الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملخص موجز لفصل الاريوسية والإسلام

عمر سلام
(Omar Sallam)

2018 / 10 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ملخص موجز لفصل الاريوسية والإسلام
اريوس رجل الدين الليبي او الامازيغي الذي ظهر في القرن الرابع ودرس في انطاكيا، تلك الشخصية الثائرة الذي دمج العلم بالدين، ثار على الكنيسة في الإسكندرية أولا ثم صار له اتباع (ليس بمعنى التبعية المباشرة) بل من اقتنعوا بفكره، زهو اول من قال قل هو الله أحد، لم يلد ولم يولد، وبالتالي المسيح هو ليس ابن الله بل هو انسان من صلب انسانة.
تميز اريوس بالمعرفة وكان واسع الاطلاع والعلم حتى قيل إنه لم يغادر من المعرفة صغيرة ولا كبيرة الا احصاها وكان عالم زاهد.
خرج عن عجرفة رجال الكنيسة باحتكار المعرفة واخذ يخاطب العموم، وكان يكتب الاشعار والاغاني، ويغنيها العامة. فعم مذهبه في اغلب المناطق من وسط اسيا حتى غرب افريقيا واسبانيا.
تميز اريوس بنقل المعرفة الى الشارع وأصبح العامة يتحدثون بأفكاره، لدرجة ان أحد المحتجين قال ان ذهبت الى السوق لتشتري شيئا يقول لك البائع هل الله يمكن ان يلد، او هل يمكن لإنسان ان يكون الله.
هذا أكثر ما اثار رجال الكنيسة الذين أرادوا احتكار المعرفة وإبقاء الناس بحالة عدم معرفة الدين معرفة تامة ليستقوا معارفهم من رجال الكنيسة.
كاد اريوس ان يسحب البساط من تحت رجال الكنيسة الرومانية. مما اضطر الملك قسطنطين الكبير الدعوة لعقد مجمع نيقيه. وهو المجمع الأول من عدة مجمعات ستعقد لاحقا، والذي اتهم اريوس بالهرطقة. وكان خصمه اللدود في هذا المجمع اثناسيوس المصري. حيث قال عنه أحد الباباوات ” لولا أثناسيوس الرسولي لصار العالم كله أريسيا ”.
هذا يدل مدى قوة أفكار اريوس ومدى شعبيتها.
ولتمييزه وتمييز من يتبع أفكاره او الأفكار الشبيهة عن باقي رجال الكنيسة أطلق عليهم لقب الأريسيين لتمييزهم عن الأرثوذكسيين الذين التزموا بقرارات مجمع نيقيه الأول.
ومؤخرا بدأ بعض الكتاب المسلمون يتحدثون عن اسلام اريوس باعتباره موحدا اذن فهو مسلم، والكاتب جهاد الترباني اعتبره أحد عظماء الإسلام المئة.
وفي مقال سابق لي كتبت عن أساس تسمية الدولة الاموية وهي من كلمة ام التي يعترف الأريسيون والنسطوريون لاحقا بأمومة مريم ام المسيح لأنها خلقت انسان. وقيل عنهم امويون.
وبالتالي العصر الاموي هو عصر بني على أفكار اريوس ونسطور، وكان عصرا مسيحيا، حتى لو لم تعترف الكنيسة الرسمية بذلك، لأنها اعتبرت اريوس ونسطور وغيرهم هم هراطقة، وبالتالي لم تدخلهم في تاريخا بل بالعكس اعتمدت على تشويه صورتهم وحرق كتبهم. فهم تعرضوا لجرم تاريخي مزدوج الجريمة الأولى من الكنيسة الرسمية، والجريمة الثانية من المسودة الذين أتوا من شرق اسيا ومحوا كل كتبهم واثارهم.
ومن يقرأ مناطق الانتشار الشعبي للاريوسية (إذا افترضنا جدلا هذه التسمية للموحدين المسيحيين) هي نفسها مناطق انتشار الدولة الاموية بما فيها اسبانيا وشمال افريقيا وجزئيا في وسط اسيا) فالدولة الاموية كانت حالة استقلالية دينية مسيحية اريوسية عن الكنيسة الأرثدوكسية الرومانية.
والأريسيون شاركوا باقي المسيحيين كنائسهم، لأنهم اعتبروها أماكن عبدة لا يجوز هدمها حتى لو اختلفوا مع مذهب أصحاب الكنيسة، فتشاركوا مع باقي المسيحيين بالكنائس ومارسوا عباداتهم بطريقة مشابهة للعبادة الأرثوذوكسية المسيحية. ولم يعرفوا من شعائر الإسلام شيئا.
فكان جامع قرطبة كنيسة اريوسية (راجع كتاب الثورة الإسلامية بالغرب للمؤلف الاسباني اوغناسيو اولاغي ترجمة إسماعيل الأمين بتصرف) وكذلك الجامع الاموي بدمشق فالأريسيون تقاسموا الكنيسة مع الأرثوذوكس.
والأريسيون كان لهم مصاحف تقرأ على ادراج الكنائس بدمشق. وأيضا بباقي المناطق.
وهناك كنيسة باسم معاوية الملك الاموي. وهو من كان يصلح بين الكنائس العربية المتناحرة.
وعمر بن عبد العزيز قاد الدولة الاموية الاريوسية من دير سمعان ودفن بطريقة مسيحية على ايدي رهبان مسيحيين.
واخر خليفة اموي قتل هو وعائلته في كنيسة.
ومذهب الامويون كان مذهب الاوزاعي الاريوسي الذي حرقت كل مؤلفاته. والذي كان منتشرا من بلاد فارس حتى الاندلس طيلة فترة الحكم الاموي وكان مذهب توفيقي بين كل الديانات والمذاهب بالمنطقة.
اما شعائر الإسلام فلم تعرف الا في فترة الحكم العباسي. بعد ان قضى المسودة على الحكم العربي الاريوسي الاموي، بوحشية لم يسبق لها مثيل في التاريخ.
فهم من جعلوا كنيسة دمشق اسطبل خيول حال دخولهم الى دمشق، قم تحولت لاحقا الى مسجد إسلامي، وهدموا كثير من المعابد منها كنيسة خالد بن يزيد (التي تعرف بحمص الان بجامع خالد بن الوليد)، والامويون في الاندلس لم يعرفوا الاذان الإسلامي الا بعد دخول المذهب المالكي وإلغاء مذهب الاوزاعي.
ومن ثم بالتدريج بدأ خلط طقوس الزرادشتية والمانوية مع فكر التوحيد الاريوسي لينشا منها دين جديد اسمه الإسلام.
فإلى كل الذين يحاولون اسلمة الاريوسية فالاريوسيون لم يعرفوا الشعائر التي حددها حديث ابن عمر
قَالَ ابْنُ عُمَرَ: " بُنِيَ الْإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: عَلَى شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ , وَإِقَامِ الصَّلاةِ , وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ , وَحِجِّ الْبَيْتِ , وَصَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ "
فالاريوسيون يعرفون ان لا إله الا الله وهم ناضلوا من اجل هذه المقولة، وهم كمسيحيين يصلون صلواتهم، ويعرفون الزكاة،
ويصومون بطريقتهم.
اما الطقس الوثني القادم من وسط اسيا وهو الحج فهم لا يعرفوه.
ولا يعرفون الاذان ولم يسمعوا بالإسراء والمعراج.
نعم الأريسيون ساهموا في نشر وتطوير الفكر الديني ولكن لا يمكن تسميتهم مسلمون. لان المسلم تحدد بمنظومة فكرية دينية ومجموعة طقوس وعادات اختص بها وحده.
اما القول ان كل موحد مسلم فهذه أيضا مقولة خاطئة تصنع ارباك تاريخي الناس في غنى عنه.





















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال