الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيطان الشمولي والله المقيد

عمر سلام
(Omar Sallam)

2018 / 10 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الشيطان الشمولي والله المقيد
من مشروع كتاب اخطه عن مسيحية الدولة الاموية
شهدت المناطق العربية في القرون السابقة قبل الميلاد والقرون الأولى بعد الميلاد تنوع هائل في المذاهب ، وهذه حالة طبيعة في تطور الحضارات حيث اخذت فكرة التصارع بين الخير والشر تتطور من فكر ديني اولي الى الفكرة الأكبر وهي حصر الصراع بين الهين . احدهما يمثل الخير المطلق لاتباعه الممثل بالله (الاسم الفينيقي) والثاني يمثل الشر المطلق الممثل بابليس ( الاسم اليوناني ) او الشيطان ( الاسم السرياني) .
وبدأ الانسان مع تطور تفكيره يطور نظريات الخلق والتكوين الذي صاغه الاولون ، واخذ صلب الفكرة من الحضارات الأولية وبدأ يجري عليها التعديلات بما يتناسب مع تطور فكرة الالهين اله الشر واله الخير .
ومع هذا التطور بدأت نرجسية المعرفة لكل دين ولكل مذهب ، ودفعت نرجسية أصحابها الى القول ان معرفتهم باله الخير جعلتهم هم المختارون بسبب سبقهم بمعرفته، وهذا ما قيد مفهوم شمولية الله ، فبدل ان يكون الله هو اله خير للبشرية جمعاء اصبح اله خير لاتباعه ، رحيم عليهم ، شديد على اعدائهم، وتحجم مفهوم الله و قيده أصحاب الأديان والمذاهب وحصروه في زاوية ضيقة ، وبهذا قضوا على شموليته ، واعتبر كل مذهب ان الله له وحده .
بينما الشيطان بقي له التصور الشمولي الذي يؤثر على كل البشر ويدفعهم لعمل الشر .
وهذا احد منزلقات الفكر الديني الذي لم ينتبه اليه أصحابه بان جعلوا شمولية الشيطان تعم على كل البشر ، بينما الله مقيد باتباعه . فالشيطان يدفع كل كائن حي على فعل الشر ، بينما الله يقدم الخير لاتباعه فقط .
وهذا ما جعل الأديان تنقسم الى طوائف وملل وكل منها تدعي ان الله لها ، وان الله خصها بالمعرفة دون غيرها فهم احق بالخير الذي سيقدمه لهم . وتشتت الله بين مختلف الأديان والمذاهب لكل له الهه . بينما الشيطان يشمل الجميع .
ولو لم يتوقف الفكر الديني عند هذه الفكرة لله وتقييده بهذه الطريقة ، لتوحدت الأديان والمذاهب ولم تفترق بالطريقة التي تفرقت عليها ولا زالت اثارها منذ عشرات المئات من السنين الى الان .
ومما دفع الى تقوية دين او مذهب او ضعفه هو مدى اسثماره سياسيا . فالدين الذي تستثمره دولة قوية يستمر وينتشر ويصبح عقيدة شائعة تتحول الى طقوس يومية ومجموعة عادات وتقاليد اجتماعي . وهذا ما ساهم بانتشار الدين المسيحي . والإسلامي لاحقا .
والدين الذي لم يستثمر سياسيا يضمحل ويبقى فكرة رائجة بين اتباعه مع ما يرافقه من عادات طقسية وانعكاساته على الحياة الاجتماعية .
وقد يختفي دين او مذهب باضمحلال الدولة التي تبنته كما حدث مع الزرادشتية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الآلاف يشيعون جـــــ ثمــــ ان عروس الجنة بمطوبس ضـــــ حية


.. الأقباط يفطرون على الخل اليوم ..صلوات الجمعة العظيمة من الكا




.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو


.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم




.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله