه اليثاربة الذين هوّدوا أبناءهم هل يُجبروهم على ترك اليهودية فأجابهم بالآية: القصة قبل النضير ومحمد لا زال طامعا في ود اليهود ولم يحوّل القبلة بعد

* بأنصاري من بني سالم بن عوف اسمه الحصين كان عنده طفلان مسيحيان فسأل محمد...فنزلت..

2 - كيف يكون حكمها عامًّا؟

يقول فقهاء الإسلام المتقدمين أن هذا النص عُمِل به قبل الأمر بالقتال وهو منسوخ، ويقول غير المسلمين أي عندما كان محمد ضعيفا. القدماء لم يكن عندهم حرج في القول صراحة أنه وكل نص آخر فيه تسامح مع الملل الأخرى منسوخ بآية السيف أو القتال أو قتال أهل الكتاب. قلة منهم رفضوا النسخ لأنه يهدم الإسلام وقالوا بأن هذا النص محكم: لا يُكره أهل الكتاب على اعتناق الإسلام بشرط أن يدفعوا الجزية، إذا لا إكراه في الدين!!لا إكراه على ترك دينك نحن نقر الحرية الدينية لكن ادفع!! هكذا منطقهم...لا ينطبق هذا على العرب (والملل الأخرى) فلا يُقبل منهم إلا الإسلام أو القتل: محمد أراد توحيد العرب تحت سلطته وترك أهل الكتاب للتمويل، أراد مالهم لا إيمانهم وهو صريح دلالة التوبة 29 : النص يقول قاتل أهل الكتاب -حتى- يدفعوا الجزية ولم يقل إسلام أو قتل أو جزية: النص لم يطلب إطلاقا الإسلام (التي أضيفت لاحقا في الحديث) بل فقط الأموال! فليُعلم إذا أن المسلم الذي يقول لنا اليوم أن هذا النص غير منسوخ يقصد فقط أهل الكتاب عند دفعهم الجزية ولكنه لن يقول أنه منسوخ عند غير أهل الكتاب أي الإسلام أو القتل تطبيقا مثلا لنص يا أيها النبِي جاهد الكفار أو فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم

خلاصة تفاسير لا إكراه في الدين:

- حالة خاصة بأولاد بعض الأنصار هُوِّدوا أو خاصة بإبني الحصين: أي الآية نعتبرها غير موجودة اليوم أي بحكم المنسوخ

- منسوخة بآية السيف وهو رأي أغلب -علماء- الإسلام: رأي تعضده سيرة محمد أحاديثه وخصوصا النسق القرآني

- غير منسوخة تخص أهل الكتاب: ادفع وأنت صاغر وابقَ على دينك (إذا لم تدفع تُجبر على الإسلام أي هي بحكم المنسوخ)، بقية غير المسلمين حكمهم الإسلام أو القتل (أي عندهم هي بحكم المنسوخ)

نرى جيدا أن كل التفسيرات التي قدّمها القدماء تنتهي إلى نسخ الآية لكن كيف يستعملها المسلمون اليوم؟

- في مواضع الضعف : مع الغربيين في الخارج، لا إكراه في الدين لأننا عاجزون عن ذلك وتأسيا بمحمد في مكة وفي المدينة قبل تحويل القبلة، استعمالها يصبح قرآنا محكما وسنة مؤكدة وتصبح الآية مؤسِّسة للعلمانية وكل الحريات

أريد التأكيد على كيف تُستعمل في الداخل مع شعوبنا وأهلنا بأمثلة:

تارك الصلاة حكمه القتل إذا أنكرها

أو لم يتب عن تقاعسه: لا نستطيع فعل ذلك اليوم لأسباب عديدة...لا إكراه في الدين على الأقل هو مسلم وإن كان بالاسم

لا نستطيع تحجيب كل النساء...لا إكراه في الدين!

لا نستطيع فرض الجزية على المسيحيين، لا نستطيع قتلهم أو أسلمتهم...لا إكراه في الدين!

تُصبح هذه الآية راحة لنفسية المؤمن الذي لا يستطيع فرض الإسلام الحقيقي على أسرته مرورا بمجتمعه شعبه وفي الأخير كل العالم !

- مواضع القوة: لا تخص فقط الجماعات الإسلامية لكن كل المؤسسات الدينية في الداخل وكلما سنحت الفرصة لذلك في الخارج كالمساجد والمدارس القرآنية الغير مراقبة ، الآية تصبح خاصة ومنسوخة ويعمل فقط بآية السيف

لذلك يرى المسلمون أن القرآن صالح لكل زمان ومكان وعندهم الحق في ذلك، أقصد المسلمين الحقيقين أي الحركيين كالإخوان مثلا : اليوم المسلم الذي فهم دينه جيدا سيعلم أن عليه فقط بالسلطة أما العبادات وفقهها وعقائد القبر والجنة والنار وغيرها هذه يتركها للعوام المسلمين البسطاء والطيبين.

أليست هذه الآية إعجازية ميكافيلية حقيقة؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سيدي الكاتب ما هذا التدليس
احمد علي ( 2018 / 9 / 11 - 03:48 )
اولا ما بنيت عليه مسالةً ان أية لا اكراه في الدين أتت في حالة الضعف ضد اليهود ليس من مصادرنا وإنما تأليفك الشخصي
2 انت لم تعطنا الا التفسيرات التي عجبك وغدا سأذكر التفسيرات التي لا تعجبك
3 اعطيني أية قرآنية او حديث صحيح واحد يأمر بقتل تارك الصلاة

اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تبدأ النظر في تجنيد -اليهود المتش


.. الشرطة الإسرائيلية تعتدي على اليهود الحريديم بعد خروجهم في ت




.. 86-Ali-Imran


.. 87-Ali-Imran




.. 93-Ali-Imran