الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منتجو المعرفة

صاحب الربيعي

2006 / 4 / 5
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


المعرفة هي سلسلة غير منتهية من العلوم المختلفة في حياة الإنسانية وأية معرفة جديدة هي عبارة عن نتاج التراكم المعرفي للبشرية جمعاء وبالرغم من أنها متوفرة للجميع لكن ليس لكل البشر القدرة على اكتسابها لإنتاج معرفة جديدة. الصفوات هم صناع المعرفة، فهم الذين يرسمون مستقبل ومسار ودور الأمة في التاريخ، وبالتالي دورها في الحاضر والمستقبل من خلال مساهماتهم المعرفية الرافدة للحضارة الإنسانية.
وبمراجعة بسيطة لمسيرة تاريخ أية أمة في العالم يمكن الاستدلال على دور صفواتها ومساهماتهم المعرفية، فالحروب، الدمار، القتل والغزو....تسهم بها جيوش كاملة بالرغم من أن القرار فيها لنخبة محددة منهم لكن المعرفة ذاتها تعتبر مساهمات الصفوات لصناعة تاريخ الأمة المعرفي في الحضارة الإنسانية. ومهام الصفوات في الغالب تكون مهاماً إنسانية لاتحقق لمنتج المعرفة منفعة ذاتية ملموسة، بقدر ما تحقق منافع جمة للبشرية جمعاء.
يقول ((أرنست همنغواي))"لم يتطلع العظماء في التاريخ إلى المرآة ليروا أنفسهم، وأنما أنجزوا معارفهم بأكمل وجه فأصبحوا حقاً عظماء بمرآة البشرية".
إن الجهد والعمل المضني الذي يبذله الصفوات لاكتساب المعارف الإنسانية ليس فقط لإنتاج معارف جديدة وأنما هو جهد وعمل متميز للارتقاء بمستوى وعيهم لمراتب أعلى يتميزون من خلاله على الآخرين فيكونوا بذلك قدوة للمجتمع بسلوكهم وممارساتهم التي تمثل القيم العليا للمجتمع.
يدرك الصفوات بوعي خطواتهم ومسيرتهم في الحياة، ولايخشون عواقب توجهاتهم الإنسانية المتعارضة مع التوجهات الشريرة للسلطات الاستبدادية الساعية لتكريس براثن الجهل والأمية في المجتمع.
يعتقد ((بوذا))"أن من يمتلك المعرفة يخطو بثقة عالية، لأنه مستقل وطاهر ومنتصر للحق وليس له قناع فهو يسير حراً في هذا العالم".
هناك صراع محتدم بين جبهة المعرفة وجبهة الجهل وقد تعرض العديد من العلماء عبر التاريخ للاضطهاد والقتل من جهلاء المجتمع ومازال هذا الصراع مستمراً على مستوى السلطات الاستبدادية والمجتمعات الجاهلة.
ويرى الجاهل أن منتج المعرفة يقوض مسلماته السائدة ويكشف عن مستوى جهله، وبالتالي فإنه يهدد مصالحه القائمة على أسس بالية. وبذات الوقت فإنه غير قادر على تغيير قناعاته المتعارضة مع العلم والمعرفة المجارية للتطور المعاصر، فليجأ لاستخدام العنف والاضطهاد ضدهم لإجبارهم على الانصياع لنهج الجهل السائد في المجتمع.
يرى ((جلال الدين الرومي))"أن عذر الأحمق أقبح من ذنبه، وعذر الجاهل سًّم للمعرفة".
إن منتجي المعرفة هم صناع المستقبل الزاهر للبشرية، فبدونهم تبقى المجتمعات رازحة تحت براثن الجهل والأمية. وبالتالي فإن مسارات الرفد المعرفي تتعطل في الحضارة الإنسانية، فالمجتمعات التي تخلو الصفوات منها أو تعمل على اضطهادهم وقتلهم ولاتمتلك آفاقاً نحو المستقبل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ستارمر يتولى رئاسة وزراء بريطاينا بعد 14 عاما من حكم المحافظ


.. اشتعال النيران في منزل بكريات شمونة شمال إسرائيل إثر سقوط صو




.. ما دلالات تقدم المرشح الإصلاحي بزشكيان على منافسه المحافظ جل


.. هل يرغب نتيناهو بالتوصل لاتفاق بشأن وقف الحرب على غزة؟




.. ما الضغوط التي تمارسها أمريكا لدفع إسرائيل لقبول الصفقة؟