الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في بياضات خطاب الوزير يتيم

زهير اسليماني

2018 / 10 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في بياضات خطاب يتيم التسويغي
ما كشف عنه، أخيرا، وزير الشغل والإدماج المهني والقيادي في حزب العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح الدعوية، فيما يتعلق بحقيقة ظهوره ممسكا بيد امرأة في أحد شوارع العاصمة باريس، يؤجج الشبهات، أكثر مما قد أثارها.. وأعتمد في هذا المقال، على مقتطفات من حوار أجراه معه موقع "العمق" بخصوص هذا الشأن، لأكشف عما وراء الخطاب وتفاصيله، وفي التفاصيل التي يكمن فيها الشيطان.

فقول يتيم، في الحوار، إن السيدة التي ظهرت معه في مقطع الفيديو هي خطيبته، معتبرا أنه أحاط هذه الخطبة بكل ما يمكن أن يقيها من الشبهات، حيث أتى “البيوت من أبوابها”، وأشعر كل المسؤولين في الحزب والنقابة والحركة التي ينتمي إليها قبل الإقدام على الخطبة، وأن الاتفاق بين الطرفين مبني على توثيق الزواج مباشرة بعد وقوع طلاقه من الزوجة الأولى، بعدما تبين استحالة استمرار العشرة”، ينم عن فكر مؤسس على مبادى المنفعة الشخصية والأنانية المفرطة، والانقلاب على الزوجة ومقابلة الاحسان بالنكران.. فكيف بالذي يسلك هذه السلوكات، أن يصدق ويؤتمن على شعب! والأمر أن هذا الوزير يظهر بمظهر المتشبع بالفكر والأخلاق الأسلاميين..!

وتأكيد يتيم أن خطييته لم تسافر معه إلى باريس، بل التقاها هناك حينما كان في مهمة لتأطير لقاء حزبي بفرنسا، بينما هي كانت في زيارة عادية معدة سلفا تقوم بها للعاصمة الفرنسية.. أشبه بحبكة المسلسلات الهندية أو التركية، حيث يلتقي البطل بحبيبته القاطنة بالصين، وهو القاطن بألمانيا، في حانة في هواي، هو ذاهب لشرب الكوكتيل وهي ذاهبة لركوب الموج.. فليلتقيان بعدما يصدمها ويتدفق النبيذ على فستانها.. فكيف يؤتمن على المغاربة، من يتصورهم أغبياء وبلاهاء إلى هذا الحد؟ ثم إن السيد وزير ومسؤول حكومي، فكيف يذهب خارج الحدود لتأطير لقاء حزبي.. كيف؟ ومع من؟ ولأية غاية؟
ثم نتساءل في هذا الموقع: هل يعرف السيد يتيم معنى الخطبة في الإسلام؟ وشروطها وأركانها؟ ألم يخرج- بهذا الفعل (إمساك اليد، والخروج بدون ثالث)- عن شروط ومقتضيات الخطبة الإسلامية؟!

أما تبرير القيادي البيجيدي اختياره لزوجة غير محجبة، بالادعاء أن “الإسلام كما هو معلوم أباح الزواج من الكتابية التي هي على عقيدة أخرى وشريعة أخرى وفيه إشارة إلى أن مؤسسة الزواج هي مؤسسة دامجة بالطبيعة وتوفر فرصة أكبر لتقليص الفوارق على مستوى العقيدة أو الأخلاق أو السلوك”، ففيه قياس لمسلمة على الكافرة وهو ما لا نقبله لها وننزهها عنه، أم إذا افترضنا صحة هذا الادعاء، فمعناه إدخال الطرف الآخر إلى دائرة مقتضيات الشريع الإسلامي، لا خروج المسلم من دائرته إلى دائرة الأخر، والتنازل عن المعلوم من الدين لتحقيق مصالح همشية، فدرء المضار مقدم على جلب المنافع، في الترجيح بين المصالح، والمعنى هنا بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.. أي إن الفكرة هنا عامة ولا تخص السيدة المدلكة، ولا تشكك في تدينها وإسلامها.. بل ننزهها حتى على القياس الذي على الذمية والكتابية، الذي قام به السيد يتيم..
أما قوله “أننا في حاجة إلى مراجعة عدد من التصورات المحكومة بالنزعة الطائفية أوالانتماء الحركي أو السياسي، وكذلك فعل الإسلام والمسلمون على تاريخهم حين تحولت علاقات المصاهرة إلى التقريب بين الديانات والطوائف والقبائل والشعوب” ففيه ما فيه من عالمية لا نعلم له فيها شهادة، فمتى غدا السيد مجتهدا أو مفكرا إسلاميا؟ ما نظرياته؟ ما نسقه؟ ما كتبه المنشورة؟ ما شهاداته التي تخوله إعادة النظر في التصورات والموروث والتراث؟ أهو الجابري؟ أركون؟ مالك بن نبي؟
ثم أيعني هذا، مروقه وانشقاقه عن الخط الفكري والمرجعي لحركته؟ أم يعني أن حركته غيرت مفاهيمها وتصوراتها وهويتها؟ وماهو إلا ناطق رسمي باسمها، ومعبر بلسانه عن حالها! ثم ألهذا انتخب حزبه غالبية المغاربة!؟ ألتصور جماعته السابق، أم هذا الطارئ اللاحق!؟ وما قول حزبه وحركته في الحجاب؟! أهو أمر عارض أم جوهري في الإسلام!؟

أما كلامه في مسألة الحجاب “مسالة الحجاب التي كانت مرتبطة فيما سبق في الأصل بالانتماء التنظيمي أو الحركي لم تعد كذلك، كما أنها لم تعد كما كانت من قبل معيارًا للتدين والالتزام الأخلاقي، دون أن أعني بذلك أنها ليست عنوانا لها بالنسبة لمن يرتدينه اقتناعا وإيمانا. وهذه مسالة عامة”. فيكشف بما لا بدع مجالا للرد، مكر الاسلام السياسي، وحربائيته، والدليل هل في حركته وحزبه وشبيبته قيادات نسائية غير محجبة!؟ هل في لرفاقه وإخوانه زوجات غير محجبات؟! هو نفسه هل زوجته غير متحجبة؟! وهذا هو أسوأ ما في هؤلاء الاسلاميين، الممارسين للسياسة، يستطيعون أيجاد التبريرات، وخلق الضرورات، وإنتاج القياسات، لتبرير كل ما في أنفسهم..
والخلاصة، أن خطاب، السيد يتيم، فعلا يتيم، لا أصول له، غير أصل المنفعة، التي تنخر جسد الإسلام والسياسة معا، فالمصلحة الشخصية والمنفعة الفردية، مقدمة عند هؤلاء على الدين وعلى السياسة، وفي أي منهما رأوا منفعة ومصلحة، عمدوا إلى لي رقبة الثاني، بما يحقق تلك الغاية.. وهم الوبال الأكبر على الاسلام وعلى السياسة..
• باحث في تحليل الخطاب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah