الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صلاح الدين الأيوبي .. والتأسيس للدولة الكردية؟!! (5-ج2)

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2018 / 9 / 21
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


وهكذا "وفي 5 محرم سنة 578 هـ، الموافق فيه 11 مايو سنة 1182م، غادر صلاح الدين الأيوبي القاهرة مع نصف الجيش الأيوبي المصري والعديد من المتطوعين إلى الشام. وعندما علم أن القوات الصليبية احتشدت على الحدود لاعتراضه، غير طريقه عبر سيناء إلى أيلة، وهناك لم يلق صلاح الدين أي مقاومة من قوات بلدوين.[109] وعندما وصل إلى دمشق في يونيو، أغار عز الدين فروخ شاه على بلاد طبرية، واحتل دبورية وحابس جلدق، وهو أحد الحصون ذات الأهمية الكبيرة للصليبيين.[110] في يوليو، أرسل صلاح الدين فروخ شاه لمهاجمة كوكب الهوا. وفي أغسطس، شنّ الأيوبيون هجومًا بريًا وبحريًا للاستيلاء على بيروت؛ وقاد صلاح الدين جيشه في سهل البقاع، ولما بدا لصلاح الدين أن الهجوم قد يفشل، فضّل إيقاف هجومه والتركيز على مهمته نحو في بلاد ما بين النهرين.[111]" وتضيف الموسوعة ((دعا مظفر الدين كوكبري بن زين الدين علي بن بكتكين وهو أحد أمراء حران، صلاح الدين لاحتلال بلاد الجزيرة، الواقعة شمال بلاد ما بين النهرين.[110] ومع انتهاء الهدنة بينه وبين الزنكيين رسميًا في جمادى الأول سنة 578 هـ، الموافق فيه شهر سبتمبر من عام 1182م،[112] وقبل سيره إلى بلاد الجزيرة، كان التوتر قد ازداد بين الحكام الزنكيين في المنطقة، نظرًا لعدم رغبتهم في دفع الجزية لصاحب الموصل.[113] وقبل عبوره الفرات، حاصر صلاح الدين حلب لمدة ثلاثة أيام، بمجرد أن انتهت الهدنة.[112] وما أن وصل إلى قلعة البيرة قرب نهر الفرات، حتى انضم إليه كوكبري ونور الدين صاحب حصن كيفا، واستولت القوات المشتركة على مدن الجزيرة الواحدة تلو الأخرى، فسقطت الرها تلتها سورج ثم الرقة وقرقيسية ونصيبين.[112] كانت الرقة نقطة عبور هامة والتي كانت في يد قطب الدين ينال بن حسان المنبجي، الذي سبق وخسر منبج أمام قوات صلاح الدين الأيوبي عام 1176م. لما رأى قطب الدين كبر حجم جيش صلاح الدين، لم يُقدم على إبداء أي مقاومة واستسلم على أن يحتفظ بممتلكاته. أثار صلاح الدين الأيوبي إعجاب أهالي المدينة بعدما أمر بإلغاء عدد من الضرائب، حيث قال "إن شر الحكام هم من يسمنون وشعوبهم جياع". من الرقة، غزا ماكسين ودورين وعرابان والخابور، والتي خضعت جميعها له.[110][114])).

ثم وبعد سلسلة هذه الانتصارات ((توجّه صلاح الدين لغزو نصيبين التي سلّمت دون مقاومة. كانت نصيبين بلدة متوسطة الحجم، ليست ذات أهمية كبيرة، لكنها كانت تقع في موقع استراتيجي بين ماردين والموصل ويسهل الوصول إليها من ديار بكر.[115] في خضم هذه الانتصارات، وردت صلاح الدين أخبار تقول أن الصليبيين أغاروا على قرى دمشق. فأجاب «دعهم.. ففي الوقت الذي يهدمون فيه القرى، نستولي نحن على المدن؛ وعندما نعود، سيتعين علينا جمع المزيد من القوة لمحاربتهم».[112]وفي الوقت نفسه، في حلب، داهم أميرها الزنكي مدن صلاح الدين في الشمال والشرق، مثل باليس ومنبج وسورج وبوزيع والقرضين، كما دمر قلعته في بلدة أعزاز لكي لا يستخدمها الأيوبيون إن استطاعوا الاستيلاء عليها.[115])) وتمضي الموسوعة لتخبرنا بأن "بعد الموصل اهتم صلاح الدين بضم حلب، فأرسل شقيقه تاج الملوك بوري لاحتلال تل خالد، الواقعة على بعد 130 كيلومتر شمال شرق الموصل، وجهّز لحصارها، إلا أن حاكم تل خالد استسلم مع وصول صلاح الدين نفسه في 17 مايو قبل ضرب الحصار. بعد تل خالد، قام جيش صلاح الدين الأيوبي بالتوجه شمالاً إلى عينتاب لاحتلالها، ومن ثم العودة سريعًا لمسافة 60 كم في اتجاه حلب. وفي 21 مايو، عسكر صلاح الدين خارج حلب، وتمركز بنفسه شرققلعة حلب، كما طوّقت قواته ضاحية بناقسة في الشمال الشرقي وباب جنان في الغرب، وتمركز باقي رجاله بالقرب من المدينة، على أمل فتحها في أقل وقت ممكن.[116]".

لكن "لم يقاوم عماد الدين زنكي بن قطب الدين مودود لفترة طويلة، حيث لم يكن يحظ بشعبية بين رعاياه، ولرغبته في العودة إلى سنجار المدينة التي كان يحكمها سابقًا. عقدت مفاوضات بغرض تبادل الأراضي، على أن يسلّم زنكي حلب إلى صلاح الدين الأيوبي في مقابل استعادة سيطرته على سنجار ونصيبين والرقة وسروج، وأن تحارب قوات زنكي إلى جانب جيش صلاح الدين. وبحلول 18 صفر 579 هـ / 12 يونيو 1183 م، أصبحت حلب في أيدي الأيوبيين.[117][118] لم يعلم أهل حلب بتلك المفاوضات، لذا فوجئوا حين رأوا راية صلاح الدين الأيوبي مرفوعة فوق قلعة حلب. عندئذ، عرض أميران أحدهما عز الدين جردق الصديق القديم لصلاح الدين خدماتهما على صلاح الدين، الذي رحب بذلك. استبدل صلاح الدين القضاء الحنفي بالقضاء الشافعي، مع وعد بعدم التدخل في القيادة الدينية للمدينة. وعلى الرغم من حاجة صلاح الدين للمال، إلا أنه سمح لزنكي بالمغادرة بكل ما استطاع حمله من خزائن قلعة المدينة، وبيع المتبقي لصلاح الدين نفسه.[119]" وتقول الموسوعة أيضاً ((على الرغم من تردده فيما مضى في إتمام عملية المبادلة، إلا أنه كان واثقًا من نجاحه لتيقّنه من أن حلب هي "الباب الذي سيفتح له الأراضي" وأن "هذه المدينة هي عين الشام وقلعتها وبؤبؤها".[120] بالنسبة لصلاح الدين الأيوبي، كان الاستيلاء على المدينة يمثّل له نهاية أكثر من ثماني سنوات من الانتظار، فقد قال لفروخ شاه "نحن لا نملك إلا الانتظار، وحلب ستكون لنا." فمن وجهة نظره، أنه باستيلائه على حلب سيستطيع الآن تهديد الساحل الصليبي كله.[121])).

وهكذا و"بعد أن قضى ليلة واحدة في قلعة حلب، سار صلاح الدين إلى حارم بالقرب من أنطاكية الإمارة الصليبية. كانت حارم تحت حكم "سرخك" أحد المماليك صغار الشأن، الذي قدم صلاح الدين الأيوبي له عرضًا بمدينة بصرى وأراضٍ في دمشق في مقابل حارم، ولكن عندما طلب سرخك الحصول على المزيد، أرغمته حامية البلدة على الخروج،[118][121] حيث تم إلقاء القبض عليه من قبل تقي الدين نائب صلاح الدين الأيوبي بعد مزاعم بأنه كان يخطط للتنازل عن حارم إلى بوهمند الثالث أمير أنطاكية. بعد استسلام حارم، شرع صلاح الدين الأيوبي في ترتيب دفاعات المدينة استعدادًا للصليبيين، وأوفد إلى الخليفة وأتباعه في اليمن وبعلبك بأنه سيهاجم الأرمينيين. وقبل أن يهم بالتحرك، كان لا بد من تسوية بعض التفاصيل الإدارية، فقد وافق صلاح الدين الأيوبي على هدنة مع بوهمند في مقابل رد أسرى مسلمين كان يحتجزهم، ثم ولّى علم الدين سليمان بن جندر،[118] وهو الأمير الذي انضم إلى صلاح الدين في حلب، إدارة أعزاز، كما ولّى سيف الدين اليزقوج، مملوك عمه أسد الدين شيركوه السابق الذي أنقذه من محاولة اغتيال في أعزاز، إدارة حلب.[122]" وحينما نستكمل القراءة في الموسوعة فإننا نجد بأن " مع اقتراب صلاح الدين من الموصل، كان عليه تبرير مسألة الاستيلاء على تلك المدينة الكبيرة.[123] استغاث زنكيو الموصل بالخليفة العباسي الناصر لدين الله في بغداد الذي كان وزيره يفضلهم، فأرسل الناصر بدر البدر، وهو شخصية دينية رفيعة المستوى، للتوسط بين الجانبين. وصل صلاح الدين إلى المدينة في 10 نوفمبر سنة 1182م، ولم يقبل عز الدين شروطه لأنه اعتبرها خدعة كبيرة، وعلى الفور ضرب صلاح الدين حصارًا على المدينة المحصنة جيدًا.[124]".

وبذلك فقد فتحت الأبواب أما الجيش الأيوبي للهجوم على آخر معاقل الزنكيين ليصبح قريباً من مركز الخلافة العباسية –ونقصد بغداد- لكن وفي بداية المعركة على أبواب الموصل بين الأيوبيين والزنكيين وجد هذا القائد المحنك "صلاح الدين" بأن يمكن لجيشه أن يخسر لما ما يملكه الزنكيين من قوات تم دعمها من بغداد عاصمة الخلافة ولذلك فرض الحصار على المدينة وذهب بقسم من جيوشه إلى سنجار حيث تقول الموسوعة في ذلك "بعد عدة مناوشات طفيفة والمأزق الذي وقع فيه أمام الخليفة، قرر صلاح الدين الأيوبي أن يجد طريقة للانسحاب من الحصار دون أن يلحق ذلك ضررًا بسمعته، لذا قرر أن يهاجم سنجار التي يحكمها شرف الدين أمير أميران هندوا شقيق عز الدين، مع ترك قوة لمواصلة الحصار، فسقطت سنجار بعد حصار دام 15 يومًا في 3 رمضان سنة 578 هـ، الموافق فيه 30 ديسمبر سنة 1182م.[110][125] لم يلتزم قادة وجنود صلاح الدين بانضباطهم ونهبوا المدينة، وتمكن صلاح الدين بنفسه من حماية حاكم المدينة وضباطه بإرسالهم إلى الموصل. وبعد أن ترك حامية في سنجار، انتظر حتى يجمع جنده من حلب وماردين وأرمينيا لمواجهة عز الدين.[126] توجّه صلاح الدين بجيشه للقاء قواته في حران في شهر ذي القعدة من سنة 578 هـ، الموافق فيه شهر فبراير من عام 1183م، وعندما علم عز الدين بقدوم جيش صلاح الدين، أرسل رسله في طلب السلام، وفرّق قواته" (ويكيبيديا).

وأخيراً خضعت المدينة –الموصل- وأميرها الزنكي لنفوذ الأيوبيين حيث تقول الموسوعة " من وجهة نظر صلاح الدين، كانت الحرب ضد الموصل تسير على ما يرام، لكنه لم ينجح بعد في تحقيق أهدافه وبدأ جيشه يتناقص؛ فقد عاد تقي الدين برجاله إلى حماة، وغادر ناصر الدين محمد بن شيركوه بقواته. شجع ذلك عز الدين وحلفائه على الهجوم. فجمع قواته في حرضم الواقعة على بعد 140 كيلومتر من حران. وفي بداية أبريل، ودون أن ينتظر ناصر الدين، بدأ صلاح الدين وتقي الدين تقدمهم ضد قوات عز الدين، متوجهين شرقًا إلى رأس العين دون أن يلقوا مقاومة.[130] وبحلول نهاية أبريل، وبعد ثلاثة أيام من القتال، استولى الأيوبيون على آمد. سلم المدينة نور الدين محمد بن قره أرسلان بخزائنها التي بها 80,000 شمعة، وبرج كامل مملوء بالسهام و1,040,000 كتاب. وفي مقابل إعادته حاكمًا للمدينة، أقسم نور الدين الولاء لصلاح الدين الأيوبي،[131] واعدًا إياه بمساعدته في كل حملاته في الحرب ضد الصليبيين وإصلاح الأضرار التي لحقت بالمدينة. وبسقوط آمد، قرر حاكم ماردين التحالف مع صلاح الدين الأيوبي، وهو ما أضعف تحالف عز الدين.[132]".

وهكذا وبعد هذا النجاح الباهر للقوات والجيوش الأيوبية فإن ذاك القائد التاريخي الفذ يحاول استرضاء المركز الديني بغداد والتي هي بمثابة نفوذ الفاتيكان لدى المسيحيين حيث لا نفوذ سلطوي حقيقي لها، بل كانت السلطة للأمراء وقادة الأمصار والولاة وها هو صلاح الدين يخضعهم الواحد تلو الآخر لنفوذه وسلطانه ويحتاج لدعم المركز الديني في بغداد ولذلك يحاول أن يأخذ ما يمكن القول؛ الموافقة "البابوية" من الخليفة العباسي والذي له صيت الخلافة دون السلطة الفعلية حيث تقول الموسوعة بهذا الصدد "حاول صلاح الدين الحصول على دعم الخليفة الناصر ضد عز الدين من خلال إرسال رسالة للخليفة يطالبه فيها بمرسوم يعطيه الحق في تملّك الموصل والأراضي التابعة لها. حاول صلاح الدين الأيوبي إقناع الخليفة معللاً طلبه بأنه في الوقت الذي فتح مصر واليمن وأعادها تحت راية العباسيين، كان الزنكيون في الموصل يؤيدون صراحة السلاجقة(منافسي الخلافة)، ولم يخضعوا للخليفة إلا وقت حاجتهم إليه. واتهم أيضًا قوات عز الدين بعرقلة الجهاد ضد الصليبيين، مشيرًا إلى أنهم "لا ينوون القتال فقط، بل ويمنعون الذين يستطيعون ذلك". كما قال صلاح الدين الأيوبي بأنه إنما جاء إلى الشام لقتال الصليبيين وإنهاء بدعة الحشاشين ووضع حد لتخاذل المسلمين. كما وعد أنه إذا أعطيت له الموصل، فسيستولي على القدس والقسطنطينية والكرج وأراضي الموحدين في المغرب، حتى تصبح كلمة الله هي العليا وتطهّر الخلافة العباسية العالم وتتحوّل الكنائس إلى مساجد. وأكد صلاح الدين أن كل هذا من الممكن أن يحدث بمشيئة الله، وبدلاً من طلب الدعم المالي أو العسكري من الخليفة، قال أنه سيغزو أراضي تكريت وداقوق وخوزستان وجزيرة كيش وعمان، وسيعطيها للخليفة.[133]".

لكن يبدو أن الخليفة كان أذكى من أن يناور عليه بهكذا خدعة من قبل هذا الخصم القوي ويبدو إنه لم يمنح للسلطان ذاك التفويض الديني وهذا تأكيد آخر؛ بأن الدولة الأيوبية لم تكن جزءً من الخلافة العباسية وإلا ما كان القائد صلاح الدين وهو يقود جيوش الخلافة -وفق مقولة أن "الدولة الأيوبية جزء من الخلافة العباسية"- في مواجهة الأعداء الداخليين والخارجيين ويوحد الأمصار والبلدان، بحاجة لتفويض من خليفة المسلمين وبالتالي فإن ما سبق وقلنا بأن؛ الدولة الأيوبية كانت يمكن أن تكون نواة للدولة الكردية المستقبلية، كما أصبحت الدولة العثمانية وريثة لتركيا هو عين الحقيقة التاريخية والتي تغافل عنها المؤرخين الإسلاميين وذلك لتهميش الدور الحضاري الكردي وخاصةً بعد نمو النزعة الشعوبية داخل الدولة الإسلامية -العباسية والعثمانية- وللأسف لم يلتفت أبناء شعبنا كذلك لهذه النقطة المضيئة في تاريخ أمتنا والتي كانت يمكن أن تشكل رافعة حضارية ومعنوية للتأسيس لشخصية كردية تعتز بماضيها وتاريخها وقائداً فذاً حقق خلال أقل من عقدين من الزمن؛ بأن يجمع تحت نفوذه وراية الدولة الأيوبية بلاداً تمتد من حدود مصر واليمن والحجاز إلى بلاد ما بين النهرين والموصل وآمد مروراً بالشام وبيروت وحلب، بل جاء بعض أشباه المثقفين من مرحلة النهضة القومية لتشويه صورة هذا القائد التاريخي والقول؛ بأنه عمل للمسلمين وليس الكرد متناسين المرحلة التاريخية التي عاش ونضج فيه مشروعه السياسي حيث كانت الدول والإمارات تبنى على العقائد والأفكار الدينية اللاهوتية وليس وفق أجندات أقوامية سياسية كما هي اليوم أو على الأقل خلال القرنين الأخيرين من عصر وتاريخ الشعوب والأمم ولذلك فإننا نعود ونكرر دائماً؛ لو استمر الآخرين من أبناء صلاح الدين وأحفاده من السلالة الأيوبية باستكمال ما بدأه ذاك القائد التاريخي الفذ صلاح الدين الأيوبي لكانت اليوم كردستان من أهم دول عالمنا في الشرق وربما ما كانت هناك دولة اسمها تركيا، فهل ندرك أخيراً كما خسرنا بخسارة الدولة الأيوبية الكردية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصاعد الدخان من حي الشجاعية في غزة وسط دوي الانفجارات واستمر


.. الإصلاحي بزشكيان يواجهة برلمانا محافظا بعد انتخابه رئيسا لإي




.. مستوطنون يشعلون النيران في سهل ترمسعيا قرب رام الله


.. لقطات زمنية لتطور حريق اشتعل بجبال سانتا باربرا في أميركا




.. مهمة إنقاذ ناجحة لرجل إطفاء محاصر في أميركا