الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بصدد التصريحات الديماغوجية للائمة الشيعة في العراق

طه معروف

2006 / 4 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل ينبغي ان نطالب الجماهيربمزيد من الانتظار حتى يصدرمن هذا المعمم او ذاك تصريحات ساذجة بشأن الوضع السياسي المتدهور والصراع الطائفي المزمن وسبل معالجته في إطارالمراجع و المدارس الأسلامية الطائفية؟ بالأمس كان السيستاني صاحب الكلمة الأخيرة و صمام الأمان لجمع شمل العراقيين في نظر بعض من القوى المحلية و الأحزاب القومية الكردية ورئيسها الطالباني الذي افتخر به الى حد وصفه " بهبة اونعمة من الله" نزل لتوحيد العراقيين ولصق به الصفة الحيادية في الصراع الدائر بين الكتل السياسية والطائفية المتنازعة ، و لكن تبخرت هذه التنبؤات و الإدعائات الفارغة وذابت في الصراع والمحاصصات الطائفية وكان مسار تطورالأحداث الدامية قد برهن و بين بصورة دقيقة موقع المرجعية وشخص السيستاني غير الحيادي و المنحاز في خضم هذه الصراعات كطرف اساسي للمأساة العراقية . إن ألأوضاع التي آلت اليها الآن نتيجة الصراع والأقتتال وفشل العملية السياسية التي وقف ورائها السيستاني عندما نادى وابلغ اتباعه للتصويت والأشتراك في العملية السياسية التي مثلتها القوى الطائفية التابعة له ولميليشياته المسلحة , سيحتاج الى المزيد من المناورات والتلاعب السياسي من جانب الأئمة لإعادة الثقة والمكانة له ولمرجعيته وللتغطية على سياساته الطائفية التي دفعت بالجماهير الى محرقة حرب طاحنة للميليشيات المسلحة .فبينما بدأت اكبر عملية نزوح جماهيرية من المدن والقصبات جراء تحولها الى مسرح للإقتتال والثأر الطائفي لتستقر في المخيمات الممزقة تجنبا للصراع والمذابح الطائفية الناجمة عن الأحتلال و العملية السياسية العرقية والطائفية الفاشلة والخادعة التي نالت دعما من المرجعيات الدينية وباركتها ، يخرج آية الله بشير النجفي رأسه من الكهوف المظلمة ويدعو للتعجيل بعملية تشكيل الحكومة" للمساعدة في وقف سفك الدماء ويلقي باللوم على القادة السياسيين الذين يلهثون وراء المناصب الوزارية وينهبون البلاد "!!
فيا لها من تصريحات ديماغوجية فارغة ،فمن هم القادة السياسيين،ومن هو الحكيم والجعفري وصولاغ ؟ أليس هؤلاء ترشحوا ونصبوا وفق توجهات مرجعيتكم الطائفية كجزء من لحمكم ودمكم وطبقوا ما أوكل عليهم وخطط لهم من جانبكم لتمزيق الانسجام السياسي والاجتماعي وفق المعايير الطائفية ، أليس إستقطابكم الطائفي في الأتلاف الشيعي محصورا تماما في الرموز التي تستوفى شروط المرجعية لتتبنى سياسة المحاصصة الطائفية وان تعمل كقنوات للتواصل في نشر وتطبيق سمومكم الطائفية بين الجماهير .ان تصريحات بشير النجفي الذي طبخت في مطابخ المرجعيات جائت لتصيب عدة محاور سياسية من بينها ،إظهار المرجعيات الشيعية بمظهر المحايد وتبرئتها من القتال والثأر الطائفي والجرائم التي ارتكبتها ميليشياته المسلحة ضد الجماهير وهي محاولة لرفض مسؤوليتها السياسية ومساهماتها المباشرة في تأجيج نار الصراع الطائفي بين الجماهير واخرى تستهدف تنظيف وجه المرجعيات ورموزها الدينية لتبرئة دورها الذي سببت في تدهور الوضع السياسي والانفلات الأمني و الذي يقف وراء النزوح الجماهيري لإعمار المخيمات حول المناطق المحيطة ببغداد الذي لم يرى سكانها ابدا في تأريخهم القديم والحديث ظاهرة الطائفية، لولا دور المرجعيات الشيعية والكتل السنية التي تسببت في إشعال و تأجيج الهوية العرقية والطائفية. والنقطة الأخيرة والأهم هي ان هذه التصريحات جائت كمحاولة خادعة لإحياء العملية السياسية الميتة والمدفونة اصلا استجابة لطلب الجمهورية الأسلامية الأيرانية ،لكون المساعدة الأيرانية لتشكيل الحكومة العراقية المزعومة هي احد الشروط ومن اهم المحاور في التحاور الأيراني الأمريكي الذين اتفقوا على عقده لاحقا في إطار تقسيم المصالح والمطامع غير المشروعة المعادية للجماهير التي تفتح باب الساحة العراقية امام قوى اقليمية أخرى لتصفية حساباتها السياسية الرجعية بالضد من مصالح الجماهير بغية شل إرادتها السياسية لتقرير مصيرها بنفسها بعيدا عن التدخلات الرجعية السافرة التي تهئ الارضية لمزيد من الانقسامات وتؤجج الصراع الطائفي. إن إدعائات رجال الدين حول مواقفهم الحيادية حيال تدهور وتفاقم الوضع السياسي ،كذبة مبتورة لإخفاء دورهم الرجعي في إقامة هذه المذابح البشرية لإدامة سياساتها الرجعية ولتقوية ميليشياتها المسلحة من اجل تطويق الجماهير وربط مصيرها بمصير عصابات الصراع الطائفي لتحويل حياتها الى هذا الجحيم الذي يهدد بها الاسلامي السياسي البشرية في حال مخالفته لتعاليمه الساذجة والركيكة .إن عملية إخلاء المدن والقصبات والنزوح الجماهيري هي سابقة خطيرة في حال استمرارها ،سيؤدي الى تطبيق النهج الطائفي حول فصل سكان المدن والقصبات والقرى وتهجيرهم وفق الهوية العرقية والطائفية او بعبارة اخرى هي محاولة لإقامة الجدار الفاصل بحجة العداء الطائفي الفارغ بين المناطق على شاكلة الجدار الواقي الاسرائيلي لعزل الجماهير الفلسطينية بحجة خطر الارهاب .ان الميليشيات المسلحة التي تشكل الذراع العسكري سواء للمرجعيات الشيعية او الكتل السنية المذهبية(الذي يحلو حتى لبعض الكتاب الذين علقوا آمالهم على العملية السياسية الطائفية ان يصفوهم بالحيادية) يحاولون منذ سقوط بغداد ترسيخ وتوطيد الزعم القائل باستحالة المعايشة السلمية بين اتباع الطوائف المتنوعة في العراق وان ما تسمى بالعملية السياسية والانتخابات والدستور جائت لدعم هذه السياسة والأطروحة الطائفية التي أدت الى تفاقم الوضع السياسي والأنفلات الامني بدرجة جعلت من العراق الآن أخطر مكان من الناحية الأمنية في ارجاء المعمورة جراء الحرب والتدخلات السياسية للمرجعيات الدينية في حياة الجماهير وبالفعل فان هذا السيناريو الاسود هو المناخ السياسي الملائم لنمو وتطور الحركات الاسلامية ومرجعياته الدينية على حساب الحركات المتمدنة واليسارية المساواتية التي تستند على الهوية الانسانية على نقيض الهوية القومية او الطائفية المستورة.واخيرا فإن إدعائات الرجل الشيعي بشير النجفي لن يردها احد ليس خارج مرجعياته الدينية وانما اقرب اقربائه في المرجعية الشيعية وهو آية الله محمد اليعقوبي عندما يتحدث عن التوجهات السياسية للأتلاف الشيعي حول التقارب الامريكي والسني ويحذر السفير الأمريكي خليلزاد من مغبة الاستمرار في سلوكه السياسي تجاه الكتل الشيعية بمنحه دعما سياسيا لتلك الأحزاب والمرجعيات السنية التي توفر الغطاء السياسي للميليشيات السنية المسلحة حيث اعلن عن تصميم المرجعية على تحويل المناطق الجنوبية من العراق الى مناطق مغلقة بوجه قوى التحالف الأمريكية وهي إشارة الى الدور القيادي للمرجعيات الشيعية في الأمور السياسية في العراق عكس ما يدعي بشير النجفي حول حيادية دور المرجعيات في صراع الدائر والأمور السياسية في العراق.
3-4-2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا


.. 161-Al-Baqarah




.. 162--Al-Baqarah


.. 163-Al-Baqarah




.. 165--Al-Baqarah