الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن المسواك والفطائس الإسلامية العفنة

كامل السعدون

2006 / 4 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


-1-
من جميل شعر العرب ، مما ينسب ليزيد بن معاوية ، تلك الأبيات :
وإياكِ ذكرى العامريـة أننـي----------------أغـار عليهـا مـن فـم المتكلـمِ
أغار عليها من أبيها وأمها-----------------ومن خطوة المسواك أن دار فـي الفم
أغار على أعطافها من ثيابهـا----------------اذا ألبستهـا فـوق جسـمٍ منعـمِ
وأحسد أقداحا تقبل ثغرها ----------------إذا أوضعتها موضع اللثـم فـي الفـمِ
فوالله لولا الله والخوف والرجا --------------------لعانقتها بين الحطيم وزمزم

-2-

هل سمعت سابقا عزيزي القاريء بإكسير الحياة أو إكسير العمر ، ذلك الذي تحدثت عنه الأساطير من ايام المرحوم العراقي الإسطوري ( جلجامش ) وأستاذه الحكيم ( أوتونابشتم ) ، وصولا إلى يوم الله هذا الشديد المرارة .
حسنا ... للعرب الأعراب الذين لم يعرفوا إلا في القرن الثالث أو الرابع للميلاد ، عقب عصور وحضارات ظهرت منذ فجر التاريخ ، في اليونان وبابل وآشور وطيبة واليمن ، للعرب هؤلاء ونحن منهم طبعا أساطيرهم ... أو ... أساطيرنا .
لكنها أساطير بائسة بلهاء ، مثل تلك التي يترنم بها سلمان العودة وسفر الحوالي والقرضاوي وبن لادن والضاري والجنابي ، وقبلهم الكليني والمجلسي وإبن القيم وإبن الأثير .
أساطيرنا منذ أيام المرحوم محمد وصولا إلى يوم الله هذا ، أساطير بائسة تشبه إلى حد كبير لغو الأطفال وهم يلعبون خلف الدار .
أسطورة المسواك ، واحدة من تلك الأساطير .
حسنا ... لنقرأ عن أكسير الحياة الإسلامي هذا ... ( المسواك ) :
يقول إبن القيم عنه أنه :
يطيب الفم ، يشد اللثة ، يقطع البلغم ، يجلو البصر ، يذهب بالحفر ، يصلح المعدة ، يصفي الصوت ، يسهل مخارج الكلام ، ينشط الذهن للقراءة والذكر والصلاة ، يطرد النوم ، يعجب الملائكة ، يكثر الحسنات ... ووووووو ... وربما فاته أن يقول ويطيل العمر ويطرد عزرائيل .
أما ما اضافه المحدثون في السعودية عن عجائب المسواك فهو :
أفضل علاج لتسوس الأطفال ، يزيل الصبغ والبقع لأحتوائه على الكلور ، يبيض الأسنان لإحتوائه على الكلس ، يحمي الأسنان من البكتريا لأحتوائه على الكبريت ، يفيد في التئام الجروح وشقوق اللثة ، يعتبر علاج ناجع لترك التدخين .
الحقيقة... يمكن أن يكون هذا الكلام كله جميلٌ ، وقد يصح في بعضه ، ولا بأس به ... لو إن أهل الإسلام رحموا أنفسهم ورحموا الناس وأحترموا الحياة الإنسانية بقدر ما أحترموا جلباب الرسول ومسواكه .
ليتهم أحترموا حياة العراقيين وكفوا عن ذبحنا بالجملة بينما هم يمضغون المسواك ليطيبوا أفواههم قبل لقاء الرفيق الأعلى .... أو ليس هذا أفضل وأكثر بركة وأرحم في عيون الرب من قتل الأطفال والشيوخ في شوارع حي العامل والحرية والكرادة وووووو ؟
بل ليتهم رحموا بعضهم .... نساءهم وأطفالهم الذين يشحذون في شوارع عاصمة المملكة السعودية ، من أجل رغيف خبز لإطعام شيخ مريض أو عجوز على شفا الموت .
السعودية التي أستهلكت المليارات التي تفوق السبعون على إنتاج بن لادن وإمارة طالبان الإسلامية .
فيها حالات من البؤس لا يمكن لعاقل أن يتخيلها .
إليك هذه القصة التي أكاد أعتبرها طرفة من طرائف اللامعقول الإسلامي مستقاة من موقع إسمه ( منتديات الساخر ) ، وأنا والله مولع بقذارات السعودية لا حبا ولكن بحثا عن التناقضات ، فهؤلاء الناس كما جمهورية إيران الإسلامية ، هم أشد الناس أذى للبشرية كلها وليس لنا نحن العراقيون حسب .
المهم إليك القصة ( الطرفة ) وصدقها أو لا تصدق والنص كما هو بغضه وغضيضه وبلا إصلاح مني للغة أو لسياق :
(تفترش سجادة بالية امام إحدى المحلات وقد نامت أبنتها ذات الأعوام الخمسة بجوارها في مشهد مأساوي وهي تبيع بعض عيدان من المساويك التي لا يتجاوز ثمن الواحد منها ريالين وتعمل بكل نشاط وهمة وقد تحجبت بالكامل ولا يظهر منها شيء مما فرض أحترام كل من وقف امام فرشتها الصغيرة على الرصيف والتي تعرض بضاعتها عليها حتى أصحاب الأنفس الضعيفة لم يتجراء احد على أزعاجها او مضايقتها فتقدمت نحوها ويعلم الله ان نيتي المساعدة من غير ان أجرح كرامتها
فسلمت عليها فرددت بأحسن منها وتظاهرت بأنني أتفحص عيدان المساويك وانا حائر من أين أبدا فقلت لها يأختاة ان منظر أبنتك وهي نائمة بجوارك على رصيف الشارع الا يزعج هذة الصغيرة اصوات المارة وأبواق السيارات فأجابتني وأين يأخي تريدني ان أضعها فأمي تبلغ ( 80 ) من العمر وهي شبة مشلولة وزوجي توفي قبل أكثر من عامين ولم يورث لي سوى الفقر والديون التي تلاحقني ومنزل قديم بالأجرة ولا عائل لي سوى رب السموات والارض وها أنا أعمل في بيع المساويك لأسد رمق جوع ابنتي وأسدد بعض من الديوان المتراكمة على كاهلي لصاحب المنزل الذي اسكنة فمددت يدي وناولتها ما قدرني ربي علية 0
فهذة السيدة والتي احتمال بأنها في بداية العقد الثالث من عمرها ( 30 ) كافحت وخرجت بابنتها وهي تبيع تلك المساويك لتكسب لقمتها بالحلال وتصون وجهها من سؤال الناس استدراء عطفهم 0
اردت ان أقدم لها تحية من هنا على صبرها وثباتها على تقلبات الزمن وسعيها خلف العمل الشريف وكسب لقمتها بشرف والذي أكبره فيها كل من وقف اما تلك السيدة ( بائعة المساويك ) .

-3-

هذا في السعودية عزيزي القاريء والتي تعد المنتج الأول للبترول في العالم والمالك لأكبر أحتياطي من البترول والخامس في احتياطي الغاز الطبيعي والعاشر في إنتاج الغاز ، هذا عدا عن إنتاجها الزراعي الذي يبلغ قرابة الأربعة ملايين طن سنويا من القمح وحده .
علاوة على مليوني حاج يؤمونها كل عام ... !
بينما لا يتجاوز عديد سكانها الواحد والعشرون مليون نسمة ، وتبيع من البترول يوميا ما لا يقل عن ثمانية ملايين برميل بسعر يربو اليوم على ال60 دولارا للبرميل .
فسبحان الله في ما يفعله هؤلاء السفهاء بأنفسهم وثرواتهم .
وحسبنا الله ونعم الوكيل .




--------------------------------------------------------------------------------
أوسلو في ال2 من نيسان 2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين


.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ




.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح


.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا




.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم